رئيس التحرير
عصام كامل

ترشحه بهذه الطريقة قد يحوله لرئيس غير قابل للمحاسبة - حسام مؤنس المتحدث باسم التيار الشعبي: أخشى أن تتحول الفجوة بين حجم الأمل في السيسى والواقع إلى غضب شعبى سريع

فيتو

  • ثورة 30 يونيو لا تعنى ظهور الفلول على السطح
  • نتائج الاستفتاء: 90% من الشعب قالوا لا للإخوان
  • غياب الشباب عن الاستفتاء رسالة خطيرة ولا بد من الالتفات لها
  • نتائج الاستفتاء تؤسس لاستكمال خارطة الطريق
قال حسام مؤنس المتحدث الرسمي باسم التيار الشعبي المصري: إن الاستفتاء على الدستور يؤكد مقولة عبدالناصر "الشعب هو القائد والمعلم"، وأن هذا الاستفتاء أكد على انتهاء جماعة الإخوان لفترة زمنية طويلة، وأشار مؤنس إلى أن إحجام الشباب رسالة يجب الالتفات إليها، مؤكدًا على أن المرأة لعبت دورًا إيجابيًا منذ بداية ثورة 25 يناير وحتى الآن، وشدد مؤنس على أن الاستفتاء أعطى شرعية جديدة لـ30 يونيو.


- كيف تقيم نتائج الاستفتاء على الدستور؟
نتائج الاستفتاء تؤكد 3 أمور رئيسية، الأول أن هذا الشعب العظيم هو القائد والمعلم وهو دائما صاحب القرار والكلمة الفصل في كل الاستحقاقات الكبرى في هذا الوطن، والثانى أن جماعة الإخوان انتهت سياسيا وشعبيا لمدى زمنى طويل مقبل، فكما كانت 30 يونيو الضربة القاصمة فإن الاستفتاء على الدستور هو الضربة الحاسمة لهم سياسيا وشعبيا لأنه منح 30 يونيو الشرعية الشعبية اللازمة بالصندوق الذي كان الإخوان دائما يتحدثون عنه، وقد أخطأ الإخوان وأجرموا في حق الشعب المصرى منذ توليهم السلطة ثم بعد إسقاط المصريين لهم، لكنهم أيضا أجرموا في حق أنفسهم بمقاطعتهم للاستفتاء وعدم مشاركتهم فيه، ثم يجددون خطأهم إذا أصروا على الاستمرار فيما يفعلونه واستمرار تحدى إرادة المجتمع لأن الأمر صار واضحا ومحسوما، الأمر الثالث أن النسبة المرتفعة والتي لم تكن متوقعة إلى هذه الدرجة في الموافقة على الدستور تؤكد أنه كان استفتاء على 30 يونيو وضد الإخوان، وأنه محل رضا واسع وتوافق كبير لقطاعات واسعة من المصريين، الاستفتاء لم يكن على الدستور فقط، لكنه كان بالأساس استفتاء ضد الإخوان ومع شرعية 30 يونيو.

- بما تفسر ما قيل خلال الأيام الماضية عن إحجام الشباب عن المشاركة في الاستفتاء؟
إحجام قطاعات واسعة من الشباب عن المشاركة رسالة مهمة وخطيرة ولا بد من الالتفات لها، وهى تعنى عدم رضا قطاع مهم وحيوى من هذا الجيل الذي بادر إلى ثورة يناير ثم بادر إلى تصحيح مسارها في 30 يونيو عن كثير مما يجرى الآن، السياسات الأمنية التي تزايدت انتهاكاتها ومخالفاتها في ظل المواجهة مع الإخوان، ومحاولات تشويه 25 يناير وشبابها ورموزها وتعميم ذلك، ثم ما جرى من شحن إعلامي وسياسي وصل في بعض الأحيان لتخوين وتشويه كل من يقول رأيا آخر سواء في الدستور أو غيره، ثم ربط الاستفتاء على الدستور بالموافقة على ترشح الفريق السيسى، وعودة ظهور الوجوه القديمة المحسوبة على نظام مبارك وحزبه.. كل هذه وغيرها أسباب مهمة دعت أعدادا كبيرة من الشباب لعدم المشاركة، والخطر هنا أن هذا قطاع مهم وفاعل وحيوى ويتعرض لإحباط بسبب كل تلك الممارسات، وهذا لا يمكن أن يفيد بلدا يسعى لتحقيق أهداف ثورته.

- كيف تقيم المشاركة الواسعة للمرأة في الاستفتاء؟
نسب تصويت المرأة المرتفعة أمر إيجابى للغاية، ويدل على أن المرأة المصرية التي لعبت دورا رائعا منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن ولم تحصل على حقوقها فعلا بعد، تعود مجددا بعد الخلاص من سلطة وحكم متطرف ومتشدد في نظرته للمرأة لتؤكد حضورها ووجودها واستمرار نضالها للحصول على حقوقها في هذا المجتمع.

- ما هو تأثير نتائج الاستفتاء على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلتين؟
نتائج الاستفتاء تؤسس لاستكمال خارطة الطريق، وبالتأكيد من المهم الالتفات لدلالات وإشارات متعددة في الاستفتاء تخص الانتخابات البرلمانية والرئاسية، من بينها عودة ظهور بقايا نظام مبارك وهو ما يحتاج لمواجهة جادة وحاسمة معه كى لا تسرق الثورة مرة أخرى، وضرورة أن تعود السياسة للمجتمع بقوة ولا يظل المشهد مقتصرا على تحركات الإخوان ومواجهات الأمن معهم لأن هذا لا يفيد ولا يكفى وحده أبدا في مواجهة الإخوان وأفكارهم، لا بد من استعادة القوى السياسية لدورها لملء الفراغ في الشارع المصرى، وجزء من هذا الاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة وتقديم كوادر وبدائل وبرامج جادة تنحاز للثورة وتحقق أهدافها وتحوز ثقة الشعب.

- هل منح الاستفتاء على الدستور 30 يونيو شرعية جديدة؟
بالتأكيد منح الاستفتاء 30 يونيو شرعية ديمقراطية بالصندوق مضافة لشرعيتها الثورية، صحيح أنه كانت هناك مخالفات وتجاوزات، وصحيح أنه كانت هناك حالة من الشحن والتوجيه المبالغ فيها للتصويت بنعم، وربما يكون هذا مفهوما في ظل الصراع مع الإخوان، لكنه بلا شك شهد تجاوزات وانتهاكات أساءت لديمقراطية عملية الاستفتاء.. لكن مع ذلك لا يمكن إنكار المشاركة الشعبية الواسعة والإرادة الواضحة لإقرار مشروع الدستور.. صحيح لم أكن أبدا أتمنى أن نسمع مرة أخرى نسبا من نوع 90% لكن لهذا الاستفتاء ظرفا خاصا فكما أوضحت كان استفتاء ضد الإخوان أكثر مما كان استفتاء على الدستور فقط.
ومسألة ربط الاستفتاء على الدستور بانتخابات الرئاسة في رأيى بها ربط تعسفى، فالبعض حاول تحويل الاستفتاء لاستفتاء على الفريق السيسى، وقد يكون ذلك مفهوما باعتباره رمزا للانحياز لإرادة الشعب في 30 يونيو وهذا هو السبب الحقيقى لقيام المصريين برفع صوره في طوابير الاستفتاء.. لكن ربط ذلك بترشحه للرئاسة ليس صحيحا أو على الأقل ليس موضوعيا.. نعم هناك كثير من المصريين يريدون ترشحه للرئاسة كضمانة للاستقرار السريع، لكن الحقيقة أن حجم الطموح والأمل الشعبى فيه أكبر من الواقع وهو ما قد يسبب إحباطا وغضبا سريعين أيضا.. لكن هناك أيضا رأيا مضادا وهو أيضا يتسع ويزيد يرى أن يبقى الفريق السيسى في موقعه وزيرا للدفاع ولا يعرض الوطن والجيش لهذا الاختبار، فضلا عما يمثله ذلك من إهدار لفكرة تكافؤ الفرص في انتخابات ديمقراطية، فالمسألة هنا لا تتعلق بشعبية السيسى، وإنما بهل يمكن الفصل في الوعى العام بين السيسى والجيش؟ وهل منطقى أن يخوض الجيش انتخابات؟ وهل يمكن أن يتصور أحد أن مؤسسات الدولة ستكون على الحياد إذا خاض السيسى الانتخابات أمام أي منافس؟ ثم إن الموجة التي صاحبت الاستفتاء وربطته بترشح السيسى هي نفسها ما جعلت قطاعات رافضة لذلك تحجم عن المشاركة، وعندما يكون بين هذه القطاعات نسبة غالبة من الشباب، فلا بد من الانتباه لهذه الإشارة والرسالة لأنها بوضوح تقول لا لترشح السيسى أيضا.. عندما يكون جزء من المستقبل هو من يوجه هذه الرسالة فلا بد من الانتباه والالتفات لها.. أخيرا هذه الموجة لأنها كانت شديدة المبالغة والاستفزاز أيضا فقد أدت لآثار تجسد المعنى الشعبى (اللى يزيد عن حده يتقلب ضده) فبدأ يتزايد الرأى الذي يرى عدم ترشح السيسى، والذي يخشى أن ترشحه بهذه الطريقة قد يحوله لرئيس غير قابل للمحاسبة ولرئيس تحيط به جوقة نفاق جديدة في ظل ما نراه حاليا.
الجريدة الرسمية