رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل خطة «الإخوان» لتفخيخ «الجنرالات».. شركة أجنبية تقدم لـ«الإخوان» نصائح للتخلص من 30 يونيو.. تشويه الأجهزة السيادية أبرز عناصرها.. والوقيعة بين «السيسي» ور

مسيرة لأنصار المعزول
مسيرة لأنصار المعزول - صورة أرشيفية

انتهى الاستفتاء على الدستور وكما كان متوقعا اكتسحت «نعم» النتائج النهائية.. وخابت ظنون الإخوان، وفشلت مخططاتهم لإفشال الاستفتاء، خاصة في ظل التشديد الأمني المكثف وإحكام قوات الجيش والشرطة سيطرتها على جميع المنافذ، إضافة إلى إلقاء القبض على عدد من المكلفين بالقيام بأعمال إرهابية يومي الاستفتاء.

وفيما يبدو أن الجماعة قررت خوض معركة جديدة في حربها لاستعادة شرعيتها المزعومة، لكن هذه الحرب الجديدة من نوع خاص، لن تلجأ الجماعة فيها لاستخدام العنف المباشر، وإن كانت أقرت استخدامه في خطتها الأخرى التي ينفذها قادة ميليشياتها على الأرض.

تفاصيل الخطة الإخوانية الجديدة تؤكد أن الجماعة قررت أن تلعب مع "الجيش" على طريقة "جوبلز" وزير "الدعاية السياسية" الألمانى في عهد "ادولف هتلر". 

سيناريو"لندن"

هناك في العاصمة البريطانية "لندن" مدينة الضباب، بدأت الجماعة منذ نهاية ديسمبر 2013 وضع سيناريوهات محتملة لتعاملها مع الأمور في مصر حال نجاح الاستفتاء على الدستور.

ووفقا للمعلومات فقد اتفق إبراهيم منير القيادى الأبرز في التنظيم الدولى للجماعة مع إحدى الشركات البريطانية المتخصصة في بحوث "توجيه الرأى العام"، على أن تقوم بوضع دراسة عن الوضع في مصر وكيفية توجيه الرأى العام الداخلى وخلخلة ثقة المصريين في المؤسسة العسكرية وقادة هذه المؤسسة وتحديدا الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، والفريق صدقى صبحى رئيس الأركان، وطلب "منير" من الشركة البريطانية أن تكون الدراسة متاحة قبل يوم 15 يناير 2014، حتى تتمكن الجماعة من توظيفها.

وخلال هذه الفترة التقت الشركة بأكثر من مسئول داخل التنظيم الدولى للإخوان وكان من بينهم ممثلون عن الجماعة بتركيا وتونس، واستمع مسئولو الشركة لرؤية التنظيم الدولى في أكثر من جلسة قبل أن تنتهى من كتابة الدراسة المطلوبة منها.

"غسيل الأدمغة"

ومع حلول اليوم الثانى من أيام الاستفتاء استلم "إبراهيم منير" دراسة وافية من الشركة الإنجليزية أعدها 6 من كبار الباحثين بها، والتي كلفت الإخوان 8 ملايين جنيه استرلينى وتحملتها ميزانية التنظيم الدولى للجماعة.

واعتمدت الدراسة البريطانية على ضرورة القيام بعملية "غسيل أدمغة" للشعب المصرى على غرار الدور الذي كان يلعبه "جوبلز"مع الألمان لصالح الزعيم النازى "ادولف هتلر".

ورأت الدراسة أن تبدأ "الإخوان" هذه العملية بمحاولة إلصاق تهم قتل الثوار بالجيش، عبر دس معلومات مغلوطة عن دور المخابرات الحربية في دعم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك أثناء ثورة 25 يناير.

إضافة إلى زيادة الحديث في هذه الفترة عن شهداء يناير ودمائهم الطاهرة التي تخلى عنها الجميع وتصالحوا مع قاتليهم، في إشارة واضحة لما أشيع عن نية الحكومة في التصالح مع رموز نظام مبارك.

كل هذه الشائعات والمعلومات المدسوسة جاءت كمرحلة أولى وضعتها الدراسة في معركة أطلقت عليها "معركة النفس الطويل"، وهى المعركة التي رأت الشركة البريطانية أن أصحاب النفس الطويل هم من يربحونها في النهاية.

"اللعب مع الجيش"

أخطر ما ورد في الدراسة على الإطلاق هو ذلك الجزء الخاص بطريقة تعامل الجماعة مع قادة الجيش، فقد رأت الدراسة ضرورة دس معلومات والترويج لها على نطاق واسع حول قادة الجيش وقادة الأفرع به.

وشددت الدراسة الإنجليزية على ضرورة العمل على "دق أسفين" بين قادة الجيش، عبر ترويج الشائعات الخاصة بقرب الإعلان عن حركة تنقلات داخل المؤسسة العسكرية، إضافة إلى الترويج لأخبار عن وجود تسريبات من اجتماعات قادة أفرع الجيش مع المقربين منهم.

"السيسي- صبحي"

الأكثر خطورة الذي أوردته الدراسة هو الجزء الخاص بضرورة العمل على الوقيعة بين السيسى وصدقى صبحي، والسيسى ومديرى المخابرات الحربية والعامة.

رأت الدراسة التي اعتمدها إبراهيم منير بموافقة قادة التنظيم الدولى للإخوان أن الجماعة لن تعود للحكم مرة أخرى إلا إذا استطاعت الوقيعة بين وزير الدفاع ورئيس الأركان، وهى الوقيعة التي تجعل أحدهما يقصى الآخر-وفقا للدراسة.

وأقر "منير" وقادة التنظيم الدولى خطة محكمة للتحرك لتحقيق هذا الهدف، واعتمدت خطة "منير" على الاتفاق مع بعض الكتاب الأمريكان المتعاطفين مع الجماعة على الدفاع عن "مظلومية" إخوان مصر في مقابل أن تمدهم الجماعة بمعلومات دقيقة عن الوضع داخل المؤسسة العسكرية، خاصة مع إيمان هؤلاء الكتاب بأن "الجيش" في مصر منقسم، وبه بعض القادة الذين يرون أنه من الخطأ تغول الجيش في السلطة وتدخله المباشر في شئون السياسة، وهى الصورة الذهنية التي استطاع الإخوان أن يصدروها للغرب على مدى الشهور الستة الماضية.

أول ما أقره التنظيم الدولى بعد حصوله على الدراسة الإنجليزية كان إنشاء عدة مواقع إلكترونية تعمل على بث الشائعات وتصدر أخبارا عن وجود خلافات بين السيسى وصدقى صبحي، واعتمدت الجماعة في تسريب هذه الأخبار على الحديث عن تحضير الفريق صدقى صبحى رئيس الأركان لخطة انقلاب على الفريق السيسى وإقصائه من المشهد.

ليس ذلك فحسب بل إن التنظيم سرب شائعات مفادها أن "السيسي" تم اغتياله بالفعل وأن "صبحي" يتكتم على الأمر وينتظر قرب الإعلان عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية ليعلن هو الآخر خبر اغتيال السيسى ومن ثم يطرح نفسه كمرشح رئاسي!!

"سيناريو الجيش الحر"

بالتزامن مع ذلك بدأ التنظيم الدولى بقيادة "إبراهيم منير" ورئيس الوزراء التركى "رجب طيب أردوغان" في التحضير لإخراج سيناريو جديد عن وجود انشقاق في الجيش المصري، وتشكيل "الجيش المصرى الحر" على غرار "الجيش السورى الحر"، وهو الذي يقوده مجموعة من الضباط المزيفين والسابقين الذين تم فصلهم إبان حكم مبارك الذين سيعمل التنظيم الدولى على أن يجعل أخبارهم تتصدر اهتمامات العالم بأجمعه.

في ذات الوقت الذي سينشر فيه التنظيم الدولى لقطات فيديو لهذا الجيش المزعوم، وهى اللقطات التي تم تسجيلها لمجموعة من مقاتلى "حماس" وإخوان مصر والأردن وسوريا أثناء تلقيهم تدريبات عسكرية في وادى "أرحب" اليمنى الذي يخضع لسيطرة إخوان اليمن وتنظيم القاعدة.

السيناريو الجديد الذي اعتمد أردوغان ومنير تنفيذه، سيعمل أيضا على إثارة المزيد من حالة العنف ويذهب بمصر على طريق «أفغانستان» و«العراق».

ويعتمد هذا السيناريو كذلك على استخدام الكتائب المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة والتي دخلت مصر على مدى وجود الإخوان في الحكم لتعمل على دعم حكم مرسي والإخوان وإجهاض أي محاولة للانقلاب على هذا الحكم.

وسيتم الإعلان أن هذه الكتائب هي فرق تابعة لوحدات بالجيش لتصدير وجود انشقاق داخل المؤسسة العسكرية، وستقوم هذه الكتائب بارتداء زى الجيش المصرى وإعلان بيانات ونشر أخبار وصور وفيديوهات عن تدريبات هذا الجيش المزعوم.

"نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية