رئيس التحرير
عصام كامل

الـ anfo ودلالات حادث الجمعة ببورسعيد !


حتي تقدروا حجم المأساة وكم الاستهبال الموازي لها.. تعالوا نتناقش.. ففي مقال الخميس تحدثنا عن خطة الإخوان التي فشلت يومي الاستفتاء وقلنا إنه ربما كانت هناك محاولات تم ضبطها ولم يعلن عنها.. وأمس الجمعة أعلنت الداخلية بالفعل عن ثلاث محاولات إرهابية كبيرة فاشلة..


لكن الكارثة الكبري هو ما تم ضبطه والإعلان عنه أيضا أمس الجمعة.. حيث سقط جنوب بورسعيد المواطن 
"راضي عبداللطيف" مصابا وهو يقاوم قوات الجيش التي ذهبت لتداهم منزله بعد معلومات مؤكدة عن وجود أسلحة ومتفجرات لديه.. هناك قاوم عبد اللطيف ولأن الأمر كان مفاجأة بالنسبة له لذا كان وحيدا وليس معه أتباع ولا شركاء.. وهذا مهم طبعا لكن الأهم هو ما تم ضبطه.. فالرقم مفزع ومهول.. وقد نكرره لكم كي تتأكدوا من الكارثة.. كان ببيت المدعو راضي عبد اللطيف 19 برميلا من مادة الـ anfo شديدة الانفجار! نعم..19 برميلا كبيرا من هذه المادة التي نادرا ما تمتلكها العصابات الإرهابية.. وهي ذاتها المادة التي استخدمت في تفجير برجي التجارة في نيويورك.. وربما كانت القاعدة تمتلك هذا النوع من المادة التفجيرية لأنها تستخدمه في العراق.. فهي الأخطر والأشد تدميرا من أشهر مواد التفجير في العالم وهي الـ " تي ان تي " !

بالطبع ضبط مع عبد اللطيف أسلحة خطرة أخري من قنابل وأسلحة تعتبر ثقيلة مثل الـ " آر بي جي" المضاد أساسا للدبابات والدروع لكنه يعتبر غير ذي أهمية بالنسبة لمادة الـ anfo والتي نتوقف عندها لأن وجودها يحمل احتمالين.. الأول أن أجهزة مخابرات وراء تهريبها.. والثاني هو أن القاعدة وصلت إلي بورسعيد وإلي داخل البلاد!! وهذا يفتح الباب إلي عدة أسئلة أخرى منها:

- إن كان ما تم ضبطه عند شخص واحد في مدينة واحدة صغيرة هو 19 برميلا.. كم من الممكن أن يكون عند آخرين ولم يتم التوصل له حتى الآن؟

- كيف وصلت المادة أصلا إلي بورسعيد؟ هل دخلت من الميناء؟ هذا يعني أن هناك شبكه تتستر وتمرر أو أن هناك مرتشين يقبلون الرشوة لإدخال الموت إلي البلاد أو كلا الاحتمالين معا.. وهذا يطرح سؤالا آخر: كم شبكة في موانئ مصر وكم رشوة أو تستر تم وأدخل إلي البلاد بسببه أنواع أخري من المتفجرات وغيرها من الأسلحة الأخري؟

- إن لم تكن المادة دخلت من الميناء.. فإنها قادمة إما من سيناء أو من ليبيا أو من السودان.. وهو ما يطرح أسئلة أكثر رعبا عن عبورها كل هذه المسافات دون اكتشافها ليطرح من جديد أسئلة أكثر عمقا عن هذه المنافذ واحتمالية اختراقها خصوصا أنناما زلنا لم نحل ألغاز الذين هربوا من مصر وربما من المنافذ نفسها!

أما الاستهبال الموازي فهو عندما تجد من يترك كل ذلك.. وغيره.. ليرتب أولوياته ومعاركه ويشغلنا بعيدا عن معاركنا ومعارك الوطن بطريقة مبتذلة.. وفجة.. وفيها من التهريج بمستقبل هذا البلد بشكل لم يسبق له مثيل.. وبمراهقة سياسية ليس لها مثيل أيضا!
الجريدة الرسمية