رئيس التحرير
عصام كامل

إليها..


إذا أنت لم تعشق، ولم تدر ما الهوى، فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا، فالحب سرُّ الحياة، به تدوم وتستمر وتتدفق، وبدونه، تصير الحياة عدماً وفناءً، يستوى فى ذلك الرجل والمرأة.


فالمرأة بلا محبة امرأة ميتة، بحسب "أفلاطون"، والحب وردة، والمرأة شوكتُها، فى نظر "شوبنهاور"، كما أنه يضاعف من رقة الرجل، ويضعف من رقة المرأة، باعتقاد "جارلسون"، ويضعف التهذيب فى المرأة، ويقويه فى الرجل، فى رأى "ريشتر".

والحب مبارزة، تخرج منها المرأة منتصرة، إذا أرادت، كما يقول "لابرويير"، وهو للمرأة كالرحيق للزهرة، بحسب "تشارلز ثوب"، والحب عند الرجل مرض خطير، وعند المرأة فضيلة كبرى، فى رأى "أنيس منصور"، غير أن"مدام دو ستال"، تراه أنانية اثنين، والحب المجنون يجعل الناس وحوشاً، من وجهة نظر"فيون"، كما يراه "شكسبير" جنوناً، وتصفه "هيلين رونالد"، بأنه ربيع المرأة وخريف الرجل .

والحب يرى الورود بلا أشواك، فإذا أحبت المرأة رجلاً، خافت عليه، والحب يستأذن المرأة فى أن يدخل قلبها، وأما الرجل فإنه يقتحم قلبه دون استئذان، وهذه هى المصيبة، كما يقول "برنارد شو" .

والحب أعمى، والمحبون لا يرون الحماقة التى يقترفونها، برأى "شكسبير"، وهو نار تشوى قلب الرجل لتأكله المرأة، كما أنه دمعة وابتسامة، هكذا يراه "جبران خليل جبران".

وتسعد المرأة، عندما يقول لها رجل:"أحبك"، وتطرب أن يشقى فى سبيلها، لذا إذا كنت تحب امرأة فلا تقل لها:"أنا أحبك "، هكذا ينصحنا "كلارك جيبل".

والحب يجعل من الوحش إنساناً، وحيناً يجعل الإنسان وحشاً، برأى "شكسبير"، كما أنه لا يعرف أى قانون، من وجهة نظر "بوريسيوس".

لكن " أوروبيديس"، يبدو متشائماً، فيرى الحب وهماً، يصوّر لك أن امرأة ما تختلف عن الأخريات، كما يراه "بلزاك"، الأكثر عذوبة والأكثر مرارة، ويصفه "جورج صائد" بأنه امرأة ورجل وحرمان، وكلّما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نحب .

ويفضل "تشيسون" أن نحب فنخفق ، على ألا نحب أبداً ، والحب، عند المرأة، نار مقدّسة، لا تشتعل أمام الأصنام، فى نظر "حسن حافظ"، ونتائج الحب غير متوقعة، كما يقول "ستاندال"، والحب هو تاريخ المرأة، وليس إلا حادثاً عابراً فى حياة الرجل، برأى "مدام دو ستايل"، والحب يدخل الرجل عبر العينين، ويدخل المرأة عبر الأذنين، والرجال يموتون من الحب، والنساء يحيين به، فى اعتقاد "دوبرييه"، والغيرة هى الطاغية فى مملكة الحب، كما يقول "سرفانتيس"، ويرى "نيتشه"، المرأة لغزاً، مفتاحه كلمة واحدة هي: الحب .

والحب زهرة نضرة، لا يفوح أريجها، إلا إذا تساقطت عليها قطرات الدموع، وهو أقوى العواطف، لأنه أكثرها تركيباً ،وخُلق الحبٌّ لإسعاد القليلين ، ولشقاء الكثيرين، برأى "دولنكو"، والحب يهبط على المرأة فى لحظة سكون، مملوءة بالشك والإعجاب، حسب "ويلز".

فما رأيك، سيدتى، هل نكمل طريقاً لم نبدأه بعدُ، فنصير مجنونين وأحمقين، فيشمت فينا "شكسبير" و"أنيس منصور، ورفقاؤهما، أم نفترق للأبد، فنرحم أنفسنا من شقاء، يتوقعه لنا " أوروبيديس"، و"بلزاك"؟.

الجريدة الرسمية