رئيس التحرير
عصام كامل

الحزب الوطني ثوب أسود في تاريخ مصر


عاد الحزب الوطني من جديد يطل علينا بوجهه القبيح ومن خلال عناصره المسئولة عن تهميش وتجريف وتهليب وتخريب مصر علي مدار 30 سنة .. عاد الحزب الوطني الذي أحرقت ثورة 25 يناير مقره الذي يرمز للبؤس والفقر والجهل والمرض الذي ذرعه في ارض مصر وشعبها علي مدار فترة شهدت أسوأ حكم في التاريخ .

عودة الحزب هي عودة للوراء ونبرة سيئة تنم عن أننا في الطريق إلي حكم فاشستي لتضيع مصر على أساس أن جذوة الثورة قد خمدت, وخفتت نيرانها وتلاشت حرارتها. وعقب حكم الإخوان الدموي الذي جاء قبحه لتحتل كراهيته قلوب المصريين.. لقد ظن لصوص الشعب آن مصر بعد الموجة الثانية للثورة في 30 يونيو وبعد حجم المآسي التي حصدها الوطن نتيجة حكم الإخوان علي مدار عام .. أقول ظنوا و هنا كل الظن إثم وليس بعضه , لأن كراهية الشعب للحزب الوطني هي كراهية التحريم كراهية مشروعة فقد تجرعها الفلاحون والعمال وكل فئات المجتمع , تجرعوها بكل مرارتها قطرة قطرة تمر بكل عناصرها علي اللسان وبطريقة التمعن في التنكيل والتعذيب للشعب وليس التجرع مرة واحدة !.

فقد حصد الوطن تدمير ثروته البشرية ممثلة في الأمراض التي أخذت تضرب البنيان البشري من فيروسات كبدية وصل حامليها من المصريين إلي أكثر من 15 مليون شخص في سن العمل وفي مراحل عمرية مختلفة وأكثر من 400 ألف مريض بالسرطان وأكثر من 2 مليون مصابون بالقلب وملايين مصابون بعشرات من الأمراض الأخرى والخطيرة ومنها الفشلان الكبدي والكلوي نتيجة للأغذية الفاسدة والمتسرطنة المستوردة بالإضافة إلي شرب المياه الممزوجة بالصرف غير الصحي!.

وساعد في ازديادها وانتشارها انهيار منظومة الصحة فلا مستشفيات ولا أدوية , بينما الأطباء انشغلوا بالعمل في ورديات متلاحقة بالمستوصفات التي عرفت طريقها وفي إطار ما يسمي بيزنس الصحة ليصبح العنصر الفني البشري في الطب ما هو إلا آلة لتحصيل تكاليف الحياة التي لا تطاق ومع رواتب هزيلة أفقدته القدرة علي التعلم والتدريب ومتابعة كل ما هو جديد في عالم الطب , وهنا سقطت الصحة ومعها البشر.

أما التعليم فقد حصدت مصر الجهل من مناهج متخلفة تحولت العقول الغضة على إثرها إلى نماذج من التطرف والتعصب والجهل فامتزجت أمراض الأبدان بأمراض العقول فكان التخلف بينما كانت عمليات التجريف لكل ما هو مفيد ونافع بعميلة تهجير انتهي إليها كل من كان يحاول الإصلاح فيصطدم بخريطة السياسة التي دشنها الحزب الوطني وهو لا صوت يعلو علي صوت المحسوبية فكانت الطبقة الطفيلية بكل الجهل هي التي حكمت مصر ولمدة 30 سنة وكان خلعها يتطلب الكثير من المعاناة ومع سقوطها الكل هرول للاحتفال بالانتصار بينما كانت الفئة الأكثر إعدادا واستعدادا قد انقضت لتسيطر وتصل إلي سدنة الحكم بأسلوب ما يسمي العدالة غير المشروعة أو الباطل الذي يراد به باطل.

وتمكن الإخوان من السيطرة علي كل شيء وهو ما دفع الشعب للقيام بموجة جديدة من الثورة لتسقط الحكم النازي للإخوان . ومع سيطرة كراهية الإخوان علي صفحات القلوب لمعظم المصريين أخذ فساد الحزب الوطني يعود من جديد متغلغلا يحاول أن يحل محل الإخوان في المشهد بينما الكل منشغل بالإرهاب الذي أخذ يدمر ويفجر ويرهب الشعب من جديد.

ولكن على القيادات التي تتستر بأحزاب وبشخصيات نفترض فيهم الاحترام يجب أن يعلموا أنه من الصعب على حزب أفسد ودمر وخرب مصر علي مدار 30 سنة وعاد بها إلى الوراء 200 سنة.. أقول لعلهم أن يعلموا أنهم نقطة سوداء في ثوب الوطن.

وبالتالي لن يسمح أحد لهم أن يعودوا من خلال عملية غسيل سمعة, لأن العودة من خلالهم إلى الساحة سوف تعني أن على مصر أن تقبل بارتداء ثوب أسود وبعد أن أصبح الحزب الفاسد بما يتضمنه من قيادات وعناصر فاسدة مجرد بقعة سوداء.
الجريدة الرسمية