رئيس التحرير
عصام كامل

هل تشتد موجة العنف؟!


من المؤكد أن العنف يولد العنف وهذه قاعدة معروفة فى علم السياسة وأن ذلك يمكن أن يدخلنا فى دائرة العنف الجهنمية والمدمرة .. لعلنا نتذكر والقياس هنا مع الفارق فترة التسعينات التى عانت منها مصر فى عنف الإرهاب وعدد الضحايا الذين سقطوا بفعل هذه العمليات الإرهابية .. ولعلنا نتذكر أيضاً كم كانت تكلفة ذلك من وقت وجهد وأرواح لرجال الأمن .. ولكن ما يحدث اليوم على الرغم من أن مسماه أو تصنيفه يمكن أن يختلف حسب الزاوية التى ينظر منها إليه على أنه أعمال عنف وإرهاب ضد الدولة ومؤسساتها أو على أنها أعمال بلطجة ورأينا أنه فى الثورة الأم مع ممارسات العنف الخارجة على القانون قد تم الخلط بين أعمال البلطجة والثوار وبالقطع هناك فارق كبير وأن أية عملية للتمييز والتصنيف بناء على معيار أو مقياس شخصى منهم رأوا من منطلق موقع كل طرف فى هذه المعادلة لا يمكن قبوله على إطلاقه أياً كانت نتائجه ومحصلاته وأياً كانت الخسائر والمواقف المؤلمة والموجهة التى ينطوى عليها ولكنها بالفعل ثورة لا يمكن إلا أن نصفها بالثورة حتى ولو كانت فيها هذه الدماء الغزيرة فى علم الثورات يرون أن الثورة لابد وأن تكون دموية بل إن المحللين السياسيين يرون أنه لا يمكن أن يطلقوا على أية انتفاضة أو حركة ضد الحكم لا تسفك فيها دماء بالثورة .. وليس فى ذلك أية شبهة للتحريض ولكنه رصد للواقع وليس أيضاً أنه يعبر بالضرورة عن موقف كاتب هذه السطور ولكن ذلك هو الواقع الذى يمكن أن نعيشه ويفرض علينا حتى وإن لم نقبله أن ذلك العنف الكبير فى مدن القناة والذى انفجر وانطوى على درجة كبيرة من الدموية يخطئ البعض حينما يقول إنه وليد ذلك الحكم الذى صدر بالإعدام فى واقعة بورسعيد التى خبا بريقها لفترة طويلة ثم عادت إلى الأضواء مرة أخرى .. وعلى الرغم من ذلك فهى قد كانت بمثابة المسرع والمفجر للموجة الثانية من الثورة .. إذ إنه إذا ما كان أداء النظام السياسى ليس فقط فى ظل حكومة الدكتور مرسى أو فترة رئاسته ولكن فى تلك الحكومة التى أعقبت قيام الثورة قد كان مرضياً أو استطاع أن ينتقل بالبلد خطوات إلى الأمام شعر معها الناس بالتغيير والتجويد لم يكن حدث ما حدث أو على الأقل بنفس الدرجة من القوة والعنف ولكن تلك الحالة المزاجية التى انتابت المواطن المصرى بصفة عامة والقوى والتيارات السياسية التى كان لها سقف توقعات رأت أنه قد انهار وأن مصر تعود للوراء ولا تتقدم للأمام أى ذلك المزاج المحبط هو الذى مهد الطريق نحو هذه الموجة الثورية الثانية والتى أعادت لنا مشاهد الثورة الأولى ولعل هذه هى الانتكاسة أو كما يقول البعض أنها الثورة المضادة وقد يكون ذلك صحيحاً فالثورة المضادة تبدأ مع الثورة الأولى ولكن الأسباب هذه المرة تختلف لأنها ليست ممن هم ضد الثورة من الفلول أو بقايا النظام السابق أو المستفيدين منه ولكنها ممن قاموا بالثورة الأولى أى أصحابها والذين رأوا أنها قد انحرفت عن مسارها.


الجريدة الرسمية