رئيس التحرير
عصام كامل

٢٥ يناير إخفاق إخوانى جديد!


لم يعد أمام الإخوان الآن بعد إقرار الدستور شعبيًا ومن خلال صناديق الانتخابات سوى الرهان على ٢٥ يناير الذي يفصلنا عنه أيام قليلة..
 

فقد هزم الإخوان هزيمة ساحقة في معركة الدستور.. فهم أخفقوا في إفساد عملية الاستفتاء على الدستور وتعطيلها، كما أن طعونهم في نزاهة الاستفتاء وصحة نتائجه هي طعون خائبة وضعيفة جدًا ولا تلقى آذانا صاغية ممن يدعمونهم ويحاولون حتى الآن إعادتهم إلى الحلبة السياسية المصرية وحمايتهم من المساءلة القانونية على ما ارتكبوه من جرائم صارخة.

لذلك سوف يسعى الإخوان إلى تنفيذ مخططهم الذي سبق أن أعدوه منذ شهور لاستثمار ذكرى ٢٥ يناير لتحقيق أكثر من هدف في وقت واحد.. توجيه ضربات انتقامية للشرطة والقوات المسلحة وجموع المواطنين لإحداث أكبر قدر من الفوضى والارتباك في مؤسسات الدولة وبين صفوف المواطنين، والترويج لأن ثمة ثورة جديدة تشهدها البلاد ضد ما يسمونه الانقلاب على ثورة ٢٥ يناير.

إنهم يحاولون إعادة تكرار ما فعلوه في ٢٥ يناير٢٠١١ في ٢٥ يناير ٢٠١٤.. أي إنهاك الشرطة لدفعها للانسحاب من الشوارع بعد اقتحام أقسام لها وعدد من السجون لتهريب قادتهم المحتجزين على ذمة عدد من القضايا.. وذلك على أمل أن يسفر العنف الذي سوف يقومون به من ترويع وإخافة عموم المواطنين وجذب عدد من الشباب إليهم في مواجهة الشرطة.

لقد ظل الإخوان يتخفون طوال الوقت خلف ادعاءات السلمية واتهام الشرطة وأجهزة الدولة بل والمواطنين بممارسة العنف ضدهم، لكن الإخوان الآن باتوا يمارسون العنف علنًا وعلى رءوس الأشهاد.. وهكذا رأينا شبابا ملثمًا ولكنه يحيط جبهته بلافتة تؤكد أنهم ينتمون لجماعة الإخوان، كما رأينا أيضا بيانًا لحزب الإخوان «الحرية والعدالة» يتباهى بحرق الإخوان لنحو مائة سيارة ومدرعة للشرطة!.. إن الإخوان يجاهرون الآن علنا بممارسة العنف، بل ويتباهون به، ويتوعدوننا بمزيد منه يوم ٢٥ يناير القادم وما سيليه من أيام.

لكن مهما فعل الإخوان فإن مخططهم الجديد سوف يفشل، ليس فقط لأن أجهزة الأمن، بل كل أجهزة الدولة، قد استوعبت الدرس مما قاموا به من قبل في ٢٨ يناير ٢٠١١ وما بعده، وإنما لأن ثمة يقظة شعبية وليست أمنية فقط تجاه المخططات الإخوانية التي افتضح أمرها قبل أن يحل علينا يوم ٢٥ يناير.

الشعب الآن يقظ تجاه مؤامرات الإخوان ومتأهب لمواجهة هذه المخططات وإحباطها.. ومثلما خرج بالملايين ليصوت بنعم للدستور الجديد فإنه لن يمكن الإخوان من تنفيذ مؤامراتهم يوم ٢٥ يناير المقبل.. سوف يتعرض الإخوان للمطاردة الشعبية في كل مكان يتواجدون ويظهرون فيه مثلما يحدث الآن كلما خرجوا للشارع.

وبسبب هذه اليقظة الشعبية لن يجتذب الإخوان إليهم سوى بضعة أفراد قليلى العدد ممن ربطوا أنفسهم بالأجندة الأمريكية، وهؤلاء صاروا عديمى التأثير الجماهيرى معزولين جماهيريًا.. وهكذا لن يحصد الإخوان في ٢٥ يناير المقبل سوى المزيد من الكراهية الشعبية ومزيد من الذين سيلحقون بمن سبقوهم في السجون مهما خربوا وحرقوا وقتلوا.
الجريدة الرسمية