لو سألك طفلك عن الجنة.. قول: فيها كل حاجة إنت بتحبها
>> الدكتور يسرى عبد المحسن: الخوف من العقاب دافع رئيسى لسؤال الأطفال عن الجنة
دائما ما يبحث الطفل فى سن مبكرة عن المعرفة ويتبادر إلى ذهنه الكثير من التساؤلات مثل التساؤل عن الله سبحانه و تعالى وعن الجنة وعن النار، ودائما ما تتكاثر أسئلته عن الجنة خاصة عن شكلها و ما فيها و كيف نصل لها و هل سندخلها أم لا؟ هذه التساؤلات بعض الآباء يجيب عنها بطريقة جيدة و البعض الآخر يتهرب من الإجابة عليها، بعض الآراء أكدت أن التهرب من الإجابة على تساؤل الجنة يتسبب فى فقد ثقة الطفل بأسرته و يلجأ إلى وسائل إطلاع أخرى مما يتسبب فى فتور العلاقة بين الطرفين و فقدان الثقة بينهما .
و فى هذا الإطار قال الدكتور يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى و مدير مركز جامعة القاهرة، إن الطفل غالبا ما يبدأ فى التساؤل عن الجنة و النار فى نهــــايــــة ســــن الثــــانيـــة حتــــى ســـن الخامسة، مضيفا أن أسئلة الطفل عن الجنة غالبا ما تكون ناتجة عن عدة دوافع نفسية منها الخوف بعد سماعه عن دخول الجنة إذا فعل الخير أو عن دخول النار إذا فعل الشر، أو أنها تكون نتيجة لرغبته فى المعرفة والفضول، أو لجذب انتباه الوالدين له.
و أوضح "عبد المحسن" أنه من الضرورى أن يتم الإجابة على تساؤل الطفل المتكرر عن الجنة و من المفضل أيضا أن يتم زرع حب الجنة بداخله من خلال تطميعه فيها مثل أن نقنعه بأن الجنة بها لعب كثيرة وفيها أكلات هو يحبها إلى ما شابه ذلك.
و أكد أستاذ الطب النفسى أن قتل سؤال الطفل عن الجنة أو إسكات الطفل أو إعطــــائـه معلــــومــــات خــــاطئــــة يشعــــر الطفــــــل بعـــدم الثقـــــة بــــوالــــديـــــه و هو ما يدفعه إلى اللجوء إلى الأصدقاء أو الخدم فى حال تواجدهم من أجل الحصول على المعلومات التى يريد التساؤل عنها، وفى حال منع الطفل الإجابة عن سؤال الجنة أحيانا ينتابه شعور بالذنب بالقلق أو الخجــــل وزعــــزعــــة ثقتـــه بنفســــه.
و أشار "عبد المحسن" إلى أن الإجابة عن أسئلة الطفل عن الجنة أو عن الغيبيات الجنة أو النار تحقق له توازنا نفسيا، وتزيد من قدرته على التفكير، وفهم الآخرين واحترام الذات.
وطالب "عبد المحسن" الآباء بعدم إهمال تساؤل الطفل عن الغيبيات أو الجنة فمــــن المفتــــرض أن نشـــوق الطفــــل إلـــى المعــــرفـــة النـــافعـــة إجـــابتــه علـــــى قـــدر فهمـــه عــــن تلـك الأشيـــاء التــــى يســـأل عنهـــا وأن تكـــون الإجــــابـــة محــــددة ومبسطــــة وقصيــــرة.
و من جانبه قال الدكتور محمد هاشم بحرى رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن هناك مجموعة من المراحل يطلق عليها مراحل التطور النفسى لدى الأطفال، موضحا أن هذه المراحل تأتى فى 4 سنوات الأولى.
موضحا أن الطفل يقسم 4 سنوات بين الأم و الأب بمعنى أن هناك عامين منهما يلتصق فيهما الطفل بوالدته التصاقا مباشرا و يسعى فى هذه الفترة إلى اكتساب بعض المعلومات العامة، ثم ينتقل فى الفترة التالية إلى الوالد فى العامين التاليين ليكتسب من الأب بعض الصفات الخاصة و أيضا يتأكد من المعلومات التى تلقاها من والدته فى السابق و يحاول أن يطابق بين المعلومات التى تلقاها من الطرفين وبناءً عليه يحدد ما إذا كان سيثق فيهما أم يبحث عن الثقة فى مكان آخر.
و أوضح "بحري" أن الطفل فى هذه المرحلة العمرية تكثر أسئلته عن الغيبيات بشكل عام سواء الجنة أو النار أو الله سبحانه وتعالى، ويتساءل الطفل عن مكان الجنة وعن شكلها و عن ما هو المتواجد فيها وأيضا يتساءل كيف يصل لها و ماذا يفعل من أجل الوصول لها بطرق بسيطة، مشيرا إلى أن هذه الأسئلة منطقية و طبيعية.
ورأى أستاذ الطب النفسى أن الإجابة على تساؤلات الطفل فى هذا الشأن لابد و أن تكون بسيطة ليست معقدة و لا عميقة نظرا لأنه يختزن الإجابات فى عقله كما أن الإجابة البسيطة تشعره بالآمان ويستوعبها بشكل أسرع من المعقدة.
و كشف "بحري" أن تساؤل الطفل فى هذا التوقيت عن الجنة يمكن أن ينمى لديه الحفاظ على العادات الدينية بمعنى أن الآباء دائما عليهم أن يربطوا الإجابة على تساؤل دخول الجنة و شكلها بالصلاة و حفظ القرآن خاصة و أن الطفل فى هذه المرحلة يمتلك قدرة كبيرة على حفظ القرآن بصورة أسرع، ونتيجة لهذه الأجوبة يتكون لدى الطفل رؤية يتعلم من خلالها أيضا كيف يفكر و كيف يقرر و كيف يختار ويفاضل بين ما هو الخطأ و ما هو الصواب.
و طبقا لرؤيته أوضح أستاذ الطب النفسى أن امتناع الآباء عن الإجابة عن تساؤلات الأطفال عن الجنة يتسبب فى تشكيل شخصية معقدة إلى حد ما من خلالها يتحول الطفل إما لشخص تابع لمن حوله إلا المتواجدين داخل المنزل أو يتحول إلى شخص مضاد و كاره لكل شىء من حوله بالتالى يفقد صواب وزن الأمور بطريقة صحيحة.
أما من جانبها رأت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الطفل فى سن مبكرة يبحث عن استكشاف كل ما حوله بمساعدة أسرته أولا، تسعى الأسرة فى هذه الفترة إلى تنمية مبادئ الدين منها الابتعاد عن الكذب لأنه يدخل النار، أما الصدق ينجى منها بالتالى يذهب ذهن الطفل مباشرة إلى تصنيف الأشياء و بالفطرة يحكم على تصرفات الآخرين و ينصح من حوله لا تفعل ذلك لأنه لن يدخلك الجنة و سيعرضك للنار.
و طالبت أستاذ علم الاجتماع الآباء بضرورة الصدق مع الأبناء فى أسئلتهم عن الغيبيات خاصة الجنة و النار و ارتباطهما بالثواب و العقاب، أيضا لابد من تنمية فكر الطفل من خلال دعمه بالقصص التى تؤدى فى النهاية إلى دخول الجنة و الابتعاد عن دخول النار، أيضا الإكثار من التصرفات الإيجابية أمامه كالصلاة و فعل الخير أمامه و حب الآخرين كل هذه التصرفات تشكل شخصية سوية مجتمعيا تخشى الله و تحب فعل الخير.
و دعت "خضر" الآباء إلى بث "ذات الهمه" فى نفوس الأطفال من خلال الوعى و القراءة حتى لا يلجأ الطفل إلى معرفة ما يحدث فى الجنة من خلال شبكة المعلومات الإنترنت أو الأصدقاء و فى هذا الحالة من الممكن أن يحصل على معلومات خاطئة لا فائدة منها.
و أكدت "خضر" أن هناك بعض الآباء يتجاهلون تساؤلات الأبناء عن الجنة و النار و هذا غالبا يخلق مسافة بعيدة بين الآباء و الأبناء، فإذا نظرنا إلى الخارج سنجد أن الأم تتحدث مع وليدها حتى وقت الرضاعة لذا دائما ما يجعل الطفل فى الخارج الأسرة هى مصدر معلوماته أما المصريين فقدوا هذه الصفة و عليهم العودة لها مرة أخرى من خلال اللجوء إلى المراكز المتخصصة فى التربية من أجل معرفة معلومات كاملة عن كيفية التعامل مع الأطفال حتى نستطيع تشكيل شخصية طفل واعى.