"الإرهاب" يحاول إفساد فرحة الاستفتاء.. مسلحون يفجرون خط الغاز بوسط سيناء.. شهود عيان: التفجير تم عن بعد.. مصدر أمني: أنصار بيت المقدس وراء العملية.. "الببلاوي": لن نسمح بالعبث بالمقدرات الاقتصادية
فجّر مسلحون، مساء اليوم الجمعة، خط الغاز الطبيعي المؤدي إلى المنطقة الصناعية بوسط سيناء، وقال شهود عيان، إن مجموعة من المسلحين يستقلون سيارتي دفع رباعي دون لوحات معدنية، زرعوا عبوة ناسفة أسفل الخط بمنطقة الريسان جنوب مدينة العريش وفجروها عن بعد وفروا هاربين.
وأضافوا، أن ألسنة اللهب اندلعت بمسافة تقدر بنحو 20 مترًا دون وقوع إصابات بين المدنيين، وشهدت منطقة وسط سيناء إجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الجيش والشرطة، عقب تفجير خط الغاز، ومشطت أجهزة الأمن المنطقة التي وقع فيها التفجير بالتعاون مع قصاصي الأثر، فيما شددت إجراءاتها على الطرق الرئيسية والفرعية عن طريق عدد من الكمائن الأمنية الثابتة والمتحركة.
واتجهت قيادات أمنية وتنفيذية ومسئول شركة الغاز إلى موقع تفجير خط الغاز جنوب مدينة العريش، بمنطقة الريسان، وأكد اللواء على العزازي، مساعد مدير أمن شمال سيناء، أن التفجيرات لها تأثيراتها المباشرة في كل عمليات التنمية والمشروعات بالمحافظة، مشيرًا إلى أن هذا التفجير وما سبقه من عمليات تمت بنفس الأسلوب.
من ناحية أخرى أكدت مصادر بشركة جاسكو، أن هذا التفجير أدى إلى قطع إمدادات الغاز عن منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء، مشيرا إلى استمرار تدفق الغاز لمنازل المواطنين ومحطة توليد الكهرباء بالعريش.
وذكر شهود عيان أن 6 مسلحين وراء تفجير خط الغاز المؤدي للمنطقة الصناعية بوسط سيناء، وقالوا: "إن سيارتين إحداهما دفع رباعي والأخرى نصف نقل، كان يستقلها 6 ملثمين مسلحين، ترجل ثلاثة منهم، وحفروا على الخط ووضعوا المتفجرات، ثم استقلوا السيارتين وفروا هاربين، لتنفجر العبوة الناسفة، مخلفة ثقب في الخط، لتتصاعد بعدها السنة اللهب.
بينما أكد مصدر سيادي أن تفجير خط الغاز بمنطقة الريسان بوسط سيناء، جاء ردا على نجاح عملية الاستفتاء بمحافظة شمال سيناء، وأضاف المصدر، أن قوات الأمن بالمحافظة، أحبطت مخططا لإفساد عملية الاستفتاء عن طريق سيارة مفخخة في اليوم الثاني لها، ونجحت أجهزة الأمن في ضبط السيارة التي تحتوي على متفجرات و3 قنابل و3 أسلحة آلية، بمحيط إحدى لجان الاستفتاء بالعريش، والقبض على شخصين من تنظيم إرهابي كانا يستقلان السيارة.
ورجح مصدر أمني، أن تكون جماعة أنصار بيت المقدس وراء العملية، وقال: "إن تفجير خط الغاز تم بنفس الأسلوب الذي جرى به تفجير خطوط الغاز السابقة، والتي أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس عن مسئوليتها عن تلك العمليات".
وقالت مصادر بشركة جاسكو المشغلة لخط الغاز الطبيعي بشمال سيناء، إن عملية إصلاح الخط الذي تعرض لحادث تفجير اليوم تحتاج إلى أسبوعين على الأقل، لتبريد الخط، وإصلاحه.
أضافت المصادر، أنه يجرى تشكيل لجنة لتقدير حجم الخسائر الناتجة عن تفجير الخط، والتلفيات، علاوة على قيام الفنيين بإعادة الإصلاح لاستئناف ضخ الغاز لتشغيل مصانع الأسمنت وباقي المشروعات العاملة بالغاز في منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء.
من جهة أخرى، تبدأ غدا معاينات المعمل الجنائي التصويرية لتحديد أسلوب التفجير والمادة المستخدمة فيه، كما تباشر النيابة تحقيقاتها بسؤال شهود العيان عن ظروف وملابسات الواقعة.
ومن جانبه أدان الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الجمعة، حادث تفجير خط الغاز بمنطقة الريسان بوسط سيناء، وما شهدته بؤر محدودة في بعض المحافظات من أحداث عنف على أيدي عناصر إرهابية، مؤكدًا أن الدولة لن تسمح بالعبث بالمقدرات الاقتصادية لمصر، وستتصدى بقوة لكل من يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية.
وشدد رئيس الوزراء على أن الإرهاب الآثم، لن يثني مصر وشعبها العظيم عن المضي قدمًا في تنفيذ خارطة المستقبل، ولن ينجح في تعكير صفو ما حققه الوطن في المشاركة الشعبية الجارفة في عملية الاستفتاء على الوثيقة الدستورية الجديدة يومي 14 و15 يناير الجاري.
ومن ناحية أخرى، يتابع رئيس الوزراء، مع كل الجهات المعنية، تطورات الموقف أولًا بأول، داعيًا كل الأطراف إلى إعلاء المصلحة العليا للوطن فوق أي مصالح ضيقة، مشيرًا إلى ثقته في أن المستقبل يحمل لمصر الكثير من التفاؤل والاستقرار وآفاقًا هائلة من التطور.
كان مسلحون قد قاموا بتفجير خط الغاز المؤدي إلى المنطقة الصناعية بوسط سيناء للمرة الثامنة عشر منذ اندلاع ثورة يناير، عن طريق وضع عبوة ناسفة أسفل الخط.