رئيس التحرير
عصام كامل

الرقص الأعمى على إيقاع الوهم الأحمق


قطعا لاحظ الكثيرون غياب كثير من شباب الثورة, أو هكذا نسميهم, عن الاستفتاء على الدستور, قاطع معظمهم الموضوع كلية بينما ذهب القليل جدا معلناً رفضه لمشروع الدستور وهذا حق مطلق لهم لا يجرؤ أحد على منازعتهم فيه، ولكن.. هناك أسئلة عديدة يجب أن نطرحها عليهم أولها: هل قاطعتم لأنه دستور انقلابى كما يقول الإخوان؟ .... حسنا إن كان الأمر كذلك , لماذا شاركتمونا 30 يونيو مطالبين بإسقاط حكم المرشد ؟ هل كنتم تتخيلون أن المرشد وجماعته الإرهابية طيبون ودودون مسالمون بمجرد أن تأمروهم بالرحيل ينصاعون لكم و يسمعون الكلام مثل الأطفال الشطار  وينصرفون!!

هل مازلتم لا تدركون أن القوة الفجة والفاجرة لا بد لها من قوة أكبر منها أو مثلها لإزاحتها ؟ إن كنتم تدركون فتلك مصيبة، نعم لأنكم تكابرون و تزايدون على الوضع الحالى و تقلبون دور الجيش الوطنى فى الحفاظ على الوطن لخيانة واستبداد وهذا لم يحدث, أما إن كنتم لا تدركون ذلك وتودون البقاء فى الشوارع والميادين مطالبين بالرقص الأعمى على إيقاع الوهم فى دائرة مفرغة قوامها كلمة يسقط يسقط حكم المرشد أو العسكر, فهذا هو البلاء بعينه والسذاجة المفرطة التى لا تصلح فى عالم السياسة ولا فى أتون الثورات.

إن لم يكن الأمر كذلك, فما هو اعتراضكم على الدستور! أهو من حيث مواده التى أجمع غالبية الشعب عليها وهى رائعة بالفعل؟ أم هل هو اعتراضكم على مادة واحدة وهي الخاصة بالمحاكمات العسكرية للمدنيين إذا تعدوا على منشآت عسكرية؟ هى مادة تفرضها ظروف قهرية كلنا نمر بها، فالإرهابيون الجبناء يقتلون حنودنا يوميا ويعتدون على حراسنا بينما نحن نرفل فى نعيم الكافيهات و دفء البيوت و سمر الفيس بوك و معارك تويتر التافهة.

هل الاعتراض على مجمل مواد الدستور المليء بالعوار الذى لا يراه غيركم ؟ إذن الشعب عندنا أعمى و جاهل و أحمق ولا يملك سواكم لتنيروا له طريقه... حسنا كان من المفترض أن تنزلوا و ترفضوا وتبينوا وجهة نظركم وتعلموا الشعب الجاهل الأعمى بدلا من مشاطرة إخوانكم فى الجماعة الإرهابية مقاطعة الاستفتاء .

يتبقى سؤال خبيث, عذرا فى طرحه .... هل لو كان البوب الصالح , رجل الحرية والمبادئ والعدالة والديمقراطية الحقة والمطالب دوما بالدستور أولا , مستر البرادعى المقيم دوما فى فيينا, مشاركا فى هذه الحكومة ونائبا لرئيس الجمهورية كما كان قبل استقالته مع فض رابعة, هل كنتم ستقاطعون الدستور وترفضون مجرد إبداء رأيكم فيه مهمشين أنفسكم عمدا و مهدرين لأى دور سياسى لكم مستقبلا بعد أن وضعكم الشعب فى خانة واحدة مع أعدائه من التنظيم الإرهابي وحلفائه من الكتلة الوهابية السلفية التى خدعت الجميع ولم يقدر عليها حتى حزبها المسمى بحزب النور!!!

للأسف لن ينفعكم تويتر و لا البوب الصالح و لا البوب كورن , حتى السخرية على الفيس بوك و التندر على البسطاء الذين رقصوا من شدة فرحهم بالأمل, مجرد الأمل فى استقرار وطنهم , لن تجدى , هم رقصوا طربا على أنغام واقعية بينما أنتم للأسف تراقصون أنفسكم وهما.
الجريدة الرسمية