الصحافة الأمريكية تساند "الإرهابية".. اعترفت بنزاهة الاستفتاء وقالت الدستور يرسخ الاستبداد..مارست ضغوطا على السيسي لإعادة الإخوان للمشهد السياسي.. وصفت الثورة بـ"الانقلاب" وزعمت أن ديمقراطية مصر زائفة
تباينت مواقف الصحافة الأمريكية من الأحداث التي شهدتها مصر ابتدءا من ثورة 30 يونيو، والتي أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسي، وأنهت حكم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، الذين حظوا بدعم كبير من إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، رغم أخطائهم الفادحة وسياساتهم الفجة في التعامل مع الشعب المصري وعدم احترامهم للديمقراطية.
ومن القراءة التحليلية للصحافة الأمريكية على مدى الشهور الستة الماضية، اختلفت توجهات المجالس التحليلية للجرائد والمجلات الأمريكية، التي وصفت ثورة 30 يونيو في مطلعها بأنها "انقلاب عسكري على أول رئيس شرعي منتخب"، وأن 30 يونيو لم تكن ثورة شعب بل تحركا عسكريا لتقويض أول حكومة مدنية هددت مصالح الجيش المصري واقتصادها، وهو الأمر الذي رفضه الجنرالات - على حد وصفهم.
وهنا وقفت الصحافة الأمريكية في صالح جماعة الإخوان وانهالت بالانتقادات ضد الشعب المصري وخرج كبار الكتاب يقولون: إن الديمقراطية باتت أمرا مستحيلا في مصر، حسبما قالت "واشنطن بوست"، وأن ثورة "30 يونيو" ما هي إلا طريق رموز نظام الرئيس الأسبق "حسني مبارك" إلى السلطة مجددا، بعد غياب قرابة سنتين ونصف العام، وفقا لما ذكرته صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور".
وبعد قرار الحكومة المصرية بفض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة؛ حيث معقل المعارضة للإخوان، طالبت تلك الصحف الإدارة الأمريكية باتخاذ موقف حاسم ضد الشعب المصري وحكومته الجديدة والضغط عليهم من خلال قطع المعونات، وفي المقابل انصاعت إدارة "أوباما" لهؤلاء الكتاب الذين يُعدون من صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وقررت تعليق المساعدات العسكرية للبلاد بهدف الضغط على وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ومحاولة التسوية مع الإخوان وإعادتهم مجددا إلى المشهد السياسي.
ومن الغريب والمثير للدهشة، أن معظم تلك الصحف والمجلات راهنت على الديمقراطية في مصر من خلال الدستور وإقراره من جانب الشعب بحرية ونزاهة، وهو ما شهد به المراسلون وأكد عليه المراقبون والمنظمات خلال الاستفتاء الذي تم يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، ولكن بعد إقبال المصريين والمؤشرات الأولية بقبول الدستور، زعم عدد من الصحف من بينهم "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" أن الدستور الجديد يمهد للاستبداد ولدولة عسكرية لا تعرف المعنى الحقيقي للديمقراطية، بحسب قولهم.
ورغم أعمال العنف والإرهاب الذي يمارسه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية ضد الدولة من تظاهرات عنيفة وتفجيرات ضد المنشآت العسكرية، وممارسات تهدد الأمن القومي بشكل أجبر الحكومة على تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، انتقدت الصحف الأمريكية قرار الحكومة واعتبرته إقصاء لفصيل وطني يجب أن يشارك في بناء الوطن.