رئيس التحرير
عصام كامل

اعتذار لأهل فيرمونت!


من الخطأ الفادح أن نسمي الاعتذار المنسوب للإخوان بأنه اعتذار للشعب على ما ارتكبوه من جرائم خسيسة غادرة ضد أبنائه.. فهذا الاعتذار في حقيقته هو مجرد اعتذار محدود موجه لهؤلاء الذين سبق أن عصروا على أنفسهم الليمون كما سبق أن قالوا وتحالفوا مع الإخوان وأيدوا مرشحهم للرئاسة د. محمد مرسي، خاصة هؤلاء الذين انقلبوا فيما بعد على الإخوان أو ابتعدوا عنهم بعد أن اكتشفوا أن مرشح الإخوان خدعهم وضحك عليهم وضرب عرض الحائط بكل تعهداته لهم.


فالإخوان يتخيلون أنهم في إمكانهم تكرار ما فعلوه على مدي السنوات السابقة.. أي التغرير ببعض القوى أو الشخصيات غير الإخوانية والمدنية حتى يستخدمونهم مجددا في استعادة السلطة التي فقدوها بسبب نهمهم واصرارهم على احتكار كل شئ واستبداهم وفاشيتهم، وذلك اعتمادا على أن المصري يمكن أن يلدغ من ذات الجحر مرة ومرتين وثلاثا وربما أكثر.

ولذلك سارعوا بإعلان اعتذارهم هذا لعاصري الليمون أو أهل فيرمونت الذين وصلوا على أكتافهم من قبل إلى السلطة ثم ضربوهم بأحذيتهم.. لكن الإخوان نسوا أن الشعب كله الآن باستثناء أهل فيرمونت وعددهم محدود يرفضهم ويرفض إرهابهم وعنفهم ولا يقبل بإعادتهم إلى السلطة مجددا بعد.. فهم بينهم وبين الشعب الآن بحر من الدماء لم يجف بعد.. أما أهل فيرمونت فهم مثلكم باتوا مرتقبين من الشعب أيضا.
الجريدة الرسمية