وزير الداخلية: الشرطة تحتفل في عيدها بانحيازها إلى اختيار الشعب.. وبطولات رجالها كانت شرار ثورة يوليو.. مشاركة المصريين في الاستفتاء أبهرت العالم.. السيسي نموذج فريد لقائد فذ
بدأت قبل ظهر اليوم الخميس، احتفالات عيد الشرطة بحضور الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم والفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة والشخصيات العامة والسياسية ولفيف من المثقفين والإعلاميين والفنانين.
وفي بداية الاحتفال بمقر أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس وقف المشاركون دقيقة حدادا على أرواح شهداء الشرطة والذين قضوا في الهجوم الإرهابي على كمين للشرطة في بني سويف اليوم.
وعقب ذلك استمع الحضور لآيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة لوزير الداخلية أكد فيها انحياز الشرطة في عيدها إلى اختيار الشعب، وقال: "إننا نحتفل اليوم بعيد تلاحمنا واسترداد مصريتنا وهويتنا الوطنية، نحتفل بالشرطة المصرية، وبرجالها الأوفياء، الذين انحازوا إلى الشعب وتاريخهم الوطني، ليضيفوا إلى دورهم وتاريخهم ما يتناسب معه من صدق الوطنية وعمق الانتماء وعقيدة الفداء.
تابع: نعاهد الشعب وشهداء الوطن بأن نُعلى قيم العطاء ونقدم أرواحنا فداء رسالتنا وأن نتخذ دومًا زمام المبادرة في التعامل مع عناصر الإرهاب التي تسعى لزعزعة الاستقرار.
أضاف: سنضرب بكل قوة وحسم عناصر الشر والإرهاب لوئدها داخل أوكارها.. وحيا شعب مصر الأبى الذي أثبت وعيه وقدرته على تحقيق إرادته ومواجهة التحديات التي تحيط بوطنه، وعبر عن ذلك جليًا، من خلال تلك الحشود التي توافدت على صناديق الاستفتاء، لتقول نعم لخريطة الطريق، نعم للاستقرار، نعم لمستقبلٍ تستحقه مصر ويستحقهُ شعبها.
كما حيا شباب مصر الواعى، مفجر ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، وقال: "كلى ثقة في قدرتكم على تحمل مسئولية الوطن ورفع راياته فأنتم عماد الحاضر وأمل المستقبل.
وقال وزير الداخلية محمد إبراهيم - في كلمته في الاحتفال بعيد الشرطة- إن مصر احتفلت عبر السنين ببطولات وتضحيات رجال الشرطة، ضد قوات المستعمر الأجنبى الذي حاول كسر الإرادة الشعبية بالإسماعيلية في 25 يناير عام 52، وكانت تضحيات وبطولات رجال الشرطة بمثابة بداية انطلاق شرارة ثورة مصر المجيدة في يوليو 52.
أضاف: مرت السنون وتعاقبت الأجيال حتى انطلقت ثورة مصر في 25 يناير 2011، ليثور شباب مصر الشرفاء ضد مظاهر الفساد بالبلاد.. إلا أن قوى الشر المتربصة بمصرنا وجدت ضالتها في جماعة ذات أياد عابثه، وأبت من منطلق خائن تفويت تلك الفرصة، فقفزت على ثورة الشعب العظيم وحققت هدفًا، ونالوا مطمعًا كان بمثابة الحلم لهم ولجماعتهم فتربعوا على سُدة الحكم وأعدوا المكائد.
تابع: لقد بثت هذه الجماعة الفتن بين أبناء شعب مصر ومؤسساته الوطنية، وقال: "إلا أن إرادة الله شاءت أن تُخيّب مكائدهم وتُهدّم آمالهم في إذابة الهوية المصرية، وبناء كيانهم الخائن على أنقاض وطنية شعبنا.
واستطرد: تتابعت الأحداث وتكشّفت الحقائق فانتفض الشعب العظيم لاستقلال إرادته ونسج بسواعد أبنائه المخلصة موجةً ثوريةً ثانية في 30 يونيو 2013، اكتملت بها معانى الثورة الفريدة واسترد بها المصريون وطنهم المفقود، وهويتهم التي حاولت قوى الباطل تغيير ملامحها، وانحاز رجال الجيش والشرطة للإرادة الشعبية، واختاروا في تلك اللحظات الوطنية عن إيمان ووعى الاصطفاف بجانب الشعب في صف وطنى واحد.. وقدموا في سبيل ذلك كتائب من الشهداء الأبرار ستظل أسماؤهم مُسطرة بحروفٍ من نور في وجدان الوطنية المصرية.
تعاظم التضحيات والمخاطر:
ولفت وزير الداخلية محمد إبراهيم إلى أنه منذ ثورة 30 يونيو تعاظمت التحديات والمخاطر، وقال: من منطلق وطنى خالص وبتنسيق وتكامل وتناغم غير مسبوق تكاتفت الشرطة مع القوات المسلحة لمجابهة تلك الأخطار وإجهاض مخططاتها، وساهمت مساندة قواتنا المسلحة الباسلة أجهزة الشرطة في سرعة استعادة طاقاتها فاستهدفت ولاتزال البؤر الإرهابية والإجرامية بمختلف أنشطتها.
ونوه بالنجاح في كشف وإجهاض العديد من المخططات الآثمة داخل البلاد وخارجها، وقال: "تم القضاء على الكثير من البؤر الإرهابية وملاحقة عناصرها، وتحملت القوات المسلحة والشرطة بدافع وطنى خالص أعباء مهامها ومسئولياتها ودافعت عن أمن البلاد، وقدمت بصدر رحب أرواحًا طاهرة من خيرة الرجال، وقال: "كانت تلك المناسبة الوطنية الفريدة فرصةً لنا جميعًا للتأكيد على وحدة صفنا شعبًا وجيشًا وشرطةً وعلى استقلال إرادتنا وإصرارنا على مواصلة طريقنا للمستقبل الذي رسمنا خارطته بأيدينا نحو العدل والكرامة والحرية.
وأكد ضرورة توجيه كامل الطاقات والإمكانيات لتحقيق الاستقرار الأمنى الذي يدفع مسيرة البلاد نحو التقدم في مختلف المحاور والمجالات والذي ترنو إليه جموع الشعب، وكان خير بداية لذلك أن نسج خمسون من أبناء مصر الذين يتدفق في عروقهم أصالة هذا الشعب بامتداده العربى وعمقه الدينى وحضارته التاريخية وتطلعاته الوطنية دستورًا مصريًا خالدًا يعبر بحق عن نبض الشعب، الذي أقر به في مشهدٍ أبهر العالم يومى الاستفتاء عليه، ورسم بإرادته ملامح مصريتنا الشامخة التي استعصت دومًا على الغزاة داخليًا وخارجيًا.
وأضاف أن اللحظة الراهنة بكل ما تحمله من معانى فخر واعتزاز وتلاحم وكبرياء، تتطلب التسلح بأقصى درجات الحيطة والحذر، ولنا من الآن فصاعدًا أن نصبوا إلى غدٍ مشرق مليء بالأمل والتقدم والأمن والرخاء.
وتابع: نعاهد الله والوطن على مواصلة رسالتنا نُحرز تقدمًا يومًا تلو الآخر، نطوّر آليات العمل الشرطى لتحقيق ما يُرضِى جموع الشعب عن أداء رسالة الأمن التي نصبوا إلى تحقيقها رغم كل المحاولات اليائسة من عناصر الشر والإرهاب وأبواقها العميلة الخائنة، ويبقى لزامًا علينا من الآن فصاعدًا العمل المخلص الجاد والمضى قدمًا بخطواتٍ واثقة نحو تحقيق تقدم مستحق في كافة الملفات الداعمة للدولة المصرية، نكفل تحقيق استقرارها سياسيًا واقتصاديًا ودفع عجلة التنمية في مختلف مجالاتها.
تحية لمنصور والقوات المسلحة:
وحيا وزير الداخلية الرئيس المستشار عدلى منصور، الذي عبر بحق عن وطنية صادقة ونبل وحكمة وتحمل مسئولية البلاد في أصعب وأدق مراحلها، وقاد دفة الوطن بكامل مؤسساته في تناغم مشهود نحو الاستقرار المنشود وأرسى معانى الوطنية وإنكار الذات تحقيقًا لرفعة البلاد وعزتها.
كما حيا بكل إعزاز وتقدير القوات المسلحة الباسلة التي حمت إرادة الشعب وأهداف ثورته وجسدت عمق ووطنية أبنائها قادة وضباطًا وجنودًا.
وأضاف: تحية تقدير وامتنان للسيد الفريق أول عبدالفتاح السيسى والذي أُكن له بصفة شخصية، ومن داخل وجدانى كل التقدير والاحترام والمودة والإعزاز بوصفه نموذجًا فريدًا لقائد فذ نافذ البصيرة متسع الأفق حازم الرأى، والذي لم يتوان أو يتأخر لحظة عن تقديم كافة أنواع الدعم للمؤسسة الأمنية في جهودها لتحقيق الاستقرار في ملحمة سيخلدها التاريخ في التكامل والتنسيق بين القوات المسلحة وجهاز الشرطة من أجل محاربة الإرهاب وحفظ أمن وطننا الغالى الذي نفتديه جميعًا بأرواحنا ودمائنا لكى تبقى رايته عالية خفاقة تحتل مكانتها بين الأمم.
كما حيا جميع مؤسسات الدولة الوطنية التي عبّرت في جميع المواقف عن نُبل أهدافها ووطنية أبنائها 000 قضاءً شامخًا وإعلامًا حرًا وصحافةً مُستنيره وفنٍ واعى.
وعقب كلمة وزير الداخلية ألقي الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور كلمة أعلن فيها القرار الجمهوري بمنح 25 من أسماء شهداء الشرطة العديد الأوسمة تقديرا لتضحياتهم بأرواحهم تلبية لنداء الوطن.