رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«سوريا تنتظر سلامًا بعيد المنال».. ألمانيا: تخلي الأسد عن الكيماوي «خطوة أولى حاسمة».. «أكين»: القوى الإقليمية كلمة سر «جنيف2».. «موتزينيش»: أزمة اللا

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

منذ فترة طويلة والمجتمع الدولي يدعو إلى مؤتمر سلام حول سوريا، فجاء مؤتمر جنيف الأول دون نجاح يذكر. والآن سيعقد مؤتمر جنيف الثاني بسقف انتظارات متدنٍ على الأقل السياسيين الألمان.


قد تكون آمال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في محلها، كما قد تكون مجرد ملاحظات إيجابية هادفة لخدمة مؤتمر جنيف الثاني حول سوريا. ففي لقاء "أصدقاء سوريا"، الذي عقد في باريس مطلع هذا العام عبر شتاينماير عن آماله بقوله: "قد تحسم سنة 2014 مصير المنطقة بالكامل"، كالوصول إلى اتفاق بشأن النزاع النووي مع إيران وحل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين ونهاية لإراقة الدم في سوريا".

سلام بعيد المنال
"مازلنا بعيدين كل البعد عن السلام"، هذا ما قاله شتاينماير في البرلمان الألماني "بوندستاج"، لكن أول الغيث قطرة، والقطرة الأولى كانت تخلي الأسد عن ذخيرته الكيميائية. ويؤكد وزير الخارجية الألماني بأنه "لا يجوز التقليل من شأن ما تطور إليه الوضع"، فالتخلي عن الكيميائي لا يعني فحسب تجنب تصعيد الصراع، بل أيضًا السماح لمجلس الأمن الدولي بالتدخل، وللولايات المتحدة وروسيا بالتعاون ولو بشكل محدود.

وتتشبث برلين بقوة بهذا النجاح الوحيد لعملية دبلوماسية طويلة تهدف لنزع فتيل الحرب في سوريا. ويضيف شتاينماير بأن التخلص من السلاح الكيميائي قد يكون "الخطوة الأولى الحاسمة"، مؤكدًا على الدور الإيجابي الذي لعبته ألمانيا في استعدادها لتدمير الأسلحة الكيميائية القاتلة.

من سيشارك مؤتمر جنيف الثاني؟
المعارضة السورية المعتدلة تقاتل على جبهتين، نظام الأسد والمنظمات الإرهابية المتطرفة. ويرى شتاينماير أن عدم مشاركتها في المفاوضات لن يحل الأمر، واستطرد أمام نواب بوندستاج: "كلما زاد الخلط بين الجبهات، تأكدنا أكثر بأن المخرج الوحيد هو الحل السياسي". وهو ما ستكرس له الحكومة الألمانية طاقاتها بأكملها، على حد قوله.

لقد تطورت الحرب الأهلية في سوريا لتصبح أرضًا للجهاديين المتطرفين من شتى البقاع واختلط ترابها بشباك المتعطشين للهيمنة في الشرق الأوسط. ولم تعد المعارضة السورية المعتدلة اللاعب الوحيد المهم في حل الأزمة. ولذا دعا عدد من النواب من مختلف التوجهات السياسية إلى مشاركة السعودية وإيران في المحادثات. ويأمل فيليب ميسفيلدر، المتحدث للشئون الخارجية للكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي المسيحي، أن تمارس طهران نفوذها لحل الأزمة.

ويشاطره الرأي، الداعي إلى تدخل القوى الإقليمية النائب اليساري، يان فان أكين، فقد أوضح أنه "لن يتحقق أي حل للقضية السورية دون مساهمة كافة القوى الإقليمية"، بما في ذلك السعودية وإيران. كما لابد من مشاركة المجموعات الدينية والعرقية كالأكراد والمسيحيين الآشوريين.

رحلة إلى منطقة الأكراد
عاد فان أكين للتو من رحلته إلى شمال سوريا، إذ زار مدينة قامشلي على الحدود التركية، واطلع على مطالب الأكراد، المتمتعين -حاليًا- بحكم شبه ذاتي. وعبروا عن تمسكهم بالدولة الفيدرالية وعدم تطلعهم إلى الاستقلال. ويصف الوضع في المناطق الكردية بأنه هادئ نسبيًا، ومرضي من ناحية الإمدادات الطبية رغم العدد الكبير للاجئين.

ودعا فان أكين الحكومة الألمانية إلى دعم المساعدات الإنسانية في المنطقة والانتخابات المقبلة في المناطق الكردية، مذكرا بأهمية الضغط على تركيا لفتح الحدود للسماح بالتجارة وتطوير المنطقة الحدودية مع سوريا.

انتظارات فان أكين من المؤتمر جنيف حذرة، ولا يتوقع الخروج بأكثر من هدنة بوقف إطلاق للنار. لكن هذه الخطوة بحد ذاتها ستكون خطوة كبيرة للأمام.

مصير الأسد
وقف لإطلاق النار، ولو "لساعات قليلة" هو ما يأمله نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، رولف موتزينيش. وعبر خبير السياسة الخارجية والباحث في شئون الشرق الأوسط عن خيبة أمله بعد ثلاث سنوات من الحرب والعنف من دمار في سوريا. ويسترسل موتزينيش ليذكر بالمشاكل المترتبة من اكتظاظ دول الجوار كتركيا ولبنان والأردن باللاجئين. من هذا المنطلق، يدعو الأخير ألمانيا إلى دعم هذه الدول لمعالجة تداعيات تدفق اللاجئين السوريين إليها.

وعلى صعيد التطورات المحتملة لفترة ما بعد الحرب في سوريا، يرفض موتزينيش في الوقت الحالي الحسم عما إذا كان بشار الأسد سيلعب دورًا في سوريا المستقبلية، مقرًا بكونه "حائر".

لقد ركزت مجموعة "أصدقاء سوريا" في مؤتمر جنيف الأول في صيف عام 2012 على رفض أي دور للأسد في المستقبل السوري. إلا أن برلين باتت أكثر حذرا في هذا الشأن، إذ يقول ميسفيلدر:"كنا دائمًا نقول: بأن مستقبلًا آمنًا لسوريا لا يمكن أن يكون بوجود الأسد". اليوم لا بد من تضييق وتصحيح هذه الإجابة، فالغرب استهان بالقوة العسكرية للأسد "وجود الأسد لن يضمن عودة السلام"، لكن الوضع دون الأسد "يبدو أكثر خطورة وصعوبة مما كان عليه في بداية الحرب".
Advertisements
الجريدة الرسمية