رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "هوس" التنقيب عن الآثار يصيب "المنايفة".. جبانة قويسنا الأثرية اختفت تحت أكوام القمامة.. تجار الآثار يتخذون مشروع المحاجر ستارا لهم.. "تمرد المنوفية" تدشن حملة جديدة لحماية الآثار

فيتو

سرقة من نوع خاص للآثار بمحافظة المنوفية، وبطريق غير شرعى عن طريق التنقيب عن الآثار بالمنازل والأماكن المختلفة، وخاصة بعد حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورتى يناير و30 يونيو، ما أدى إلى حدوث حالة من الفوضى العارمة في سبيل تحقيق حلم الثراء السريع بالسير وراء الدجالين للحصول على الآثار وبيعها وتهريبها على الرغم من كثرة المحاضر والضحايا التي زخرت بها أقسام الشرطة وتحقيقات النيابة في وقائع تنقيب عن الآثار. 

وتنتشر الآثار بالعديد من الأماكن المتفرقة كما رصدتها هيئة تفتيش آثار المنوفية، والتي تتواجد في جبانة قويسنا، وقرية البندارية بتلا، وزاوية رزين بمنوف، وقرية الفرعونية باشمون، ومسجد سيدى شبل بالشهداء، إلا أن المسئولين في هذه المراكز يطالبون بضرورة حماية هذه الآثار وجمعها في مكان واحد للاستفادة منها ووضع المحافظة على قائمة المحافظات السياحية والقضاء على السرقة والنهب التي تعرضت له خاصة في الفترة التي أعقبت الثورة والتي ولدت حالة من الانفلات الأمني وعدم الاستقرار ما أدى إلى زيادة السرقات في هذه الأماكن. 

وأصبح التنقيب عن الآثار يشكل هوسا لجميع الأهالي بمختلف أعمارهم وثقافاتهم من خلال تزيين الدجالين للأهالى بوجود آثار مدفونة أسفل منازلهم ومطلوب بعض التكاليف لإخراجها ويبدأ مسلسل الاستنزاف من الدجال والأمل للضحية في الحصول على الغنى السريع والذي يستيقظ من حلمه إما خلف القضبان أو ميتا في أحد الحفر التي حفرها أو معدما لانتهاء ماله بحثا عن السراب، أو يدخل مستشفى الأمراض النفسية.

وبالنظر لمحاضر الشرطة سنجد العديد من الوقائع من قتلى وضحايا البحث عن الآثار والتي تزخر بها محاضر الشرطة وتحقيقات النيابة، فلا يكاد يمر شهر إلا ويسقط أحدهم قتيلا أسفل حفرة حفرها بحثا عن الآثار أو كشفت الشرطة عن محاولة لسرقة الآثار في منطقة ما، وسقط في شهر واحد طبقا لمحاضر الشرطة أكثر من خمسة قتلى تحت انقاض الحفر، فضلا عن القبض على أكثر من عشرة أفراد آخرين قبعوا خلف القضبان. 

ففى مركز الباجور تمكنت الشرطة العسكرية بالمنوفية من القبض على زوج وزوجته واثنين آخرين أثناء قيامهم بأعمال الحفر والتنقيب عن الآثار داخل المنزل وحفر غرفتين متجاورتين بعمق 10 أمتار وعرض 2 متر ووجود هياكل حديدية داخل الحفر لمنعها من الانهيار، وتم القبض عليهم وتحرير المحضر رقم 1384 إدارى مركز الباجور.

وفى مركز منوف تم القبض على تشكيل عصابي يتزعمه موظف بهيئة الآثار الوجه البحرى، تخصص في التنقيب عن الآثار بقري المركز واثنين آخرين، أثناء تنقيبهم عن الآثار بقرية زاوية رزين، وبحوزتهم معدات الحفر، وتم تحرير محضر برقم 19960 جنح مركز منوف، والقبض على تاجر ملابس بتهمة البحث والتنقيب عن الآثار وبحوزته 3 قطع أثرية ترجع إلى العصر الرومانى.

وما بين الأحياء والأموات، ترقد المومياوات والتماثيل المختلفة والتي تعود إلى عصور فرعونية وبطلمية ورومانية، وما بين التوابيت واللوحات والعظام التي اختلطت بالرمال التي أخذها اللصوص ستارا لهم ليتربحوا من الآثار المتواجدة بجبانة قويسنا، يعيش أهالي المنوفية حلم إنشاء متحف أثرى يضم ما تحويه أكبر مقبرة اثرية بالمنوفية والتي تمتد على مساحة 365 فدانا يسبقها أكثر من 30 فدانا مليء بالقمامة، وأهملها رجال النظام السابق.

وأكد أهالي قويسنا أن العديد من الذين عملوا في تجارة الآثار اتخذوا من مشروع المحاجر المجاور للمنطقة الأثرية بقويسنا ستارا حتى يتمكنوا من سرقة الآثار وتهريبها في تريلات الرمال مطالبا بتكثيف الحراسة على المنطقة وتكليف فرقة أمنية من شرطة السياحة والآثار لحماية المنطقة من أعمال النهب والسرقة وتجارة الآثار.

فيما استنكرت أمينة التلاوي، مدير مركز النيل للإعلام بالمنوفية غياب الدولة عن القيام بدورها في حماية المنطقة الأثرية بقويسنا خاصة بعد التعديات الكبيرة عليها بعد الثورة، مشيرة إلى أن عمليات السلب والنهب بالجبانة تمت بمباركة رموز الحزب الوطني المنحل وأن التعديات تمت على مئات الأفدنة بها وإلقاء المخلفات بها بسبب بناء المنطقة الصناعية بالقرب من المنطقة الأثرية، مطالبة بضرورة حماية هذه المنطقة الأثرية خاصة أنها مسجلة وخاضعة لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1990.

تابعت "التلاوي" أنه منذ اكتشاف المنطقة إلى الآن لم تلق أي اهتمام من قبل المسئولين أو المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور زاهي حواس سوى أنه قام بتخصيص مبلغ 20 ألف جنيه لاستكمال الحفر بالمنطقة وسط سخط وغضب من الأهالي، مشيرة إلى أن رجال النظام السابق " أرادوا أن يجعلوا المنطقة كلها ترابا ويقضوا على آثار وتاريخ مصر عندما تقدم أحدهم بمقترح بإنشاء سجن بالمنطقة وبالفعل تمت الموافقة عليه، واستعان بأحد رجال مجلس الشعب وتم إنهاء الأمر مع جمال مبارك. 

وأكدت "التلاوي" أن مؤسسة "هانس زايدل"، الألمانية قامت بزيارة للموقع، برئاسة الدكتور جبيرت رايز وزير التعاون والاتصال الألماني الذي أعرب عن انبهاره بما شاهده كما قام أحد الخبراء الأجانب برفع أحد الأجزاء لإناء من الفخار وقلبها ثم وضعها ثانية في مكانها، بالإضافة إلى زيارة فوج سياحي ضم 12 سائحا إنجليزيا من بينهم دارسون للآثار المصرية بمعهد آثار لندن ما أدى إلى لفت أنظار العالم إلى أهميتها السياحية والأثرية.

فيما دشنت حركة تمرد بالمنوفية حملة جديدة لحماية الآثار تحت اسم "الحملة الوطنية لحماية آثار المنوفية" على صفحات التواصل الاجتماعى فيس بوك، من أجل حماية الآثار بالمنوفية، وذلك بالتعاون مع أمينة التلاوى مديرة مركز النيل للإعلام بشبين الكوم كمتحدثة إعلامية باسم الحملة، ومحمد أبو ستيت منسقا عاما، وأحمد عزت مستشارا قانونيا. 

وأكد محمد أبو ستيت المنسق العام، أن حركة تمرد المنوفية تحرص على حماية آثار مصر التى لا تقل عن ثلث آثار العالم وتحتاج إلى متحف عالمى لحمايتها - إلا أنها سقطت من حسابات المسئولين عن الآثار والسياحة منذ زمن بعيد - عمدًا أو جهلًا - رغم اسمها الفرعوني "مون فرو" أو "من نفر" وهو الأرض الطيبة وهذا وحده كان كافيًا للاهتمام بها والبحث عن آثارها الدفينة في الفرعونية بأشمون وفي "مصطاي حاليًا بمركز قويسنا" أو برزقع "زاوية رزين بمنوف" وان تنن أو البتانون حاليًا مركز شبين الكوم وتل البندارية بتلا وفي جبانة قويسنا التي تم اكتشافها عام 1990 وعثر فيها على ثلاثة آلاف أثر فرعوني وبطلمي وروماني من جبانة.
الجريدة الرسمية