رئيس التحرير
عصام كامل

فاروق نجيب.. الاسم والمعنى!


مات فاروق نجيب.. رحل أمس الفنان الكبير وصعدت روحه إلى الأمجاد السماوية.. واليوم الأربعاء ستشيع جنازته بكنيسة الملاك بشبرا!

هل لاحظتم شيئا؟ هل عرفتم الآن أن فاروق كان مسيحيا؟ هل عرفتم اليوم أن ابن شبرا أسموه على اسم أشهر خلفاء المسلمين؟ هل عرفتم الآن أن بطلا من أبطال الأعمال الدينية والتاريخية كان مسيحيا؟ هل لاحظتم طوال السنوات السابقة شيئا من ذلك؟ هل كان للرجل شكلا أو سلوكا غير شكل وسلوك عامة المصريين؟


قبل سنوات كتبت في جريدة "الأسبوع" وسخرت من المطالبين برفع خانة الديانة من المحررات الشخصية.. قلت إن الدعوة متأخرة جدا.. فات أوانها.. المتطرفون اخترقوا المجتمع المصري للأسف وأفسدوه وأمرضوه بأمراضهم.. ارفعوا خانة البطاقة.. وماذا سيفيد الأمر وأبناء المسلمين يسمونهم أهلهم بـ"أبو الدرداء وأبا عبيدة ومعاذ وصخر"، وغيرها من الأسماء.. وأبناء المسيحيين يسمونهم أهلهم "بيتر وفرانسوا ومايكل وديفيد وأبانوب"؟! ماذا سيفيد وبنات المسلمين يسموهن "حفصة وشيماء ومروة" وبنات المسيحيات يسموهن "ماريانا وماري وجوزفين"؟! وفي الإجمال لا حرج في كل هذه الأسماء وإنما الحرج في اختفاء الأسماء المشتركة.. تآكلت فكرة الأسماء الوسيطة التي لا تعرف منها إلا تطلع ولي الأمر في أمر ومستقبل أولاده.. كانت الأسماء المشتركة مثل "عماد.. كمال.. شريف.. نادر.. مجدي.. توفيق.. صبري.." وكانت "مني.. هالة.. فاتن.. سميرة" وهكذا..

اليوم يزيل المصريون آثار عدوان التطرف والإرهاب.. يزرعون المحبة في كل مكان.. سيهزمون الجهل والإرهاب وفكر الجهل والإرهاب وأهل الجهل والإرهاب!

ويبقي في المعني عند فاروق نجيب معاني كثيرة.. فهو من أضحكنا وأبكانا.. وهو من أمتعنا بأعماله هنا وهناك.. على الشاشة وفي الإذاعات المختلفة.. إنه الانتهازي الشرير الطيب المضحك الضاحك الحزين المبكي.. إنه المتحكم في تعبيراته صوتا وشكلا.. إنه ابن الفصحي والعامية.. إنه ابن شبرا ومصر كلها.. إنه المسيحي الذي يحمل اسم أشهر خليفة للمسلمين ولم يعرف الكثيرون ذلك إلا وهو في الأمجاد السماوية!
وداعا فاروق نجيب.. وإنا لله وإنا إليه راجعون .
الجريدة الرسمية