صرخة الدكتور كبيش !
بعد أن اقتحم الملثمون مكتب عميد حقوق القاهرة الدكتور محمود كبيش، اتجهوا على الفور نحو صور عمداء الكلية المعلقة على الجدران وقاموا بدهسها بأقدامهم..
شغل منصب العميد منذ نشـأة الكلية، أكبر فقهاء القانون في العالم وفى مقدمتهم السنهورى باشا، والمكتب له قيمة أثرية لا يقدرها الملثمون.. فقد حرص كل من تولى منصب العميد على أن يحافظ على القيمة الأثرية له.. استكمل الملثمون مهمتهم غير المقدسة بتحطيم محتويات المكتب.
وما يلفت الأنظار استهداف الملثمين لصور فقهاء القانون سواء كان هذا مقصودًا لمعادتهم هؤلاء الرموز رغم رحيلهم.. أو أنهم ارتكبوا جريمتهم دون إدراك لدور وقيمة هؤلاء الفقهاء في ترسيخ قيم القانون في المجتمع المصرى.. وفى كل الأحوال لا يعترف الملثمون سوى بما يصدره مكتب الإرشاد من أوامر وتعليمات سواء اتفقت مع صحيح القانون أو اختلفت كما يحدث عادة.
لقد أوجعتنى صرخة الدكتور محمود كبيش، عميد حقوق القاهرة المطالبة بحماية التراث الذي تركه لنا فقهاء القانون من أيدى البرابرة الذين لا يدركون قيمته التي لا تقدر بثمن.
بين الدكتور كبيش والجماعة «تار بايت».. فمنذ أن بدأ طلاب الجماعة تجاوزاتهم ومحاولاتهم لإرهاب الطلاب والأساتذة.. اتخذ عميد القاهرة موقفًا شجاعًا وقدم تشخيصًا واقعيًا لما يجرى داخل الجامعات.. ووصفه بأنه إرهاب.. وتساءل إذا لم يكن ما يتم أعمالا إرهابية منظمة.. فكيف يكون الإرهاب؟!
اتخذ الرجل موقفا ضد التيار الرافض لعودة الحرس الجامعى للتعامل مع الجرائم الإرهابية التي يرتكبها عدد محدود من الطلاب والتعامل معها بكل حزم دون نقاش ودون تردد.
وكان رأى رجل القانون وعميد حقوق القاهرة الدكتور كبيش أن ما ارتكبه هؤلاء الطلاب جرائم مكتملة الأركان.. وأن التساهل معهم من شأنه أن يغرى غيرهم بالاستمرار في هذا النهج.. وبالفعل اتخذ مجلس التأديب قرارات بفصل الطلاب الذين ثبت قيامهم باستخدام المولوتوف في حرق المنشآت الجامعية.
صحيح أن بعض المسئولين في الجامعات لا يتفقون مع رؤية عميد حقوق القاهرة.. لكن التطورات الأخيرة تثبت صحة موقفه.