رئيس التحرير
عصام كامل

مذكرات الضاك الباكى: "لوسى" أحبتنى.. وبديعة تركتنى بسبب إسرافى.. الحلقة الثالثة

نجيب الريحانى
نجيب الريحانى

في إحدى ليالى عرض رواية "24 قيراط"، سمعت طرقا ناعما على باب غرفتى.. ثم دخلت فتاة حسناء ينطق كل جسمها ووجهها بالجمال والأنوثة المتدفقة، وقالت لى إنها مغنية سورية وتريد العمل معى، وفى الحال اقتنعت بها وحررت معها عقدا للعمل في فرقتى لتقديم بعض الأغانى بين فصول رواياتى.


في اليوم التالى علمت أن بديعة مصابنى غادرت مصر عائدة إلى الشام، فأسدلت ستارا على قصتها وتناسيتها، وتوالت الخسائر في فرقتى وكدت أشعر أننى أخطأت باحترافى التمثيل، لكن جاءنى الحاج مصطفى حفنى مدير تياترو "بريتانيا" وعرض أن يشاركنى في جولة نقوم بها بين الأقطار الشقيقة، هنا حدث خلاف بينى وبين الراقصة الألمانية "لوسى" التي كانت تعجب بطلعتى البهية فافترقنا، وساءت حالى إلى الأسوأ فقد كانت تحبنى وتشد من أزرى لنجتاز المصائب التي تصدمنا حتى إننى أيقنت أننى سأفقد كل شيء بفقد "لوسى".

قدمنا أول عروضنا في لبنان، واكتشفنا أن أمين عطالله الذي كان يعمل في فرقتى قد سرق رواياتى ويعيد تقديمها باللهجة الشامية في سوريا ولبنان وتصور الجمهور أنه الأصل لكشكش بيه وأنا التقليد.

وبينما كنت أقدم دوري على المسرح في إحدى الروايات وإذا بسيدة في أحد البناوير تصفق بحماس وتقول: ألا تتذكرنى؟ أنا بديعة مصابنى وتصافينا وأعدت الاتفاق معها على العمل معى، عدت إلى القاهرة ومعي بديعة وتزوجتها.

قدمت مع بديعة رواية الليالى الملاح فحققت نجاحا باهرا وأصبح الجمهور يهتف بها، وشعرت بلذة النجاح، وأصبحت تتهمنى بالكسل لأنها تريد تقديم مسرحية جديدة كل أسبوع.

سافرت الفرقة إلى البرازيل وقدمنا عروضها هناك وغنت بديعة مصابنى ورقصت وقدمنا مسرحية "ريا وسكينة" ثم "البرنسيسة" وانتقلنا إلى باريس ومنها عدنا إلى مصر، لكن بديعة أصبحت تتهمنى بالخمول والإسراف الشديد وعدم المبالاة وأن قلبى ميت لا يحس وكررت ذلك أمام الممثلين، وأعلنت رأيى فيها صراحة بأنها لا تزيد على كونها راقصة في فرقتى، فصدمت وطلبت الطلاق ورفضت الكنيسة، لكن انفصلنا جسديا.

* انتظروا الحلقة الرابعة غدا
الجريدة الرسمية