العين الحمرا
بمجرد انتهاء طلاب الشهادة الإعدادية من أداء امتحانات المادة الأخيرة حتى تسارعت دقات قلوب المدرسين المشرفين عليها رعبًا من القادم.. وانتظارا لسيناريو يتكرر كل عام في كل امتحانات الشهادات العامة -والتي يتم ندب مدرسين لها من مدارس أخرى- وسيناريو الرعب كالعادة وبدلا من مصافحة التلاميذ أساتذتهم قبل الانصراف كما يحدث في الدول المتحضرة، لكن تلاميذ مصر يقومون بتحطيم المقاعد وإلقائها من شرفات المدرسة والاعتداء على المدرسين بالضرب بالحجارة والألفاظ البذيئة في سادية وهمجية عجيبة..
قالت لى زميلة فاضلة كانت تراقب على هؤلاء الوحوش الصغار في الامتحانات إن أحد هؤلاء التلاميذ اقترب منها هامسًا: (لا تخافى ياأبلة سأصنع لكى خروجًا آمنًا لأنك طيبة)، ولكنها لم تقبل كلامة وصرخت فيه: (هل نحن في أفغانستان حتى تساعدنى للخروج من المدرسة بأمان ؟؟)..
مع الأسف هذه هي الحقيقة المرة التي نتغاضى عنها.. أجيالنا تفتقد أسلوب الثواب والعقاب.. هؤلاء الصغار هم الذين تركناهم حتى وجدناهم يحرقون جامعاتهم واعتدوا على الدكتور (جابر نصار)، رئيس جامعة القاهرة، الذي كان يرفض دخول الأمن للجامعة، ومع الأسف اعتدوا أيضًا على نجله الذي أصيب بإصابات بالغة مما استدعى دخوله الإنعاش وإزالة الطحال بالكامل..
هؤلاء الصغار هم الذين تركناهم حتى وجدناهم في مسيرة الإخوان يشعلون النيران بقضبان سكة حديد محطة الواسطى بإلقاء زجاجات المولوتوف عليها تجاه المحطة وإشعال إطارات السيارات قبل مرور القطار 935 القادم من الإسكندرية وفى طريقه للوجه القبلى وتم إخطار سائق القطار بعدم دخول المحطة قبل تمشيطها ولولا هذا لحدثت كارثة كبرى..
وهم الذين حاولوا اغتيال محمد أبوحامد ومصطفى بكرى.. نحن أمام دولة لا تحتاج قوانين وأمنًا فقط لأن القوانين موجودة والأمن يقوم بدوره.. بل إلى صحوة شاملة تبدأ من التعليم والجامع والكنيسة وكل مؤسسات الدولة نحتاج إلى عين حمرا يخاف منها الجميع كما يحدث في كل دول العالم وقارنوا تظاهرات الإخوان التخريبية في مصر وتظاهراتهم في الخارج..
ربما لهذا السبب يشتاق الشعب إلى رئيس قوى بحجم (الفريق أول عبدالفتاح السيسى)... الوطن في خطر ولا وقت لرئيس يحاول إرضاء كل الأطراف ويلعب على كل الحبال وفى النهاية يفقد هيبته وتسقط معها هيبة الدولة...