قانون ساكسونيا
أعتقد أن أزمة بث مباريات الدوري الممتاز سببها الرئيسي عدم الخبرة والهواية والعودة سنوات طويلة للوراء، لأن كرة القدم أصبحت عنصرا اقتصاديا هاما ومنذ سنوات طويلة تم الاتفاق على أن ميزانية وزارة الرياضة تنفق على البنية التحتية والاهتمام بالألعاب الأخري وعلي هذا الأساس لا يتم إنفاق مليم واحد على شراء لاعب كرة مهما كان ولكن في صفقة بيع الدوري للتليفزيون تم منح عدد كبير من الأندية وعودا بالدعم لتغطية الفرق بين عرض التليفزيون المصري وعرض الشركات الأخري بهدف إقناعهم بأن الوطنية تحتم عليهم دعم التليفزيون الوطني رغم أن ميزانية الدولة هي التي ستتحمل وبمعني أوضح أن المكسب الذي سيحققه التليفزيون هو نفسه تقريبا الدعم الذي ستقدمه وزارة الرياضة للأندية لتعويض خسائرها.. يبقي ودنك منين ياجحا؟!
(سمك.. لبن.. تمر هندي..) هذا هو حال كرة القدم المصرية خاصة أنه لا توجد معايير لأي شىء، الأندية تتعاقد مع لاعبين دون كشف طبي أسوة بما يحدث في أي مكان في العالم إلا عندنا في مصر، الزمالك يتعاقد مع نجم الإسماعيلي السابق عمر جمال، رغم غيابه عن الملاعب قرابة الـ3 سنوات وعمره تجاوز الـ30.. المصري يفاوض النجم أحمد حسام (ميدو) لتدريب فريقه رغم أن مبلغ علمي أن ميدو لم يعلن اعتزاله كرة القدم ولم يحصل على دراسات تؤهله للتدريب.. من قبل تعاقد مجلس إدارة اتحاد الكرة مع النجم أحمد حسن ليتولي منصب مدير المنتخب الأول والذي يعلمه الجميع أن الصقر مقيد في قائمة الزمالك ولم يحصل على دورات لا في الإدارة أو التدريب !! هذا بالضبط ما يحدث في كرة القدم المصرية وأشبه بمن يستعين بطالب في كلية الطب ليتولي منصب مدير مستشفى دون أن يحصل على درجة البكالوريوس.!!
...أعتقد أن اللجان التي شكلها السيد وزير الرياضة لمناقشة قانون الرياضة الجديد والاجتماعات المستمرة مجرد إضاعة للوقت والجهد والفلوس، لأن هناك مشاريع قوانين مع كل وزير تولي أمر هذه الوزارة ومازالت حبيسة الأدراج، ولكن يبدو أن هناك سرا في هذا القانون الذي أصبح يتفوق على قانون ساكسونيا.. فلا يوجد مجلس شعب يناقشه ولو جاء مجلس الشعب لن يكون الوزير نفسه موجودا وندخل المتاهة وسلم لى عالقانون!!