رئيس التحرير
عصام كامل

وداعاً الأهرام


عنوان مقالى هذا الأسبوع حاولت تغييره أكثر من مرة، وواجهت العديد من الاضطرابات وأنا أكتب كل حرف فى هذا العنوان الصادم عن جريدة الأهرام العريقة، وأستطيع أن أقول إنه "عنوان بايخ" من وجهة نظرى شخصياً بالفعل، لكن فى النهاية لم أجد أفضل منه فى هذا التوقيت وأتمنى أن يكون مؤقتا، فما حدث مع الكاتب الكبير فاروق جويدة منذ عدة أشهر عندما قام رئيسا التحرير ومجلس الإدارة ومن يناصرونهما داخل الجريدة بمحاولات عديدة لتطفيش هذا الرمز الكبير، وبعد فترة ربما لم تكن بالطويلة تنازل عن كتابة عموده بالصفحة الأخيرة، ولأنه كبير وكرامته أكبر من أن يخضع لأى ضغط تركهم وفى لحظات من إعلان الخبر وتركه الكتابة بالصحيفة تهافتت عليه أكبر الصحف المصرية انتشاراً وعرضوا عليه طلبهم بموافقته على اختيارهم للكتابة على صفحات جريدتهم، وحدث بالفعل وشاهدته فى أحد البرامج وبرغم إخفائه الحزن إلا أننى لاحظته بشكل كبير وأصبحت هذه الحادثة الكبيرة من حواديت الماضى، والآن ونحن نعيش هذه الحالة من الاكتئاب والحزن على ما يجرى فى مصر فى ظل حكم الإخوان نرى كاتبة كبيرة بحجم "منى رجب " التى لمن لا يعرف لطالما ظلت طيلة عمرها تبحث وتحارب من أجل حقوق الحريات ومطالب وحقوق المرأة وكانت تمتلك قلما ذهبيا وقضايا وآراء تستحق أن تفتح جريدة الأهرام وتبدأ بقراءة مقالها الأسبوعى، فهو يتميز بالسلاسة والرأى والمعلومات والدفاع عن الحق والنضال من أجله، وحزنت كل الحزن وأنا أرى هؤلاء الأساتذة الكبار تتساقط أقلامهم واحدا يلو الآخر بعد أن ضيقوا وخنقوا كبرياء هذه الكاتبة الرائعة بقولهم اتركى مقالتك واكتبى طلبا وسننظر فيه بالموافقة أو الرفض وذلك بعد أن رفضت سياستهم التى أكدتها بأخونة المؤسسة العريقة "الأهرام"، وأصبحت هىِ الوجه المعارض فقرروا تطفيشها بهذا الكلام الهلس فأنا رغم صغر سنى إلا أننى لن أقبل مثل هذا الكلام فما بالنا بكاتبة بالمؤسسة منذ ما يقرب من 36 عاما، ولذلك فى نفس اليوم طلبت جريدة الدستور منها أن تنشر المقال ممنوع النشر بالأهرام، وهنا أقول للكاتبة الكبيرة منى رجب إننى لن أقدم على شراء هذه المطبوعة مرة أخرى إلا إذا عادت لرشدها وفى النهاية أقول بملء فمى "وداعا الأهرام"، وأتمنى أن تكون مؤقتاً.



الجريدة الرسمية