رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. مصر فقدت تأثيرها على «حماس» برحيل «مرسي».. أمريكا لم تقرر بعد مواصلة المساعدات للقاهرة.. «الجهاد الإسلامي» تحصل على أموال من إيران مقابل إطلاق صواريخ

الصحف الأجنبية -
الصحف الأجنبية - صورة ارشيفية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الجمعة، بالعديد من قضايا الشرق الأوسط التي كان من أبرزها الاستفتاء على الدستور المصرى واستئناف المساعدات الأمريكية لمصر وخروج حماس من دائرة السيطرة المصرية وحصول منظمات فلسطينية على دعم مادي من إيران في مقابل إطلاق صواريخ على إسرائيل.

قالت شبكة "بلومبرج" الإخبارية: إن الدستور الجديد ليس بالضرورة أن يكون أسوأ من سابقه الذي كتبه الإسلاميون وعلى رأسهم جماعة الإخوان، بل تضمنت الوثيقة الجديدة حقوقا متساوية للنساء وجرم التعذيب ومواكبة الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان.

وزعمت الشبكة أنه يجب ألا ينخدع أحد بأن الدستور الجديد يكرس السلطة في يد الجيش والشرطة والمحاكم وأن القوات المسلحة ستكون خلال السنوات الثماني القادمة مستقلة عن السيطرة المدنية.

ورأت الشبكة أن "مصر" أضاعت فرصة كبيرة للإصلاح الحقيقي من خلال استبعاد الإخوان من المشهد السياسي وعدم مشاركتهم في صياغة الدستور الذي تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة رغم ضعف الإقبال.

من جهة أخرى قالت وكالة "فرانس برس": إن الإدارة الأمريكية تراقب من كثب نتائج الاستفتاء على الدستور، ولكنها لم تقرر بعد بشأن الإفراج عن 1.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية للحكام الجدد.

وأضاف مسئول أمريكي مساء أمس الخميس أن مجلس النواب الأمريكي وافق على مشروع الإنفاق الاتحادي، ولكنه ما زال قيد المناقشة داخل مجلس الشيوخ، لافتا إلى أن القانون يخول لواشنطن إرسال الدفعة الأولى من المساعدات والمقدرة بـ975 مليون دولار لمصر.

وأوضحت الوكالة أنه قبل مواصلة المساعدات العسكرية لمصر، يجب على وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" أن يصدق على نتيجة الاستفتاء الذي عقد في مصر يومي الثلاثاء والأربعاء وأن الحكومة المؤقتة تتخذ خطوات حقيقية لدعم التحول الديمقراطي.

ومن المقرر أن يتم تمرير نحو 576 مليون دولار إلى مصر في حال عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وأن يقر "كيري" بأن الحكومة الجديدة تحكم بشكل ديمقراطي.

ومن جانبها، قالت "جين بساكي"، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: "هناك مجموعة من العوامل ينظر إليها لإعادة تدفق المساعدات إلى مصر، ومجرد عقد الاستفتاء على الدستور لا يكفي لوصول هذه الأموال لمصر، فمن المهم أيضا للحكومة الانتقالية تعزيز بيئة إيجابية للمجتمع المدني وحماية حقوق الناشطين والجماعات السياسية".

وأشارت "بساكي" في بيان صحفي إلى أن الإدارة الأمريكية تراقب من كثب عملية الاستفتاء وتنتظر نتائجها المتوقع الإفصاح الرسمي عنها غدا السبت.

قال الكاتب الإسرائيلى "إيلى بردنشتاين": إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تسيطر عليها مخاوف من خرق حركة حماس لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أعقاب عملية "عامود سحاب" في نوفمبر من عام 2012.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي، في تقرير بصحيفة "معاريف"، اليوم الجمعة، أن التقديرات في القدس تشير إلى أن تأثير الفريق أول عبد الفتاح السيسى على حماس "ضئيل"، مقارنةً بما كان عليه الوضع في عهد الرئيس المعزول ورجل جماعة الإخوان الإرهابية "محمد مرسي".

واستطرد بأن التفاهمات مع حركة حماس ضعفت بشكل كبير، حيث تقول مصادر سياسية في القدس: إن إسرائيل تدرك أنه لا يمكن التوصل إلى تفاهمات وقف إطلاق النار، كما كان الأمر خلال عهد مرسي. مشيرًا إلى أن التفاهمات السابقة فقدت تأثيرها.

وأردف أن الأسابيع الأخيرة، شهدت زيادة ملحوظة في إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، والتي بلغت 17 صاروخًا منذ بداية العام الحالى.

وتابع: إن إسرائيل لا تجرى اتصالات مع حماس وإنما الأمر كان ملقى على عاتق الجانب المصرى. لافتًا إلى أن القدس تتطلب من المصريين الضغط على حماس للسيطرة على المنظمات المارقة، وللحفاظ على الهدنة التي تم التوصل إليها بعد عملية "عامود السحاب".

ونوه الكاتب الإسرائيلى إلى أن المصريين يرفضون الدخول في حوار جاد مع منظمة حماس، حتى لا يكون لذلك تأثير على دور الجيش في تدمير أنفاق التهريب، والمواجهة مع الإخوان وحماس.

وأشار إلى أن المحادثات التي تجرى بين مسئولي حماس في غزة والمخابرات المصرية، توضح أن "حماس" ليست مهتمة بالتصعيد ضد إسرائيل، وفى الوقت نفسه لا يمكنها فرض السيطرة على المنظمات المارقة التي تقوم بإطلاق الصواريخ على تل أبيب.

ولفت إلى أن الوضع في غزة، بحسب حماس، "صعب للغاية"، بسبب قيام المصريين بهدم الأنفاق من جهة وبسبب قبضة إسرائيل على القطاع من جهة أخرى. منوها بأن حماس تطالب مصر بالضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المواد إلى قطاع غزة وتخفيف الضغط، على النحو المتفق عليه وفقًا لتفاهمات وقف إطلاق النار.

وفي السياق ذاته قال مسئول عسكري إسرائيلي كبير لوكالة رويترز: إن حركة حماس الفلسطينية قد لا تكون مسئولة عن التصاعد الأخير في إطلاق الصواريخ من قطاع غزة الذي تحكمه لكنها ستتحمل العواقب إذا استمر إطلاق الصواريخ.

وأضاف المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه أن «حماس» يجب أن تتدخل لوضع حد للعنف الذي ألقى بالمسئولية على جماعات مسلحة أصغر تدعمها إيران.

وأكد المسئول أن «حماس» تحاول بذل قصارى جهدها لمنع عمليات الإطلاق لكن يمكنها أن تفعل المزيد ويجب عليها ذلك.

واتهمت حماس إسرائيل أمس الخميس بتصعيد التوتر وقالت إنها تتحمل المسئولية الكاملة عن المشاكل المتجددة.

وقال المسئول الكبير: «يفهم الجانبان أننا لن نعود إلى الأيام السابقة على عملية 2012»، وأضاف: «لن نعود إلى وضع يدوي فيه الإنذار الأحمر ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع في بلدات جنوب إسرائيل».

وأشار المسئول الإسرائيلي إلى أن حماس واصلت محاولتها للحفاظ على النظام ومنعت جماعات متشددة أصغر مثل حركة الجهاد الإسلامي من إطلاق صواريخ واعترف بأن ذلك كان مهمة صعبة.

وقال: إن بعض المسلحين يطلقون الصواريخ من مواقع بجوار منازلهم مما يجعل من الصعب منعهم وتكهن بأن الجماعات الأصغر تتلقى آلاف الدولارات من إيران مقابل كل إطلاق ناجح لصاروخ.
الجريدة الرسمية