رئيس التحرير
عصام كامل

صباحى والحكيم


خرج المصريون في 25 يناير و30 يونيو من أجل أن تكون مصر وطنا للحرية والكرامة الإنسانية، وواحة للعدالة الاجتماعية المفقودة، وتدفق أكثر من 20 مليونا على الصناديق مؤيدين ومباركين للدستور الذي يجعلنا شركاء في وطن كريم، يحق لكل مصري أن يفتخر ويباهي به الأمم.


وشكل الاستفتاء على الدستور انتصارا لحرية الرأي والتعبير عن مواقفنا فيما يدور داخل بيتنا الكبير من أحداث، وما نحلم أن نصل إليه من مكانة، وبالتالي يحق لكل منا أن يجاهر بانحيازاته واختياراته بدءا من طريقة العيش التي يفضلها وانتهاء باختيار من يتولى أمرنا في قمة الهرم السياسي.

وكما تعلمنا في المقاعد الدراسية وفي المعسكرات السياسية أن الرأي يحترم، والخصوصية محفوظة، لذلك أجد نفسي مدفوعا بعتاب إلى أستاذي الكاتب الصحفي المرموق سليمان الحكيم، الذي التقيته لأول مرة، قبل نحو ثلاثين عاما، في منزل مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، بالقناطر الخيرية ،عندما كان عائدا لتوه من رحلة غربة فى سوريا.

أستاذنا الحكيم يرى أن على حمدين صباحي أن يفسح الطريق، وألا يترشح لانتخابات الرئاسة القادمة، لأن "الزمان لم يعد زمانه، ولا المرحلة مرحلته "والأفضل له أن يخرج من الحلبة التي يدخلها بطل شعبي يحظى بقبول جارف في الشارع المصري، مدفوعا بمواقف وزير الدفاع وانحيازه لتطلعات وآمال الجماهير التي خرجت في 30 يونيو 2013، وأكدتها في تفويضه بعد إعلان خارطة الطريق في 3 يوليو.

طبعا من حق الحكيم أن يعلن انحيازه إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وأن يعتبر صباحي قد بات خارج المعادلة، غير أن الطريقة التي سوق بها وجهة نظره، وهي مربط عتابي، استهلها بخلط ما هو عام بما هو خاص، وهو الصحفي الأريب الذي تعلمنا على يديه، أن نعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله.

فضل الحكيم أن يذكر حمدين بأنه أول من استقبله عندما جاء من بلطيم إلى العاصمة للالتحاق بجامعة القاهرة، وكيف أنه من اختار له كلية الإعلام عوضا عن كلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي كان صباحي ينتوى الالتحاق بها، ثم عرج كاتبنا على أمور أكثر خصوصية منها أنه كان يجلب له فطوره من مطعم المدينة الجامعية، وكيف كان يقتسم معه الهدمة، قبل أن يذكر حمدين بأنه رقص في يوم عرسه.

لا أدري بالضرورة ما علاقة هذا الأمر بنصح صباحي ابن تيار الحكيم السياسي، بألا يترشح في الانتخابات الرئاسية، أو أن يطالبه بإفساح الطريق للفريق أول عبد الفتاح السيسي؟، ألم يجد أستاذنا طريقا آخر غير ربط نصائحه بأمور أحسب أنها في خانة ما هو خاص من علاقة بين صديقين وإن اختلفا في موقف سياسي بعينه، وهو أمر وارد ومشروع.

ألم يكن لدى الحكيم من المهارات الصحفية، وقد حباه الله بها، ما يجعله ينصح صباحي بما يشاء من نصائح من دون أن يدخل حقلا مليئا بألغام قد تنفجر، وتخلف شظاياها جراحا قد لا تندمل ؟! كما كنت أعتقد أن السياسة التي خبر الحكيم مزالقها، ستمنعه من الدخول في حوارى وأزقة غير مرغوب في ارتيادها.

هذا قطعا ليس دفاعا عن حمدين وحقه في أن يترشح للرئاسة، أو يؤثر عدم خوض السباق، لكن الأمر مجرد "نقطة نظام" إزاء كلمات أعتقد أنها خلطت بين ما هو عام وما هو شخصي في علاقة بين رفيقي درب طويل، عاصرت بعض محطاته.
الجريدة الرسمية