رئيس التحرير
عصام كامل

الصراع على الانتخابات الرئاسية بدأ مبكرًا داخل التيار الناصري.. شباب الناصريين يدعمون ترشح عبد الحكيم عبد الناصر.. وشيوخ التيار يؤيدون السيسي ويرفضون نجل ناصر وصباحي.. ويحذرون من خطر الإخوان

التيار الناصري -
التيار الناصري - صورة أرشيفية

بدأت الصراعات على الانتخابات الرئاسية في الظهور مبكرًا على الساحة السياسية بعد إعلان نجاح الدستور الجديد.

وانتقلت الصراعات ما بين التيارات إلى داخل التيار الواحد، فحمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي والمنتمي إلى التيار الناصري كان من أوائل الأسماء التي تم طرحها لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، إلا أنه ظهر له مرشح قوي آخر من نفس التيار وهو عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي حملت الجماهير صورته في ثورتي 25 يناير و30 يونيو.


ويضع ترشح عبد الحكيم عبد الناصر للانتخابات الرئاسية الناصريين بين فكي الرحى ويفرق أصواتهم ما بين عبد الحكيم وصباحي.

ورغم ما أعلنه عبد الحكيم من دعمه للفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع إذا ترشح للرئاسة إلا أن الأمر لم يتم حسمه بعد، خاصة في حالة عدم ترشح السيسي للرئاسة.

وأعلن شباب الناصريين عن دعمهم وبقوة لفكرة ترشح عبد الحكيم للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكدوا أنه الأجدر بها من صباحي وذلك تحت شعارهم الذي أعلنوه وهو "مَن يستطيع أن يقول لا لابن الزعيم عبد الناصر؟!".

ويرجع رفض الشباب لترشح صباحي للرئاسة إلى تحالفه مع الإخوان في انتخابات مجلس الشعب السابق، وخوفهم من خداع أنفسهم والشعب المصري بقيادة هم أنفسهم لا يضمنون أداءها، وستكون سببا في تحمل المشروع الناصري لأخطائها.

وأكد شباب الناصريين تمسكهم بتلك المواقف حتى لو طرحت جبهة الإنقاذ صباحي للانتخابات الرئاسية لأنهم يرون أن تلك الجبهة محلولة ضمنيا ولا تحظى بثقه الشعب المصري وليس لها مصداقية لدى الثوار - على حد قولهم.

ولم يعمل شباب الناصريين على مجرد الاكتفاء بدعم فكرة ترشيح عبد الحكيم للرئاسة بل أكدوا أنهم يمارسون ضغوطا عليه وإلحاحا شديدا ليطرح نفسه في الانتخابات، خاصة شباب حركة الطليعة الناصرية التي أنشأها عبد الحكيم والتي تضم العديد من الشباب المتحمس له.

وبدأ شباب الناصريين والطليعة الناصرية في إقناع عبد الحكيم بترشيح نفسه للرئاسة واستعدوا لذلك ووضعوا خططا شاملة تؤهله لخوض الانتخابات وما بعدها في حالة فوزه منها الخطط الاقتصادية التي يجب السير عليها كما فكروا بالاستعانة بالخبير الاقتصادي الدكتور صلاح جودة لرسم خطة اقتصادية لعبد الحكيم.

وتزامنت ضغوط الشباب على عبد الحكيم لترشيح نفسه في الوقت الذي يضغط فيه عبد الحكيم نفسه على السيسي لطرح نفسه للرئاسة، والتي بدأت بإعلان عبد الحكيم دعمه وتأييده للسيسي في انتخابات الرئاسة وأعلنها في أثناء زيارة السيسي لضريح والده إحياءً لذكراه.

أما شيوخ الناصريين، رفضوا فكرة طرح عبد الحكيم للرئاسة حتى أصبحت مجرد الكلمة أو الفكرة تثير الضيق لديهم بسبب وعد أبناء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ومن بينهم عبد الحكيم بأنهم لن يخوضوا هذا العراك السياسي أبدا وبناء على تلك الفكرة تم استقرار الأوضاع والبناء الناصري لديهم.

شيوخ الناصريين اعتبروا أن دور عبد الحكيم كرمز لابن زعيم سيكون أفضل من توليه لمنصب تنفيذي وخوضه لمعركة الرئاسة التي يستخدم فيها كل الوسائل المشروعة أو غير المشروعة، كما رأوا أن نزول عبد الحكيم لهذا المعترك سيتيح للجهات المضادة له بتشويه اسمه وشن هجوم عليه بالباطل.

ورغم أن طرح اسم عبد الحكيم كمرشح رئاسي ستغير حسابات شيوخ الناصريين إلا أنهم أجمعوا على قرار واحد، هو رفض عبد الحكيم وحمدين في وقت واحد، وعدم انتخاب أي منهما إذا نزل الفريق عبد الفتاح السيسي كمرشح رئاسي، وكانت حجتهم في ذلك هو أن تنظيم الإخوان الذي ما زال موجودا ولا تستطيع أي قوة مدنية الوقوف أمامه حتى الآن إلا القوات المسلحة والجيش لأنه القوة الوحيدة المنظمة على الأرض.
الجريدة الرسمية