رئيس التحرير
عصام كامل

يحدث في مصر الآن.. قبل 25 يناير !


فى النظرة العامة الشاملة لما يجرى فى الشارع السياسى الآن نرى الآتي:



- تدرك الدولة المصرية تماما أن سيناريو 25 يناير 2011 لن يتكرر مرة أخرى لكنها لا تريد عنفا يزيد على الحد!

- العنف الذى يزيد على الحد هو العنف الذى ترتفع فيه نسبة الضحايا والأحداث والخسائر بما يشوه المرحلة الحالية ويفسد الأيام الأولى لمصر فى دستورها الجديد.. وكذلك يفسد اللحظات المهمة لبدء الخطوة الثانية فى خارطة المستقبل باحتمالاتها المختلفة سواء إلى الرئاسية أو إلى البرلمانية!

- والعنف الزائد على الحد هو العنف الذى يعيد الإخوان والحالة المصرية إلى التداول الدولى بعد النجاح فى حصار ذلك إلى حدود قطر وتركيا وأمريكا بما قد يزيد من الضغوط على مصر فى وقت لا تحتاج فيه إلى ذلك!

- لقاء رموز الدولة مع الشباب جزء من امتصاص الاندفاع نحو السيناريو البديل.. وهو إدخال مصر إلى أزمة كبيرة لاستحالة إسقاط النظام !

- وفى السباق والسياق ذاته..الإخوان يردون على حوار الدولة مع الشباب بالاعتذار عن أخطائهم إلا أنه قوبل بفتور كبير جدا!

- لا نعتقد إعلان السيسى ترشحه أو عدم ترشحه إلا بعد مرور 25 يناير وأحداثه  بالكامل.. فترشحه سيغضب أطرافا.. وقد يدفعها للانضمام إلى المحتجين.. وعدم ترشحه سيغضب أنصاره وسيحبطهم وسيمنعهم من المشاركة فى أى فعاليات!

- التأكيد على عدم عودة نظام مبارك جزء من المبارة..!

- لا نعتقد أن الجيش سيسمح بالوقوع من جديد فى فخ يشبه "ماسبيرو" أو "محمد محمود".. بما يضعه من جديد فى دائرة اتهام لا نريدها أبدا.. إنما تفويت الفرصة يتطلب الاعتماد على الشرطة أكثر وأكثر.. والاعتماد على الشرطة لا يعنى الاتكال على قوتها وأدواتها وإنما على خطط ناجحة ربما تكون قد بدأت فعلا - نكرر.. قد بدأت فعلا - لمواجهة مخطط إجرامى ربما يكون قد بدأ أيضا.. ويوم الجمعة قد يكون بروفته النهائية أو التمويه الكبير له!

- تحرك 25 يناير 2014 يفتقد جماهيرية 25 يناير 2011 ويفتقد احتمالية انحياز الجيش له  بل ويفتقد ارتعاش الإدارة الحالية فى التعامل مع الخارج وأمريكا تحديدا.. فالثمن دفعته مصر مقدما وعرفت ديته وانتهى الأمر وليس لديها ما تخشاه بل ربما العكس.. كما يفتقد التحرك لدعم الإعلام بل أيضا العكس.. ويفتقد لغفلة الشرطة كما حدث سابقا بل العكس.. وليس فيه  من 25 يناير 2011 إلا رعاية أمريكا ودعمها للإخوان وحلفائهم من 6 إبريل وغيرهم وتدخل مصر معركة مع هؤلاء بدعم شعبى كبير سيمكنها من سحق أى محاولة لإدخال البلاد إلى أى دوامة من أى نوع!

لكن يبقى القول..أن إجهاض أى معركة من أساسها أفضل من الانتصار فيها.. فإجهاضها يعفينا منها ومن شرورها أصلا!

الجريدة الرسمية