مصر تحتاج إلى نهر نيل آخر بحلول 2050 - خبير الطاقة ماهر عزيز يفجر مفاجأة في حوار لـ"فيتو": سد النهضة الإثيوبى يفيد مصر وسيمدها بكهرباء ضعف السد العالي
- الطاقة النووية في مصر مجنى عليها وملف ترشيد الطاقة مهمل
- هناك فزاعة اسمها "استخدام الفحم سيحرم مصر من حقها في المنح"
- يمكن خفض استهلاك الطاقة بنسبة 20 % بحلول 2020
- قانون توليد الكهرباء من الرياح جاهز للعرض على البرلمان القادم
- مصر لديها أسرع رياح في العالم على خليج السويس
- آراء وزارة البيئة في معارضة استخدام الفحم عمرها 60 عاما
- وزارة البيئة تستقطب حق مصر في تنويع مصادر الطاقة بحجج واهية وعدم معرفة
2030 بداية انتهاء الأزمة وملف ترشيد الطاقة مهمل في مصر
الطاقة النووية والفحم بداية الطريق مع التدعيم بطاقة الشمس والرياح
نسبة مشاركة الطاقة النووية في توليد الكهرباء العالمية 15 %
الطاقة النووية في مصر بلغت أعلى معدلات الأمان والتمويل أهم معوق
تعانى مصر من أزمة طاقة لا أحد يعرف مصيرها الا أنه بعد مرور 15 عاما لن نجد نقطة بترول ثانية، فمصر لديها الآن نحو 2400 مليون طن وقود أحفورى متمثل في الغاز الطبيعي والبترول تحت الأرض وأكدت الدراسات أنه بحلول عام 2030 سوف ينضب الوقود وتفقد مصر كل مخزون الطاقة نتيجة الاستهلاك الزائد وزيادة متطلبات الخدمات من مخزون الطاقة في مصر حسبما قال المهندس الدكتور ماهر عزيز استشارى الطاقة والبيئة وتغير المناخ، عضو مجلس إدارة شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء، وعضو المجالس القومية المتخصصة في حواره مع "فيتو".
عزيز تطرق للكثير من القضايا الخاصة بروشتة أزمة الطاقة وقال إننا لو بدأنا الآن في إنشاء محطات الطاقة النووية مع استخدام الفحم سوف تأمن مصر في 2030 ويعتبر هذا العام بداية انتهاء أزمة الطاقة.
وشرح "ماهر عزيز" لـ"فيتو أهمية الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتكلفتها ودورهم في حلها، وتطرق في حديثة إلى مستقبل طاقة البيوجاز ودور المخلفات الصلبة في إنتاج الطاقة. وإلي نص الحوار:
- بداية ماذا عن وضع مصر الآن في أزمة الطاقة التي نعانى منها ؟
نواجه الآن ندرة في مصادر الطاقة الاحفورية ونتطلع إلى مصادر طاقة جديدة مستدامة نستطيع أن نعتمد عليها وتفي بمتطلبات الاقتصاد والمجتمع وتحمى البيئة من غازات الاحتباس الحرارى التي تؤدى لرفع درجة حرارة الأرض بضع درجات يترتب عليها قضية التغيرات المناخية
وأشير إلى أن كل جهود العالم تلجم التزايد الحادث في انبعاثات الغاز وظاهرة الدفيئة العالمية إلى 2040 حتى لا تزيد درجة حرارة الأرض عن درجتين مئويتين، ويجب أن نبحث عن نظم طاقة حافظة لكوكب الأرض تكون في تناول كل الناس لا يجب أن يحرم منها أحد وآخرون ينعمون منها، ومصر تواجه تحديات كبيرة في أزمة الطاقة ونعانى من وضع خطير في المستقبل حيث لدينا زيادة ضخمة في خدمات الطاقة المطلوبة للمحافظة على النمو الاقتصادى وتحسين مستويات العيش.
ومصر لديها مخزون من الطاقة تحت الأرض من الغاز الطبيعي نحو 77 تريليون متر مكعب أي ما يساوى 1800 مليون طن بترول معادل والنفط الخام 660 مليون طن من البترول والإجمالي 2400 مليون طن مخزون تحت الأرض ويزيد الاستهلاك في مصر بمعدل 5.6 % لو ثبتت هذه النسبة خلال 15 سنة تفقد مصر كل مخزون الطاقة ولا يوجد أي نقطة بترول في مصر، فلدينا زيادة ضخمه في الاستهلاك وندرة موارد وفي قطاع الكهرباء في عام 2012 استهلكت مصر 140 مليار كيلو وات / ساعه وفي 2030 سوف نحتاج إلى 400 مليار كيلو وات أي خمس أضعاف ما تم استهلاكه في الأعوام الماضية.
- ماذا تفعل مصر بعد انتهاء موارد الطاقة؟ وما الحل من وجهة نظرك ؟
الحل يكمن في الاستفادة من جميع مصادر الطاقة ونؤمن أنفسنا من خلال محفظة الطاقة التي تشمل تنويع جميع المصادر لمواجهة الأزمة وأولها هو ترشيد الاستهلاك والذي يعمل على مضاعفة عمره، وفي مجال الترشيد لم نحقق إلا نجاحات بسيطة ويمكن أن نوفر من الطاقة من 20 إلى 50 % من الاستهلاك الحالى الذي يمثل ما يقرب من 140 مليار كيلو وات يتم تخفيضهم إلى 90 مليارا ولكن يعوق الترشيد عدة تحديات متمثلة في ضرورة وجود إستراتيجية قومية لكفاءة الطاقة ومجلس مخصص مستقل يرعاها بالإضافة إلى تسهيلات ضرائب وتشريعات وتغيير عادات الناس في استهلاك الطاقة.
ونستطيع أن نوفر من القطاع المنزلى 20 % والقطاع الصناعى 40 % وفي قطاع النقل 15 % وفي هذه الحالة يمكن بحلول سنة 2020 أن نخفض استهلاكات الطاقة بنسبة 20 % ولو نجحنا نستطيع تخفيضها بعد 20 سنة أخرى وللأسف ملف الترشيد مهمل في مصر.
- وماذا عن المصادر الأخرى؟
توجد مصادر أخرى للطاقة نملكها ونستطيع أن نطورها ولكنها تأخذ وقتا منها الطاقة المتجددة كالشمس والرياح ومصر تتميز بموقع ممتاز في استغلال الرياح واستطعنا توفير 550 ميجا وات في مزارع الرياح ولكنها ليست نسبا كبيرة، ولدينا خطة طموحة بتوليد نحو 7200 ميجا وات من الرياح في عام 2020 وتحتاج إلى 720 ميجا وات سنويا وتكلفة إنتاج الكيلو وات من الرياح في البداية بلغ 50 قرشا، ويوجد صندوق لدعم الطاقة المتجددة في وزارة البترول لدعم الفارق في السعر والدولة خصصت 760 كيلو مترا لمزارع الرياح ولكننا نريد أن يستثمر فيها القطاع الخاص ويوجد قانون جاهز للعرض من 2010 ويتم إقراره في مجلس الشعب القادم خاص بتوليد الكهرباء من طاقة الرياح.
- ولكن طاقة الرياح لا توجد باستمرار في مصر طوال أيام السنة، ما دورها في الحد من أزمة الطاقة ؟
يوجد ما يسمى بمعامل السعة هو الذي يحدد كمية الكهرباء التي يتم توليدها من الرياح ووصل في مصر إلى 41%، ولدينا أسرع رياح في العالم موجودة على خليج السويس تولد 550 ميجا وات مكنت من توليد الكهرباء بكفاءة 40%.
- وماذا عن الطاقة الشمسية ؟
تكلفة إنتاج الكهرباء من الشمس تساوى 35 ضعف تكلفة إنتاجها من الوقود الأحفورى حاليا ونحتاج إلى منح خارجية إلى أن ترخص في السوق العالمية وطاقة الشمس سوف تأخذ سنوات طويلة للاستفادة منها وستسير مسيرة طاقة الرياح التي بدأت مرتفعة الثمن ومع المنح ودعم الدولة يرخص سعرها، استغلال العالم كله للطاقة الشمسية لا يساوى أكثر من 1% من استهلاك العالم بينما يساوى نحو 10 % في استهلاك الرياح وبعد سنة 2050 يكون سعر الطاقة الشمسية والرياح في متناول الجميع.
وحسب دراسة ألمانية مصر سوف تولد كهرباء من الطاقة الشمسية تكفي العالم كله ولكن المسيرة طويلة، وبدأنا الآن بمشروعات تنتج 5 ميجا فوتوفولتية في جبل الزيت ومشروع جديد يولد 100 ميجا وات في أسوان بالإضافة إلى محطة الكريمات الشمسية ومصر تحتاج 3000 ميجا وات تضاف لشبكة الكهرباء سنويا أين نحصل عليها؟، ويوجد مصادر للطاقة لا نملكها ولكنها متاحة عالميا بأسعار منخفضة منها الفحم والطاقة النووية ومتوفرة إلى مئات السنين، وتؤكد الدراسات أن عمر البترول 40 سنة والغاز 60 سنة وعمر الفحم لا يقل عن 300 سنة قادمة
- ولكن توجد آراء من وزارة البيئة تعارض استخدام الفحم لأنه يسبب تلوثا شديدا فما ردك على ذلك ؟
آراء وزارة البيئة ترجع إلى 60 عاما مضت، فالفحم الآن لا يسبب أي تلوث بيئي بالعكس تطورت التكنولوجيا وبلغت نظافة محطات الفحم في العالم مرحلة متقدمة من التطور، ووزارة البيئة لا دخل لها في أزمة الطاقة إلا في حالة تجاوز المعايير البيئية في أي مكان في العالم
ولا تستطيع وزارة البيئة الأمريكية أن تقول للحكومة لا تستخدموا الفحم، وأوضح مثال على ذلك التشريع البيئي المصري عندما يتم توليد الكهرباء من الوقود الأحفورى لا يزيد ثانى أكسيد الكبريت عن 1300 ملجرام / متر مكعب ومحطات استخدام الفحم لا يزيد إنتاج ثانى أكسيد الكبريت فيها عن 100 ملجرام وطالما سمحنا ب 1300 اذن هي حدود الصحة الجيدة والبيئة الجيدة.
- تطالب وزارة البيئة بالاعتماد على الطاقة الشمسية بدلا من الفحم، ماردك ؟
نحن في دولة نامية لا يمكن أن تستخدم الطاقة الشمسية الآن خاصة وأن تكلفتها تعادل أضعاف تكلفة الكهرباء من الوقود الأحفورى فأين نأتى بالأموال الطائلة التي تتطلبها، واليوم يتم إزالة 99.9 من الجزيئات العالقة بالمرسبات والمرشحات الناتجة عن توليد الكهرباء من الفحم ويتم غسل الغاز من ثانى أكسيد الكبريت، وتوجد وسائل التحكم في أكاسيد النيتروجين والاحتراق من المنبع ولا يخرج للهواء 10 % من الغازات والبقية يلغى قبل أن يتم صعوده فمحطات الفحم في أوربا وأمريكا واليابان أنظف من غرفة النوم، ووزارة البيئة بحجج واهية وعدم معرفة تستقطب حق مصر في تنويع مصادر الطاقة لديها وتستخدم كل ماهو متاح لحل مشكلة الطاقة وأؤكد أن حدود البيئة تقتصر على المعايير فقط، ويوجد 80% من الكهرباء في الصين من الفحم وأمريكا التي تضم وكالة حماية البيئة ولديهم معايير بيئية في غاية القسوة تنتج الكهرباء من الفحم واليابان 27 % من الكهرباء المولدة فيها من الفحم، والفزاعة الموجودة في مصر هو أنها لو استخدمت الفحم ستحرم من حقها في المنح طبقا لاتفاقية الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ وأؤكد أن مصر لو أنتجت 100 % من الكهرباء بالفحم ستأخذ كل المعونات والمنح المخصصة لها في التكيف مع التغير في المناخ، ويوجد 41 % من كهرباء العالم من الفحم وفي مصر نقول لا كيف ذلك.
- لماذا لم يتم التفكير في استخدام الفحم قديما ؟
شارت في كتابة إستراتيجية وزارة الكهرباء سنة 1980 لسنة 2000 وكانت تهدف إلى وجود 8 محطات فحم و8 محطات طاقة نووية وبعد حادثة تشرنوبل 1985 تغيرت الرغبة السياسية لدى الإدارة المصرية في إنشاء محطات نووية خوفا من تكرار تشرنوبل بالرغم من أن أسباب انفجاره لا تمس المفاعلات ولا جودتها بالإضافة إلى ظهور الغاز الطبيعي وكنا حينها سوف نستورد الفحم بـ3 مليم من أستراليا.
- ماذا عن ملف الطاقة النووية في مصر ؟ ودوره في حل أزمة الطاقة ؟
للأسف الطاقة النووية في مصر مجنى عليها بسبب عدم معرفة الناس وهى لها مميزات كثيرة من حيث الأمان البيئي وتؤكد الدراسات أن التكنولوجيا النووية من أنظف أنواع مصادر توليد الطاقة.
- لماذا لم يتم استخدام الطاقة النووية في مصر حتى الآن ؟
نحتاج الآن إلى الإرادة الوطنية والتمويل فهما معوقات الطاقة النووية كما أن المحاظر السياسية انتهت ومنذ زمن كثير من الدول منها الصين وأمريكا فرنسا وروسيا لديها استعداد لبيع محطات نووية لمصر كما أن الإجراءات المطلوبة للحصول على الترخيصات لإنشاء المحطات النووية متداخلة بين هيئة الأمان النووى وجهاز شئون البيئة، وأؤكد أن موقع الضبعة لإنشاء المشروع درس من أكثر استشارى عالمى واحترق درسا ويستهلك بناء المحطة النووية مدة 5 -7 سنوات وعلينا أن نبدأ بناءها الآن وكلما تأخرنا فرصتنا قلت حتى تبدأ أول وحدة تنتج كهرباء في 2019.
- كيف تساهم محطات الطاقة النووية في حل أزمة الطاقة ؟
الخطة المصرية في 2030 يكون عندنا 5 وحدات ومصر تولد الآن 30 ألف كيلو وات ونحتاج لـ 51 ألف ميجا 2020 ومتوقع أن تكون مشاركة النووى سنة 2030 وتكون بنسبة 10 %، الفحم اليوم يعطى 20% والطاقة المتجددة 15% والغاز الطبيعي يعطى 20% والبترول 6% ونكون نوعنا مزيج الطاقة لو استمرينا على الغاز الطبيعي والبترول ستنتهى لا نولد كيلو وات واحد سنة 2026، وأزمة الطاقة سوف تحل لو بدأنا اليوم في إنتاج الطاقة النووية مع استخدام الفحم وتطوير الطاقة المتجددة ونؤمن مصر ونستطيع أن نقول حينها أن عام 2030 بداية انتهاء أزمة الطاقة.
- ماذا عن وقود البيوجاز ودوره في أزمة الطاقة ؟
سوف يلعب البيوجاز دورا جيدا في إحلال وقود النقل ويقلل استهلاكنا فيه وممكن توليد الكهرباء منه وهو مرشح بقوة لحل محل منتجات البترول في قطاع النقل.
- وماذا عن المخلفات الصلبة في إنتاج الطاقة؟
إذا استطاعت الدولة الاستفادة من المخلفات الصلبة فمن الممكن أن تستخدم في توليد الكهرباء وينشأ في كل محافظة محطة كهرباء منتجة من المخلفات الصلبة والقمامة وتساهم في حل أزمة الطاقة ولكن الأزمة تكمن في طرق التجميع.
- ماذا عن قدرة السد العالى على توليد الكهرباء وتأثير سد إثيوبيا عليه ؟
على الرغم من وجود انزعاج شديد من العلماء تجاه سد النهضة إلا أنه سوف يفيد مصر من خلال مدها بنحو 3000 ميجا وات كهربا ضعف ما ينتج من السد العالى وسيظل السد العالى يولد 2000 ميجا حسب إتاحية المياه لديه، ويشير العلماء إلى أن موارد مصر من المياه سوف تنخفض نحو 10 مليارات خلال ست سنوات ولكن ارى انها ليست أزمة لأنه في حال التعاون لإنهاء أزمة قناة جونجلى في جنوب السودان سوف تعمل على مد مصر بـ10 مليارات متر مكعب كل سنة إلى أن ينتهى سد النهضة الذي سوف يفيد مصر في الكهرباء حيث يولد 5000 ميجا يوزعها على إثيوبيا ويصدر لمصر 3000 ميجا ضعف ماينتج من السد العالى الذي سيظل ييولد 2000 ميجا حسب إتاحية المياه منه
وأؤكد أن مصر مقبلة على مشكلة مياه خطيرة ويوجد إحصائية تؤكد أن مصر سنة 2010 كان لدينا عجز في المياه 1.1 مليار وفي 2015 سيكون عجز بنسبة 3 مليارات وفي 2020 عجز بنسبة 7 مليارات متر مكعب وفي 2025 عجز 11.5 مليارا وسنة 2027 سيكون العجز 15 مليارا وفي عام 2030 20 مليارا، وفي سنة 2040 يكون لدينا عجز 30 مليارا وفي سنة 2050 سيكون لدينا عجز40 مليارا، فمصر تحتاج نهر نيل آخر.