رئيس التحرير
عصام كامل

«الأباتشي الأمريكية تعود إلى مصر».. «شينكر»: واشنطن توافق على إمداد القاهرة بصفقة طائرات وصواريخ حديثة رغم تعارض ذلك مع «اتفاقية السلام».. و«البيت الأبيض» يعترف

الكونجرس الامريكي
الكونجرس الامريكي - صورة ارشيفية

بعد إدراك البيت الأبيض أهمية الخطوات التي تقوم بها الإدارة المصرية في مكافحة الإرهاب، ها هو يسعى لإعادة العلاقات الثنائية بين القاهرة وواشنطن مرة أخرى، وتجلى ذلك بوضوح من خلال موافقة الكونجرس على إمداد مصر بالأسلحة الحديثة وعلى رأسها «طائرات الأباتشي»، رغم تعارض ذلك مع اتفاقية السلام.

هذا التراجع في الموقف الأمريكي تجاه مصر تناوله بالتفصيل والتحليل الكاتب ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، الذي رأي أن سعي الكونجرس للموافقة على مشروع جديد يحد من القيود على نقل الأسلحة الأمريكية إلى مصر، بعد حظر القانون المساعدات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة لمصر بعد إطاحة الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسي، يعد "خطوة إيجابية لإرساء الأمن في منطقة شبه جزيرة سيناء، لأن تشريع الكونجرس سيمنح مصر إعادة إرسال المساعدات العسكرية ومنها طائرة الأباتشي العنصر الأكثر أهمية لدى قوات الجيش المصري.


وأشار "شينكر" إلى أن قرار إدارة باراك أوباما بتعليق المساعدات المقدمة لمصر شكل ضغطًا كبيرًا على العلاقات الثنائية بين البلدين، ويستند التشريع الجديد للكونجرس إلى تجنب وصف ما حدث في يوليو بأنه "انقلاب"، معتمدًا على الاستفتاء على الدستور وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في الفترة المقبلة وربط ذلك بتقديم المساعدات مرة أخرى لمصر.

ولفت إلى الرؤى المختلفة تجاه التغيير التشريعي للكونجرس، فالبعض يرى أنه اعتراف أمريكي بالواقع في مصر والبعض الآخر يعتبره بعيدًا عن الديمقراطية الأمريكية، ومهما كانت الرؤى فإن القرار يحسن مناخ العلاقات الثنائية بين مصر وأمريكا وسيسمح بمد القاهرة بمروحيات الأباتشي التي قد تحدث تأثير ملموس وواضح في مسار الجماعات المتشددة في سيناء.

"شينكر" أوضح أن القاهرة تجري حملة لإرساء الأمن في سيناء، بعد كسب مقاتلي تنظيم القاعدة موطئ قدم بشبه الجزيرة، خلال السنوات الأخيرة، ما يثير انتقال عدوى الإرهاب إلى وادي النيل، وقتل عقب الإطاحة بمرسي نحو 350 فردًا من الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء، فضلا عن إطلاق الجهادين قذائف صاروخية ومحاولة اغتيال وزير الداخلية.

وألقى الضوء على مزيد من الرؤي الإيجابية لإمداد الولايات المتحدة مصر بالأسلحة، بداية من مواجهة الإرهابيين، وخصوصًا أن مصر تعمد بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية وطائرات الأباتشي المزودة بصواريخ هيلفاير التي قتلت 184 مسلحا في الشهر الأخيرة وحصلت مصر على 35 طائرة من هذا النوع من الولايات المتحدة منذ عام 1995 ودفعت 164 مليون دولار من التمويل العسكري الخارجي مقابل الطائرات العشرة التي علق تسليمها، وعند تسليم واشنطن مصر الطائرات العشر سيكون لهم أثر كبير في الجيش ومحاربته للإرهاب وسيحدث تغيرًا كبيرًا في حربها ضد الإرهاب.

ورأى أن "طائرات أباتشي لن تكون وحدها كافية لسحق المقاتلين الذين مقرهم سيناء، فهناك حاجة لاستخدام بعض الأساليب، مثل صواريخ بلفاير المضادة للدبابات والتي يتم إطلاقها من المروحيات، فالجيش المصري ملتزم بمكافحة الإرهاب في سيناء لحفظ الأمن في المنطقة".

واختتم شينكر بتوضح رؤيته في سيناء التي أثبتت منذ عقود أنها تشكل أهمية كبيرة للقاهرة حتى عندما كانت سيناء تخضع لدائرة المخابرات العامة التي ركزت على مكافحة الإرهاب، وفي ذروة نشاط هذه الدائرة نفذ الإرهابيون بين عامي 2004 و2006 سلسلة من الهجمات الكبيرة التي أودت بحياة أكثر من 100 أجنبي ومصري، ويجب أن نستخلص الدرس المستفاد من سيناء والعراق والضفة الغربية وغيرها من الأماكن هو أن سياسات مكافحة الإرهاب الناجحة لا تتطلب أنشطة حركية من الجيش فحسب، بل تواجد طويل الأجل لأفراد الشرطة والمخابرات وفي كثير من الأحيان التزاما حقيقيا بالتنمية الاقتصادية.
الجريدة الرسمية