رئيس التحرير
عصام كامل

مخاوف دبلوماسية عربية من تولي "كيري" الخارجية الأمريكية.. الريدي: سينحاز لأمن إسرائيل.. وكمال: لن يختلف عن أوباما

جون كيرى
جون كيرى

من المفارقة أن جون كيري، الذي بات الآن الخيار المفضل بالنسبة للعديد من أعضاء الكونجرس لتولي منصب وزير الخارجية، كان ينظر إليه منذ وصوله للكونجرس لأول مرة عام 1984، على أنه شخص متحفظ وغير ودود، ومن نوعية الأعضاء الذين يقضون معظم وقتهم يفكرون في الحصول على أشياء أكبر.

 

وبحلول عام 2000، كان كيري ضمن القائمة المختصرة لآل جور للمرشحين لمنصب نائب الرئيس، وفي مطلع عام 2003 تخلى كيري عمليا عن الكونجرس للترشح لمنصب الرئيس، وعندما عاد عقب خسارته في انتخابات الرئاسة عام 2004، ظل يعيش أسيرا لطموحاته في الوصول إلى البيت الأبيض حتى شهر يناير 2007، عندما أعلن أنه سيكرس اهتمامه للكونجرس ولن يخوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى.

 

وعقب فوز أوباما على هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2008، كان من المفترض أن يتولى كيري منصب وزير الخارجية، قبل أن يعدل أوباما عن رأيه ويتبنى اتجاها يقوم على تكوين «فريق عمل من المنافسين» ويعطي المنصب لكلينتون.

 

وعقب خروج نائب الرئيس جو بايدن من مجلس الشيوخ، تولى كيري رئاسة لجنة العلاقات الخارجية كترضية له وقدم أداء متميزا نال إعجاب زملائه.

 

وقاد كيري الجهود الرامية إلى عقد اتفاقات تتعلق بالتغير المناخي وما يسمى بمحاولة اللجان الكبرى لعقد صفقة لاحتواء مشكلة الدين الفيدرالي، كما حصل على موافقة لتوقيع معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا.

 

وكانت أفضل لحظاته في العمل الدبلوماسي في خريف عام 2009، عندما كان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي يعاني من نتيجة الانتخابات التي لم يحصل خلالها على نسبة الـ50 في المائة اللازمة لدخوله جولة الإعادة، ولذا أرسلت كلينتون كيري إلى العاصمة الأفغانية كابول لإقناع كرزاي بعقد جولة إعادة، ولم يتراجع كرزاي عن موقفه إلا بعد أن أخبره كيري بمشاعر الفشل واليأس التي شعر بها عام 2004 عقب خسارة الانتخابات أمام بوش.

 

وخلال السنوات الأخيرة، كون كيري تحالفا جديدا مع السيناتور روب بورتمان، وهو نائب جمهوري عن ولاية أوهايو، ويشارك كيري، 68 عاما، في سباق الدرجات اليومي في بعض الأحيان.

 

وعلاوة على ذلك، يجدد كيري صداقته بماكين، الذي كان رفيقه في حرب فيتنام وعمل معه في المعترك السياسي على مدار تاريخ طويل يمتد لنحو 25 عاما.

 

وقد رفض السيناتور ليندسي جراهام، النائب الجمهوري عن ساوث كاليفورنيا، أي إشارة إلى أن الجمهوريين يريدون ترشيح كيري، حتى يمكنهم المنافسة على مقعده في مجلس الشيوخ في الانتخابات الخاصة التي ستعقد خلال الربيع المقبل، والتي سينافس عليها على الأرجح السيناتور سكوت براون، وهو نائب جمهوري عن ولاية ماساتشوستس، والذي خسر محاولة إعادة انتخابه الشهر الماضي.

 

والآن، وبسبب تركيزه الكامل في الكونجرس، وجد كيري نفسه الشخص المفضل بالنسبة لزملائه ليترك عمله في الكونجرس ويتولى منصبا أكبر، ولكن يبدو أن كيري لديه تقدير جديد لمجلس الشيوخ أكثر من مجرد كونه منصبا احتياطيا.

 

ويرى دبلوماسيون أن تولي كيرى وزارة الخارجية الأمريكية خلفاً لهيلاري كلينتون لا يغير من الوضع العربي شيئاً.

 

أكد عبد الرؤوف الريدي, سفير مصر الأسبق في واشنطن, أن تولي جون كيري وزارة الخارجية الأمريكية شىء طيب لكونه لا يوجد لديه أى اتجاهات عدائية للعرب الذين لم يأت أفضل منه بالنسبه لهم.

 

وقال الريدي أن عضوية كيري بالكونجرس الأمريكي تجعل لديه درجة من الانحياز لأمن إسرائيل بسبب تواجد نسبة كبيرة من اليهود داخل الكونجرس الأمريكى.

 

وركز على أن وزير الخارجية المحتمل من أول الشخصيات الأمريكية التي التقت جماعة الإخوان المسلمين قبل الانتخابات الرئيسية الأخيرة وفتح معهم علاقات.

 

مشيراً إلى أن كيرى شخصية سياسية خاضت تجربة الانتخابات الرئيسية وكان عضوا بالكونجرس الأمريكى.. فضلاً عن عضوية بالحزب الديمقراطى يجعله شخصية قد تكون مؤثرة خلال الفترة المقبلة.

 

وقال السفير سعيد كمال, الأمين العام المساعد لشئون فلسطين بجامعة الدول العربية سابقاً, إن تولي جون كيري وزارة الخارجية الأمريكية خلفاً لهيلاري كلينتون لا يمكن أن نتقبله بالتفاؤل أو بالغضب.

 

مشيراً إلى أن كيري متفهم القضايا العربية بشكل عام.. ولكن توليه منصبا فى الإدارة الأمريكية من الممكن أن يغير من اتجاهاته كما حدث مع الرئيس الأمريكى أوباما.

 

وأوضح  كمال أن هناك اتفاقية تتم كل خمسة سنوات بين أمريكا وإسرائيل تلقائياً ما لم يعترض أحد الأطراف.. ولكن على كيرى أن يفرق بين التحالف الأمريكي الإسرائيلي وبين التحالف مع العدوان والاحتلال الإسرائيلى.

الجريدة الرسمية