"السيسي وكرسي الاتحادية".. المشاركة في الاستفتاء تطمئنه.. وعزوف الشباب مقلق..أمريكا ترفض..وبعض الدول العربية تتحفظ.. و"الإرهابية" تعتبره دليلا بأن "30 يونيو" انقلاب..والمجلس العسكري يدعم ترشح "الفريق"
"السيسي رئيسا لمصر".. دعوة تم إطلاقها عقب نجاح القوات المسلحة في السيطرة على عمليات الفوضى التي تتعمد إثارتها جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن الدعوة ذاتها باتت أقرب للواقع بعد نتيجة الاستفتاء على الدستور، والجماهير التي نزلت لتقول "نعم" للدستور، و"نعم" للفريق.
ورغم أن هناك حملات لجمع توقيعات لتنصيبه، أو لإرغامه على الترشح للرئاسة، ومع قرب إعلان الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور عن تعديل خارطة الطريق والإعلان عن الانتخابات الرئاسية، بدأ البعض يتخوف من ترشح "الجنرال".
التخوفات بدأت من الدول الأجنبية وبالتحديد أمريكا التي أبلغت تحفظها للفريق عن طريق اتصال هاتفى من شاك هيجل، وزير الدفاع الأمريكى، وهو ما اعترض عليه "السيسي" مؤكدا رفض التدخل الأمريكي.
أمريكا لم تتوقف عن اتصال إبلاغ اعتراضها لوزير الدفاع المصري، بل أجرت اتصالات مع زعماء الدول العربية لإقناع "السيسي" بالعدول عن الفكرة، خوفا من أن يتم تفسير 30 يونيو بأنه انقلاب وتصبح "واشنطن" مضطرة لإيقاف المعونة التي تقدمها لمصر، ثمار هذه الاتصالات وضحت حينما قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي ورئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة في حواره مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بيس ي" بأنه من الأفضل أن يبقى الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع قائدا للجيش بدلا من خوض انتخابات الرئاسة.
وكتب منذ أيام عبد الله الراشد مدير مكتب قناة العربية- السعودية- مقالا في جريدة "الشرق الأوسط" دعا فيه السيسي أن يبقى حارسا للثورة، وحذره من مغامرة الترشح للرئاسة.
أما على المستوى الداخلي، فرغم أن هناك ملايين شاركت في الاستفتاء على الدستور، إلا أن المعترضين على ترشيحه يدعمون رفضهم بأن أغلب من صوت على الدستور من العجائز وكبار السن، وأن الكتلة الحرجة من الشباب وصانعي ثورة يناير لم يشاركوا في التصويت، ويأتى على رأس هؤلاء الفريق المرشح السابق للرئاسة حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي.
وفى الوقت ذاته فإن جماعة الإخوان الإرهابية تنتظر ذلك القرار ليؤكد موقفها أمام دول العالم ويدعم قضيتها بأن رئيسها محمد مرسي ضحية لانقلاب عسكري.
أما الجيش، فوفقا لترسيبات اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي عقد قبل إجراء الاستفتاء بأيام وناقش هذا الأمر منذ أيام فإن كل أعضاء المجلس يدعمون ترشح "الفريق".
تبقى الكلمة الأخيرة للسيسي الذي لم ينف حتى الآن نيته للترشحه، بل إن تصريحاته الأخيرة في الندوة التثقيفية التي عقدتها القوات المسلحة بمناسبة المولد النبوي قالت إنه ينتظر طلب الشعب وتفويض الجيش، وأضاف " مقدرش أدي ظهري لمصر" اعتبره كثيرون أنه إعلان عن نية ترشح الفريق للرئاسة.
وتشهد الأيام القادمة حالة ترقب من الجميع هل سيترشح الفريق للرئاسة إرضاء لمحبيه، مع مغامرة علو نبرة أن ما حدث في مصر 30 يونيو "انقلاب عسكري"، أم سيكتفى بدوره حارسا لخارطة الطريق رغم الملايين التي تطلب ترشحه؟