رئيس التحرير
عصام كامل

جنة اليسار

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

"الدين هو صرخة الكائن المضطهد وقلب عالم بلا قلب، وروح ظروف بلا روح...." مقولة لـ "كارل ماركس" يتناقلها العقلاء من اليساريين لمحاولة توضيح الموقف اليسارى من الديانات السماوية بشكل عام، غير أن هذا الأمر لم يمنع آخرين من محبى ماركس من التلويح بمقولة له أيضا مفادها " الدين أفيون الشعوب".. وما بين المقولتين تتضح حقيقة الموقف اليساريين من الدين بشكل عام، فغالبية اليسارين، المعتدلين بوجه خاص، يمتنعون عن الحديث فى أمر "الآخرة" ويؤكدون أن قضيتهم وجنتهم يمكن أن يصنعونها على الأرض ، بنشر الفكر الماركسي، ومحاولة تحقيق مراحله الثلاثة التى تنتهى بـ"الشيوعية" أو "المدينة الفاضلة" ، غير ان هذا الأمر لم يمنع المتطرفين فى المعسكر اليسارى من التأكيد على أن كارل ماركس توصل الى أن شرور البشرية منبعها الرئيسى التقسيم الطبقى واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان، ودائماً ما تكون الطبقة المــستغِلة) هى الأقلية فى المجتمع ولكنها تبسط سيطرتها على باقى طبقات المجتمع من خلال أدوات متعددة تشمل ملكية وسائل الإنتاج والتحكم فيها، السيطرة على جهاز الدولة واستخدامه فى القمع المباشر أو الناعم، وبناء المنظومات الفكرية و الآيديولوجيات - بما فيها الدين - التى تبرر لهيمنتها وتكرس لسطوتها على كل جوانب الحياة.


وللتخلص من شرور البشرية يطرح ماركس مشروعه الضخم الساعى إلى إلغاء استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وذلك عبر إلغاء الفوارق الطبقية بين البشر وإقامة المجتمع الشيوعي، حيث تنتهى الفوارق الطبقية، ويعطى كل فرد حسب طاقته وقدرته لينال حسب حوجته، ولتضمحل أداة السيطرة الطبقية المسماة "الدولة"، ولينتهى التمييز ضد المرأة، والتمييز ضد الأعراق.
الجريدة الرسمية