إزاى «تبوظّ» ثورة في 3 سنوات..«عاصرو الليمون» و«نشطاء السبوبة» أبرز إنجازات الثورة و«الجماعة» تداعب الثوار بشعار «مشاركة لا مغالبة»..«سليمان»
«آن الأوان ترحلى يا دولة العواجيز».. و«الورد اللى فتح في جناين مصر».. الشباب هم من أشعلوا شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير... تحدوا «داخلية العادلي» يوم الثلاثاء.. لم ترهبهم خراطيم المياه.. أصوات «طلقات الخرطوش».. «سارينة البوكس».. ونصائح الكبار.. اشتعلت الثورة والجميع رفع شعار «غباء.. بغباء».. فـ»الداخلية» قالت «قلة قليلة مندسة لا تريد الخير للوطن».. فكان مطلب رحيل وزيرها - وقتها - اللواء حبيب العادلى في ذيل القائمة، وأصبح «رأس النظام» في مقدمتها.. «إرحل.. يعنى إمشي.. انت ما بتفهمشى».. لم يتحدث الرئيس الأسبق مبارك لـ» شباب بلده».. صفوت الشريف قال «زوبعة وحتعدي» أما المهندس أحمد عز فكان من أنصار «سيناريو المؤامرة على نجاح خطة التكويش على برلمان 2010».. وفى النهاية «انتصر الشباب.. ورحلت دولة العواجيز حتى إشعار آخر».
«إزاى تبوظ ثورة».. الـ 18 يوما في ميدان التحرير وبقية ميادين مصر لم تكن المشهد الوحيد في سيناريو «رحيل مبارك»، البعض حاول اختصار المشهد في «الميدان»، لكن مجموعة قليلة جدا رفعت شعار «فهمنا فولة الثورة».. دخلت مرحلة التفاوض مبكرا - كما أثبتت الأحداث -، حيث أجرت جماعات المعارضة وبينها جماعة الإخوان وبعض المستقلين حوارًا مع عمر سليمان نائب الرئيس تم فيه التوافق على تشكيل لجنة لإعداد تعديلات دستورية في غضون شهور، والعمل على إنهاء حالة الطوارئ وتشكيل لجنة وطنية للمتابعة والتنفيذ وتحرير وسائل الإعلام والاتصالات وملاحقة المتهمين في قضايا الفساد.
لقاء سليمان وأطراف من داخل ميدان «التحرير» لم يكن الأخير من نوعه، فما هي إلا ساعات قليلة وتم عقد أول لقاء مباشر مع نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان وعدد من شباب الثورة، عبروا من خلاله عن مطالبهم المشروعة بعد 13 يوما من بدء حركتهم الوطنية، وهو اللقاء الذي خرجت فيه فكرة «ائتلافات» و«اتحادات» الثورة للنور، حيث كشف «سليمان» لـ«شباب الثورة» أن فكرة حديثهم جميعًا دون أن تكون لديهم أجندة واضحة، وكيانات يتحدثون باسمها ستكون غير مجدية، وثمن لهم في الوقت ذاته أنه بدون وجود «ظهير ثوري» فلن تكون لجلساتهم أي قيمة، وكان ما كان، حيث تم تشكيل أكثر من ائتلاف بـ» اسم الثورة» لتبدأ بعدها اجتماعات «النائب» والشباب.
>> «لا مبارك ولا سليمان.. لسه الثورة في الميدان»..
سارعت عدة قوى داخل الميدان لتعلن رفضها تولى الراحل عمر سليمان مقاليد الأمور خلال الفترة الانتقالية، وعدد كبير من المتواجدين في الميدان التزموا الصمت تجاه هذا الأمر، غير أن الغلبة كانت في النهاية لتدخل القوات المسلحة وبدء المرحلة الانتقالية الأولى تحت قيادة المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع - وقتها -.
>> «فترة انتقالية و«هتعدى»
«الجيش والشعب إيد واحدة».. كان الشعار الأكثر تداولا والأكثر قبولا لدى فئات عريضة في الشارع المصري، شباب الثورة، قالوا «فترة انتقالية وحاتعدي».. ولكن عجلة الأحداث لم تترك «السيناريو» يسير في مجراه الطبيعي، فسرعان ما «تركت يد الشعب.. يد الجيش».. وتحول الشعار إلى «يسقط.. يسقط حكم العسكر» وهو أمر أرجعه المراقبون إلى شعور الشباب بأن «مجلس طنطاوي» يريد أن يطيل فترة تواجده في الحكم.
اتهامات مجلس «طنطاوي» بالرغبة في البقاء - لأطول فترة - في حكم مصر دفعته لأن يخرج قبل أيام قليلة من الذكرى الأولى لثورة 25 يناير في خطاب للمصريين أعلن فيه إنهاء حالة الطوارئ ووجه التحية للثورة التي قال إن الجيش «أيدها،» وأكد على العودة إلى مهمة الدفاع عن البلاد بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.
وقال طنطاوي، في الخطاب الذي نقله التليفزيون الرسمى إن مصر تشهد «تغيرات جذرية،» ووجه «تحية إكبار وإجلال للشهداء الذين فقدوا أرواحهم الطاهرة،» خلال الأحداث الماضية.
واعتبر طنطاوى أن مصر مرت في الفترة الماضية «بظروف صعبة ودقيقة أدت لقيام الشعب بثورته التي أيدتها القوات المسلحة انطلاقًا من حسها الوطني، وأضاف: «لقد كان أمام الشعب وقواته المسلحة هدف واضح أن تصبح مصر دولة ديمقراطية،» وأكد مواصلة السير نحو تحقيق هذه الأهداف.
وأشاد طنطاوى بالشعب المصري، وشكره لمشاركته الواسعة في الانتخذدددددددابات التشريعية وقال إن الناس كانوا هم «الفيصل والحكم بالانتخابات.»
كما نوه طنطاوى بمجلس الشعب والحكومة الحالية، وقال إنها «تقوم بأعباء ومهام جسيمة،» وأشاد بعناصر القوات المسلحة وأفراد الشرطة الذين قال إنهم «عبروا المرحلة» السابقة وعادوا إلى مهامهم، كما ثمّن أدوار القضاة وحض كل من «اختزل دور القوات المسلحة ومجلسها الأعلى بمواقف معينة على مراجعة موقفه.»
>> «الإخوان والجيش.. أيام العسل المر»
محاولات تمرير «سيناريو الطمأنة» للثوار أكد البعض أنه وجد له صدى بين الصفوف، غير أن هذا لم يمنع من خروج أصوات تؤكد أن «طنطاوي» دخل في صفقة مع جماعة الإخوان المسلمين تقضى بـ» خروج آمن» لقيادات الجيش مقابل وصول الجماعة لحكم مصر، وهو ما تحدث عنه الكاتب الصحفى مصطفى بكرى بقوله: هناك تحولان يحكمان طبيعة العلاقة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري، الأول في مرحلة ما بعد انتصار الثورة وحتى انتخابات البرلمان، والمرحلة الثانية ما بعد تشكيل البرلمان وبداية الصراع على مقاعد الحكومة، في المرحلة الأولى كان هناك اعتبارات تحكم العلاقة، الاعتبار الأول أن الإخوان كانوا بحاجة إلى الجيش المتحكم في مقاليد الأمور لأنهم قوة ناشئة على سطح السياسة حتى لو كانوا يضربون بتاريخهم في عمق الدولة، فلأول مرة يكون لهم حزب سياسي ولأول مرة يظهر للجماعة دور دون مطاردة سياسية أو أمنية.
أضاف قائلا: الاعتبار الثانى أن المجلس العسكري ارتأى في الإخوان المسلمين تيارا شعبيا قويا يمكن أن يكون سندا في المرحلة الانتقالية؛ لذلك عندما جرى الاتفاق على البنود الأساسية في الإعلان الدستورى كان الإخوان حاضرين، سواء بحضور صبحى صالح أو طارق البشرى، المقرب من الفكر الإسلامى بشكل عام، وأعتقد أن الإخوان حققوا مكاسب كبيرة في هذه الفترة وكانوا سندا قويا للمجلس العسكري دون اتفاق، وأنا أكاد أجزم أنه لم تحدث أي صفقة بين المجلس العسكري والإخوان، لكن هناك تفاهما غير مرئى وغير معلن بين الطرفين، كل منهما يريد الآخر وكل منهما يجد نفسه في حاجة للآخر في هذا التوقيت.
وعن تحول علاقة «الود» التي جمعت بين «العسكري» و»الإخوان» لحالة من الكرة المتبادل قال «بكري»: عندما قرر الإخوان تشكيل الحكومة، في هذا الوقت بعد بيان رئيس الحكومة تصاعدت لغة المواجهة، حتى وإن حملت شعارات أن الحكومة تستنزف الأموال، تصاعدت الأزمة وبدأت النقاشات، إلى أن حدث المشكل الحقيقى عندما وقف النائب عمرو حمزاوى في البرلمان وقال: على حزب الأغلبية أن يستخدم صلاحياته ويبدأ تشكيل حكومة البرلمان، وبدأت الأزمة من هذا الوقت. وما جرى الاتفاق عليه في هذا الوقت أنه على البرلمان أن يقول ملاحظاته وعلى الحكومة أن تسعى إلى إصلاح هذه الملاحظات، وأرسل الجنزورى 3 من وزرائه للقاء الكتاتنى أوضحوا له أنه لا يوجد في الإعلان الدستورى ما يوجب سحب الثقة من الحكومة.
>> «مرسي.. ومرحلة عصر الليمون»
بلال فضل في مقال له نشرته الزميلة «الشروق» بداية يناير 2013 كتب تحت عنوان «المجد لعاصرى الليمون» قائلا: نعم، عاصر ليمون وأفتخر، ولو وضعنى الزمن الوغد مائة مرة في نفس الاختيار لانحزت لمحمد مرسي ضد أحمد شفيق، لأننى لست منجما يضرب الودع أو عرافا يرجم بالغيب.
أما حكاية «عصر الليمون» فترجع لأيام جولة «إعادة الرئاسة» التي تنافس فيها الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والدكتور محمد مرسي «الرئيس المعزول» وخرجت وقتها دعوات وقف وراءها عدد من شباب الثورة تؤكد أن «نار مرسي... ولا عار شفيق».. وخرجت - ليلة إعلان الفائز بحكم مصر - للنور السياسي من عرفوا إعلاميا بـ» مجموعة فيرمونت» وهم مجموعة من المعارضين لـ» فكر الإخوان» أيام عصر «مبارك» والذين رفعوا شعار «عصر الليمون» وقبلوا بـ» مرسي رئيسًا». وأخرجت - وقتها- المجموعة التي التقت «مرسي» في الفندق بيانا كان نصه كالتالي:
اجتمع اليوم مجموعة من الرموز والشخصيات الوطنية والشبابية مع الدكتور محمد مرسي، وذلك للحديث حول الأزمة الراهنة في ضوء الخطوات التي قام بها المجلس العسكري بدءا من تمرير قرار الضبطية القضائية وتشكيل مجلس الدفاع الوطنى إلى حل مجلس الشعب وإصدار إعلان دستورى ينتزع من الرئيس سلطاته وصلاحياته، وأخيرا تأخير نتائج الانتخابات الرئاسية بما يثير الشكوك حول جدية تسليم السلطة في مصر بشكل ديمقراطى.
وقد أعرب الجميع في الاجتماع عن رفضهم لأى تزوير لإرادة الشعب في اختيار رئيسه وعن رفضهم لممارسات المجلس العسكري الأخيرة وما يجرى حاليا من تضليل للرأى العام عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.
وأكمل البيان ذاته مؤكدا أنه تم الاتفاق على ما يلى:
أولا: التأكيد على الشراكة الوطنية والمشروع الوطنى الجامع الذي يعبر عن أهداف الثورة وعن جميع أطياف ومكونات المجتمع المصرى، ويمثل فيها المرأة والأقباط والشباب.
ثانيا: أن يضم الفريق الرئاسى وحكومة الإنقاذ الوطنى جميع التيارات الوطنية، ويكون رئيس هذه الحكومة شخصية وطنية مستقلة.
ثالثا: تكوين فريق إدارة أزمة يشمل رموزا وطنية للتعامل مع الوضع الحالى وضمان استكمال إجراءات تسليم السلطة للرئيس المنتخب وفريقه الرئاسى وحكومته بشكل كامل.
رابعا: رفض الإعلان الدستورى المكمل والذي يؤسس لدولة عسكرية، ويسلب الرئيس صلاحياته ويستحوذ السلطة التشريعية، ورفض القرار الذي اتخذه المجلس العسكري بحل البرلمان الممثل للإرادة الشعبية، وكذلك رفض قرار تشكيل مجلس الدفاع الوطنى.
خامسا: السعى لتحقيق التوازن في تشكيل الجمعية التأسيسية بما يضمن صياغة مشروع دستور لكل المصريين.
سادسا: الشفافية والوضوح مع الشعب في كل ما يستجد من متغيرات تشهدها الساحة السياسية.
ونؤكد بوضوح استمرار الضغط الشعبى السلمى في كل أرجاء الجمهورية حتى تتحقق مطالب الثورة المصرية ومطالب جميع المصريين.
هذا ويهيب الجميع بالرموز الوطنية ومختلف أطياف الشعب المصرى بالاصطفاف معا حماية لشرعية اختيار الشعب لرئيسه وتحقيقا لأهداف ثورته في بناء دولة مدنية بما تعنيه من دولة ديمقراطية دستورية حديثة تقوم على العدالة الاجتماعية وحماية الحقوق والحريات والمواطنة الكاملة بما يتفق ووثيقة الأزهر الشريف.
>> المصادر:
بلال فضل.. «المجد لعاصرى الليمون».. الشروق
حوار «مصطفى بكري» مع الزميلة «الوطن» 19 سبتمبر 2012
- نص بيان «فيرمونت» نهاية يونيو 2012