تغيب الشباب عن الاستفتاء يثير الجدل.. "مكرم": يجب عقد جلسة حوار وطني بحضور السيسي وشباب الثورة.. و"الإرهابية" تستغل الفجوة.. "الحريري": عودة رموز مبارك أحبطتهم.. و"الشيخ": الامتحانات هي السبب
أثارت وسائل الإعلام، مؤخرًا قضية إحجام الشباب عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور، ورغم عدم وجود إحصائية رسمية تكشف عدد الشباب الذين شاركوا في الاستفتاء حتى الآن، لكنها أثارت الجدل في الأوساط السياسية، واعتبر البعض أن الشباب محبط بسبب عدم شعوره بالتغيير، فيما يرى آخرون أن تزامن الاستفتاء مع امتحانات نصف العام كان له الأثر فى مشاركتهم.
وطالب سياسيون بإجراء حوار عاجل مع الشباب؛ لبحث الأسباب، ووضع "روشتة" جديدة لاستقطاب الشباب مرة أخرى، يقول الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، إن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لاستقطاب الشباب، مرة أخرى إلى الحياة السياسية، بعدما تغيبوا عن المشهد السياسي، خلال الفترة التي أعقبت ثورة 30 يونيو، وهو ما تأكد خلال الاستفتاء على الدستور.
واقترح "مكرم" أن يتم عقد جلسة حوار وطني، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وتحت رعاية مؤسسة الرئاسة وبحضور شخصيات ثورية وسياسية قوية، وخلال هذا الحوار يتم توضيح دور الشباب في المرحلة المقبلة، وإشراكهم في كل الخطوات السياسية، على أن يحفظ لهم مكانة في البرلمان، والتشكيل الحكومي القادم بنسبة معينة يتم الاتفاق عليها.
وأكد نقيب الصحفيين الأسبق، أن هناك أزمة ثقة بين الشباب، والسلطات الحاكمة، تتجدد مع تجدد الأحداث اليومية خاصة السياسية، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان، تستغل هذه الفجوة وتلعب عليها في الوقت الراهن، وهو ما حدث في الجامعات، فما تريده الجماعة الإرهابية هو أن تنطلق شرارة الأحداث من الجامعات وتستمر دون توقف، وتحدث ثورة أخرى كما يدعون وقودها الشباب ويتم من خلالهم حرق الوطن.
وفي سياق متصل، أوضح أبوالعز الحريري، عضو مجلس الشعب المنحل، والمرشح الرئاسي السابق، أن الشباب المصري يعيش في حالة من التخبط والمعاناة، فأمام عينيه سرقت ثورته التي رواها بدمائه، وذهبت إلى نظام حكم فاسد وهو جماعة الإخوان "الإرهابية"، بالاشتراك مع المجلس العسكري السابق، وتم تعديل مسار الثورة في ثورة "30 يونيو"، لكن سرعان ما اختفى الشباب، وتصدر المشهد الجيش ونحن لا ننكر فضله، متسائلًا: "ما هو الداعي من ظهور فلول الرئيس الأسبق على الفضائيات وما هو سبب الإطلالة الإعلامية من جديد؟".
وطالب "الحريري"، السلطة الحاكمة أن تحدد موقفها من هؤلاء، فسلطة ثورة 30 يونيو، عليها اتخاذ مواقف حاسمة ضد هؤلاء قبل أن تنهار العلاقة بينها وبين الشباب وتتجدد ثورة أخرى، مضيفًا أن الشباب يعيش حالة من الصراع مع الفساد، سواء فساد الجماعة الإرهابية، أو فساد النظام الأسبق الذي عاد من جديد مع إطلالة أحمد فتحي سرور، وزكريا عزمي، فتارة الصراع مع الفلول وتارة الصراع مع الإخوان.
وطالب المرشح الرئاسي السابق، السلطات الحالية أن تضع خطة حاسمة لمواجهة الاقتصاد المنهار، ويتم فتح الحديث مرة أخرى حول الأموال المهربة، حتى يطمئن الشباب، ويعود مرة أخرى إلى الحياة السياسية، إضافة إلى مواجهة الاحتكار وارتفاع الأسعار، ورفع العبء عن كاهل الفلاح، وإعادة افتتاح المصانع المغلقة مرة أخرى، مشيرًا إلى أن الشباب المصري يحتاج الآن إلى أشياء كثيرة واجبة التفعيل، وبشكل عاجل، حتى تتجدد الثقة بين الشباب والسلطة مرة أخرى.
من جانبها أكدت الدكتورة "نورهان الشيخ"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الشباب شارك في الاستفتاء، لكن بشكل ضئيل نظرًا لتزامن العملية، مع امتحانات نصف العام، مشيرة إلى أنه ليس من المنطقى أن يترك طلاب الجامعات الامتحانات من أجل التصويت، مضيفة أن حركة "تمرد"، خير شاهد على وجود الشباب في الاستفتاء بعدما قاموا بتدشين حملة "نعم للدستور".
وأضافت "الشيخ"، أن البعض يشعر بتغيب الشباب عن الحياة السياسية؛ لأنه يختزل وجود الشباب في بعض الشخصيات مثل أحمد ماهر، وأحمد دومة، وغيرهم من الثوار الذين لمعت أسماؤهم عقب ثورة 25 يناير، وهذه الأسماء تتم معاقبتها قانونيًا الآن، وربما يكون هذا السبب في اختفاء بعض الشباب ولكن ليس بصفة عامة.
وطالبت أستاذ العلوم السياسية، الحكومة والنظام الحالي بإشراك الشباب في اتخاذ القرارات المصيرية، مشيرة إلى أن وجود قرارات بعيدة عن الشباب، إضافة إلى اختفائهم من بعض المؤسسات، مؤكدة أن الرئيس القادم لن يأتي إلا برضا الشباب، وإلا سيتكرر مشهد الثورات مرة أخرى.