رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تفجر مفاجأة في الذكرى الـ"40" لاتفاقية "الكيلو 101".. الكيان الصهيونى سعى إلى فض الاشتباك مع الجيش المصرى.. السادات يطلب من تل أبيب وقف الحرب مع سوريا.. ويقترح استمرار تبادل الرسائل مع مائير

الرئيس الراحل انور
الرئيس الراحل انور السادات

في مثل هذا اليوم ومنذ 40 عاما تم توقيع ما يعرف باتفاقية فك الاشتباك الأولى بين مصر والكيان الصهيوني في جنيف بحضور كل من اللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس أركان الجيش المصري والجنرال دافيد بن إليعازر رئيس الأركان الصهيوني والجنرال أنزيو سيلاسفو عن الأمم المتحدة.

وفي هذا الإطار فجرت إسرائيل مفاجأة في ذكرى هذه الاتفاقية، حيث كشفت عن مجموعة من الرسائل المتبادلة بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ورئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير.

وتقول إحدي الصحف الإسرائيلية اليوم: إن الرسائل المتبادلة بين السادات وجولدا مائير لم تنهِ الشعور بعدم الثقة المتبادل بين الجانبين، ولكنها أشارت إلى تغيير واضح في طبيعة العلاقات بينهما، ويدل على ذلك عدد من الرسائل المتبادلة بين الاثنين بعد ذلك بعشرة أيام.

ومن بين هذه الرسائل أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات قال: «هذه هى المرة الأولى منذ عام 1948 التي يبعث فيها رئيس مصرى برسالة إلى زعيم إسرائيلى، صحيح أن عبد الناصر أرسل في السابق رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى، موشيه شاريت، في عام 1954، لكن ذلك لم يكن سوى خدعة من جانب عبد الناصر، وسوف تعلم رئيسة الوزراء عما أتحدث».

وأضاف السادات: «عندما طرحت مبادرتى السياسية عام 1971 كنت أعتزم ذلك، وعندما هددت بالحرب كنت أعنى الحرب، وعندما أتحدث الآن عن سلام دائم بيننا، فإننى أعنى ذلك»، واختتم رسالته إلى مائير بالتعبير عن رغبته في استمرار الاتصالات بينهما عبر كيسنجر «الذي يثق فيه الطرفان».

وفى اليوم التالى وهو اليوم الذي وقعت فيه الاتفاقية، نقلت مائير إلى كيسنجر ردها الشفوى على السادات، وعبرت عن تقديرها العميق لرسالته، وعن أملها في استمرار الاتصالات بينهما، عبر كيسنجر، معتبرة إياها «نقطة تحول في العلاقات».

وتعهدت جولدا مائير، وبناء على اقتراح من كيسنجر، بأن تبذل جهودا لبناء الثقة والتفاهم مع السادات، وقالت: إنه «يجب بذل كل الجهود من أجل التوصل إلى سلام يحتاج إليه الشعبان المصرى والإسرائيلى، وعندما أتحدث عن سلام دائم بيننا، فإننى أعنى ما أقول».

بعدها بعشرة أيام، عاد السادات وبعث برسالة ثانية إلى مائير ووزير دفاعها موشيه ديان نقلها الأمريكيون إلى السفير الإسرائيلى في واشنطن، ما دفع السادات إلى أن يطلب من مائير ألا تضع العراقيل أمامه في العالم العربى، وأن تمضى قدما لتوقيع اتفاقية فصل القوات مع سوريا؛ لأن «الأرضية أصبحت مهيأة لذلك».

وعلى هامش الرسالة، كتب السفير الإسرائيلى ملاحظة قال فيها: إنه يعتقد أن "رسالة السادات جاءت بناء على مبادرة من كيسنجر المتحمس لتوقيع اتفاقية مع سوريا، وهذه فرصة لإسرائيل كى تشترط على السوريين الحصول على قائمة بالأسرى الإسرائيليين".

وبالفعل أخذت مائير ملاحظات السفير الإسرائيلى في ردها على رسالة السادات، فأعربت عن استعدادها للدخول في مفاوضات مع السوريين في مقابل هذين الشرطين. 

وفى بداية عرضه لتلك الرسائل، اعترف الأرشيف الإسرائيلى بأن «الحكومة الإسرائيلية هى التي سعت إلى توقيع اتفاقية فض الاشتباك الأولى ووقف الحرب» طبقا لما ورد ببعض التقارير الصحفية.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الاتفاقية جاءت بعد مباحثات تمت في الكيلو 101 على طريق القاهرة السويس وعرفت هذه الاتفاقية باتفاقية الكيلو 101، ونتيجة لهذه الاتفاقية التزمت تل أبيب بسحب قواتها من الأراضي المصرية غربي قناة السويس في غضون ستة أسابيع.

كما نصت بنود الاتفاقية على حق مصر بالاحتفاظ بما لا يزيد على سبعة آلاف جندي وثلاثين دبابة شرقي القناة، فيما تكون للصهاينة مثل تلك القوات غربي معبري متلا والجدي، ويتعين أن ترابط لمدة ستة أشهر بين هذين الخطين قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة، ولم تعتبر هذه الاتفاقية اتفاقا نهائيا بل مثلت خطوة أولى نحو السلام بين البلدين تنفيذًا لأًحكام قرار مجلس الأمن رقم 338 وفي إطار مؤتمر جنيف.
الجريدة الرسمية