رئيس التحرير
عصام كامل

غاب الأمل عن المشهد


غاب جيل الشباب عن المشهد فى الاستفتاء، غاب الجيل الذي صنع ثورة 25 يناير وموجاتها المتعاقبة حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، قد تتعد التفسيرات ويحاول البعض تجميل الصورة وإظهار الأمر علي أنه طبيعي، لكن وبرغم موجات التطبيل والزفة الدائرة فى بعض القنوات التى يتصدرها الآن فلول الحزب الوطنى ورموز نظام مبارك.


فالحقيقة والأمر الواقع هو أنه بالفعل غاب الشباب، ولهذا ندق ناقوس الخطر، نعم خطر فهناك رسالة أراد هذا الجيل أن يوصلها لمن يهمه الأمر، المستقبل الذي تتحدثون عنه قد غاب بشكل شبه كامل عن المشهد وقرر المتابعة من بعيد، ومن يحاول وصف ما حدث علي أنه استجابة لدعوات الإخوان بالمقاطعة واهم.

فهذا الجيل الذي واجه الإخوان ومن قبلهم نظام مبارك، هذا الجيل الذي شارك فى الانتخابات الرئاسية علي أمل أن تستكمل ثورته برئيس يجمع المصريين علي حلم ومشروع، ولكن ما حدث هو أن طل نظام مبارك ووجهه الآخر وهو الإخوان فى جولة الإعادة فقرر الشباب المقاطعة، وهو ما تكرر الآن.

نعم قاطع الشباب ليس كرهاً فى الدستور ولكن كرهاً فى رموز نظام مبارك التى خرجت علينا من كل حدب وصوب، محاولة إيصال رسالة للجميع بأننا عائدون وأن ثورة يناير هى مؤامرة إخوانية أمريكية للسيطرة علي مصر، من يقولون فى مؤتمراتهم الآن إن 25 يناير عيد الشرطة وليس عيد الثورة، من يدعون للنزول يوم 25 يناير لتأييد الفريق السيسي وليس لإحياء ذكري ثورة سقط خلالها شهداء كان حلمهم هو الحرية والحياة بكرامة.

لك الحق فى اختيار السيسي أو غيره ومطالبته بالترشح لانتخابات الرئاسة، لكن ليس لك الحق فى تخوين من يختار غيره واتهامه بأنه معاد للثورة، فعن أى ثورة تتحدثون يا من تحاولون إظهار 30 يونيو علي أنها ثورة وليست امتدادا لثورة يناير أنتم كالإخوان الذين حاولوا إظهار يناير علي أنها ثورتهم رغم أنهم آخر من لحق بركابها وأول من تآمر عليها.

يا من يهمه أمر هذا الوطن يا من تديرون هذه المرحلة، هناك انطباع لدى جيلنا الذي عاش طيلة السنوات الثلاث يحلم بالخلاص من استغلال نظام مبارك وطنطاوى ومن بعدهم الإخوان، بأنكم تسمحون لرموز نظام مبارك بالعودة لتصدر المشهد مرة أخري وهو ما لن نرضاه ودونه الموت، فقد فقدنا الكثير من أصدقائنا من أجل الخلاص منهم جميعاً ولن نسمح بعودة نظام مبارك أو الإخوان للمشهد مرة أخري، لقد تسببتم فى غياب الشباب عن المشهد من جديد ولكن احذروا فهذا الجيل لا يعرف الانكسار وإن لم تصححوا أخطائكم فلا تستغربوا وقتها من عودة هذا الجيل للشوارع مرة أخري.

رسالة إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي، ما حدث فى الاستفتاء كان رسالة لشخصك، نعم شارك الملايين فى الاستفتاء وحمل الكثير منهم صورتك ولكن غاب الجيل الذي استطاع حشد الملايين فى الشوارع طيلة سنوات غاب الجيل الذي قاد المعارك ضد ظلم مبارك وبقايا نظامه وضد الإخوان، لا تجعلهم يخدعونك بظهور رموز مبارك التى تعلن تأييدها لك فى كل الفضائيات، استمع إلى رسالة الشباب الذي لم يشارك فى الاستفتاء خشية عودة ذلك النظام، ولتبقي فى مكانك بالجيش واترك هذا الجيل يختار مرشحا مدنيا يخرج من رحم الثورة يعبر عن أحلامها، فمن حق هذا الجيل أن يحلم ومن حق الثورة أن تحكم.
الجريدة الرسمية