"لوبى إسرائيل" يرعب الكونجرس
ما هو مدى قوة لوبى إسرائيل فى الولايات المتحدة؟ سؤال لا يمكن الإجابة علية بمعزل عن المقاومة التى يتعرض لها تشاك هيجل، الذى رشحه الرئيس باراك أوباما لتولى منصب وزير الدفاع.
ففى الأسبوع الماضى، مثل هيجل فى جلسة استماع بالكونجرس للإجابة على أسئلة عن تصريحات سابقة قال فيها إن اللوبى اليهودى أرعب الكونجرس وفعل أمورا خرقاء.
من الخطأ دائماً استخدام تعبير اللوبى اليهودى، ليس فقط لأن هذا يبدو فى المقام الأول وكأنه معاد للسامية، وإنما أيضاً لسببين آخرين، أولهما أن اللوبى يضم العديد من غير اليهود، أبرزهم المسيحيون المحافظون، وثانيهما أن كثيرا من اليهود الأمريكيين لا يدعمون الخط المتشدد للوبى بشأن إسرائيل، وبالتالى فإن التعبير الصحيح هو لوبى إسرائيل داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
إن القوة تكمن فى إدراك هذة القوة التى يتمتع بها لوبى إسرائيل داخل أمريكا، وهو اللوبى الذى ينظر إليه على أنه مفعم بهذه القوة فى ظل ما يمتلكه من العضلات المالية والقدرة التى تمكن جماعة الضغط من إخماد الكلمات، وربما كان هذا هو ما قصده هيجل حين قال إن اللوبى يرعب الكونجرس.
وبالإضافة إلى مبدأ إدراك القوة، فإن هناك أمرا آخر غير قابل للجدل، وهو أن الكونجرس مؤيد بأغلبية ساحقة لإسرائيل، وربما لا يمكن بالكاد وصف أكثر من عشرة نواب من 435 نائبا بأنهم مؤيدى الفلسطينيين.
وبلغة الأرقام فإن اليهود لا يشكلون أكثر من 2% من سكان الولايات المتحدة، أما من الناحية السياسية فالوضع مختلف، فهم يحظون بنفوذ يتجاوز عددهم بكثير، وهو ما دفع بات بوكان لأن يصف الكونجرس بأنه أحد الأراضى التى تحتلها إسرائيل، فضلاً عما فعله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وقت أن كان على خلاف مع البيت الابيض فى منتصف عام 2011، حيث تعمد نتنياهو تجاوز الرئيس باراك أوباما والتوجه مباشرة إلى مؤتمر ايباك، ولم يكن غريباً فى ظل دعم لوبى إسرائيل فى الولايات المتحدة لرئيس الوزراء الإسرائيلى أن يحظى بعاصفة من التصفيق أثناء إلقائه لكلمته فى مايو 2011، حتى إن أعضاء الكونجرس راحوا يقفون ويجلسون وهم يهللون لكلمته، بصورة جعلتنى أشعر أنه من الصعب على نتنياهو أن يحصل على مثل هذا الدعم وهذه التزكية فى الكنيست ذاته.
نقلاً عن الإندبندنت