رئيس التحرير
عصام كامل

الاستفتاء على الدستور ومرض الإنكار الجماعي !!


من يقرأ ما يكتبه أنصار وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية يشعر بالتأكيد أن هذه الجماعة تعيش في كوكب آخر يخصها وليس لها علاقة بالواقع المعاش .


وما يتحدث عنه البعض خاصة في برامج قناة الجزيرة مباشر التابعة للجماعة أو في قنوات أخرى يسيطر عليها التنظيم الدولي للجماعة ويديرها لمصالحه الخاصة بشأن التطورات السياسية التي تحدث في مصر منذ 30 يونيو حتى الاستفتاء على الدستور الذي أجرى يومي 15 و16 يناير الجاري، يتأكد أن هؤلاء يعانون من مرض الإنكار.

والإنكار في علم النفس هو "آلية الدفاع النفسي القائمة على الرفض وعدم القبول أو الامتثال أو تلبية الطلب، يستخدمها الشخص ليواجه حقيقة غير مريحة أو مؤلمة، أو لتحقيق هدف ما، على الرغم من توفر أدلة دامغة " وبذلك تحول المرض إلى حالة هلوسة جماعية، وهو ما يتأكد معه أن الجماعة تحتاج لأخصائي نفسي يعالج أعضاءها من مرض الإنكار وترويج الأكاذيب والتي ينطقون بها ومعهم أعضاء تحالف دعم الإرهاب.

فهم لا يرون الملايين التي خرجت في 30 يونيو و3 يوليو التي خرجت ضد استبداد الجماعة ورئيسها ومحاولاتها لإنهاء كل مؤسسات الدولة بغرض تمكين الجماعة من مقدرات الدولة المصرية.. وفي نفس الوقت لا يرون 20 مليونا خرجوا للاستفتاء على الدستور بنسبة تقارب 38% من عدد المسجلين في بيانات الناخبين وموافقة 19 مليونا ويزيد على مسودة الدستور، وهي نسبة أكثر ممن خرجوا للتصويت على دستورهم الذي أقصى كافة القوى السياسية والمدنية وسعى رئيسهم لتحصين الجمعية التأسيسية من طعون القضاء بموجب إعلانه الدكتاتوري الفاسد .

وهم يحاولون ترويج هذه الأكاذيب على أنها حقائق وكأنهم تلاميذ لوزير الإعلام في ألمانيا النازية جوبلز، بمقولة إن هذه الحشود هي مجرد فوتوشوب، وأن الإعلام المصري يركز على بعض اللجان فقط في مقابل أغلبية اللجان.

قبل فوز الإخوان في انتخابات البرلمان عقب ثورة 25 يناير كان الإخوان يسعون للردود على انتقادات القوى السياسية المدنية بأن الإخوان خالفوا وعودهم بالترشيح على ثلث أعضاء البرلمان وفي أعقاب موقفهم بدخول الانتخابات الرئاسية كانوا يكتبون البيانات ويحاولون إقناع المصريين بأن مواقفهم كان وراءها مبرر ما رغم ضعف هذه الحجج والمبررات .

أما الآن فقد ذهبت عقول القوم وظهرت فكرة تكفير المخالفين وإرهابهم وكراهية المجتمع واستخدام العنف ضد المعارضين والمخالفين لهم في الجامعات والميادين والاعتداء على الآمنين أينما سارت قطعانهم المحدودة، واستمرار أراجوزاتهم في إحراق الجامعات ومحاولة منع الطلاب من دخول الامتحان والاعتداء على أعضاء هيئة التدريس وتحطيم المدرجات سواء من صبيانهم أو بناتهم.

هذه الجماعة بهذه الأفعال انتهت سياسيا بعد إصرارها على السير في طريق الانتحار، وما تقوم به من محاولات إرهاب لن يفلح مع الشعب المصري بل لن يؤدي إلى أنها تحفر قبرها بنفسها .

الجريدة الرسمية