رئيس التحرير
عصام كامل

اللجوء السياسي لقيادات «الإرهابية» أحدث طرق محاربة الإرادة المصرية.. لندن تتصدر مشهد إيواء الإخوان.. «الدولة القزم» تمنح 564 قيادة حق اللجوء والجنسية.. و«الغنوشي» يسير عل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حرب جديد للإرادة الشعبية المصرية أعلنتها بعض الدول الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، بإعلانها حق اللجوء السياسي لقيادات "الإرهابية" - سواء الهاربين أو المحبوسين على ذمة قضايا - متناسين في الوقت ذاته الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب المصري.


فعلى الرغم من العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي من السلطة، وتصدي قوات الأمن بالتعاون مع القوات المسلحة لإرهابيي "المعزول" ، إلا أن قيادات جماعة الإخوان الإرهابية لاذ بعضهم بالفرار والمتبقي منهم يعيث فسادا في البلاد إلا أن بعض الدول أعلنت وبشكل رسمي احتضانها لقيادات "الإرهابية" من خلال ما يعرف بحق اللجوء السياسي.

البداية كانت بتونس مفجر ثورات الربيع العربي، والتي أعلن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم منح حكومة بلاده اللجوء السياسي لأعضاء وقيادات جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا من خلال تصريحاته إن تونس بلد ديمقراطي ملتزمة بنظام الأمم المتحدة وأنه من حق كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تمنح اللجوء السياسي للسياسيين المضطهدين وتتزامن هذه التصريحات مع أنباء ترددت عن اعتزام التنظيم العالمي للإخوان عقد مؤتمره في تونس.

أما ليبيا فأعلن بشير الكبتي مراقب جماعة الإخوان الإرهابية عقب ثورة 30 يونيو، دعم ليبيا لحق اللجوء السياسي لأي مسئول مصري سواء كان من الإخوان أو غيرهم من الجماعات والأحزاب الإسلامية، هذه التصرحات أعقبت أحداث ثورة 30 من يونيو مباشرة.

أما الدولة القزم المعروفة بـ " قطر" فمنحت هي الأخرى أكثر من 564 قيادة من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والهاربين من العدالة حق اللجوء السياسي بالإضافة إلى الجنسية القطرية، كما قرر حاكمها الأمير تميم منح كل من محمود عزت المرشد المؤقت " للجماعة الإرهابية " والهارب من العدالة في مصر الجنسية القطرية، هو وعدد من قيادات "الإرهابية" وقيادات الجماعة الإسلامية، وعلى رأسهم الإرهابي عاصم عبد الماجد الذي طالبت السلطات المصرية حكومة قطر بتسليمه، كما وافق الحاكم القطري على تخصيص 54 مليون دولار كدفعة مالية أولى للإنفاق على النشاطات الإرهابية للإخوان.

كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها تبحث طلبات حق اللجوء السياسي المقدمة لها من بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين، حيث قام في السابق عصام الحداد مساعد الرئيس السابق للشئون الخارجية بالتقدم نيابة عن بعض الشخصيات أبرزهم محمد بديع المرشد العام للجماعة والقيادي محمود حسين وآخرون بطلبات لجوء سياسي إلى دولة ألمانيا.

تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الدول التي تحولت إلى أوكار إخوانية حيث تحتل بريطانيا المركز الأول في تعداد الإخوان بها نظرا لوجود عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية موجودون حاليا في بريطانيا خاصة العاصمة البريطانية "لندن" بعدما تحولت إلى مقر جديد للجماعة الإرهابية عقب هروب عناصر الجماعة الإرهابية لها عقب ثورة 30 من يونيو.

حيث فر إلى العاصمة البريطانية ثلاثة كوادر بالجماعة كانوا أعضاء بالبرلمان المنحل، وهم طاهر عبد المحسن، أحمد يوسف، وثروت أبو نافع، فضلا عن نائب المرشد ومؤرخ الجماعة جمعة أمين، كما تم تعيين إبراهيم منير المسئول عن مكتب الجماعة في لندن أمينا عاما للتنظيم في أوربا، ومن المعروف أنه في تسعينيات القرن الماضي أطلق على لندن" لندنستان " لاحتوائها على أعداد كثيرة من قيادات التنظيمات الإرهابية.

الجدير بالذكر أن جماعة الإخوان الإرهابية اتخذت من لندن مقرا لوسائل الإعلام الخاصة بها بما في ذلك موقعها الإلكتروني باللغة الإنجليزية "إخوان أون لاين" وقامت بتأسيس مركز جديد لوسائل الإعلام، يضم منى القزاز، شقيقة مستشار الشئون الخارجية للجماعة خالد القزاز، بالإضافة إلى عبد الله الحداد شقيق المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد.

وتعتبر بريطانيا من أكثر الدول التي تمنح حق اللجوء السياسي للمتهمين بالإرهاب على مستوى العالم، فقد منحت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حق اللجوء السياسي، على الرغم من أنه من أبرز الإرهابيين المطلوبين للمحاكمات الدولية، وكذلك منحت الإيراني "المنتصر البلوشي" حق اللجوء السياسي، ومن ثم الإقامة الدائمة التي جعلته يعامل كناشط سياسي تحميه الشرطة الإنجليزية رغم أنه متهم من قبل إيران بتهم تتعلق بالإرهاب.

كما منحت السلطات الإيطالية الشيخ "الحسيني عرمان" الشهير بـ"أبو عماد المصري" أو "شيخ ميلانو" حق اللجوء السياسي رغم اتهامه في عدد من القضايا الإرهابية والجهادية، وبالإضافة إلى ذلك فقد كانت بريطانيا ملجأ الإرهابي الأردني "محمود عثمان" الشهير بـ "أبو قتادة" الذي وصف في الماضي بأنه "سفير ابن لادن في أوربا" والذي حصل على اللجوء السياسي على الرغم من اتهامه في عدد من القضايا الإرهابية.

ولم يختلف الموقف الأمريكي عن الموقف البريطاني في دعم الإرهاب واستضافة الإرهابيين، ويعتبر الشيخ عمر عبد الرحمن أبرز الأمثلة على ذلك، فعلي الرغم من أنه عاش فترة في الولايات المتحدة وتمتع بالدعم الأمريكي له حينما أدار أحد المراكز والمساجد هناك، إلا أنه عوقب بالسجن مدى الحياة هناك، منذ عام 1993.



الجريدة الرسمية