رئيس التحرير
عصام كامل

بل دعوة للملحدين ! ( 3 )


ردود الأفعال علي هذه السلسلة تشجعنا ولله الحمد علي استكمالها .. حتى في ظل الاتجاه العام للكتابة عن الدستور والاستفتاء وما جرى من تحدي من شعب مصر العظيم.. ولكن فليبق مقال الجمعة إلى ما شاء الله له أن يبقى حول موضوعنا هذا.. فالظاهرة تتزايد.. وليس مطلوبا منا إيقافها أو التصدي لها.. فنحن أقل من ذلك بكثير.. ولكنه في الأصل قبول لدعوة الحوار التي يدعو لها الملحدون دائما.. والمثير أننا لما قبلناها هربوا ! بل سبوا وشتموا !


المهم.. تعالوا نفوت الفرصة عليهم.. تعالوا نوقف مداد الكلمات التي يوجهونها لنا .. فمثلا.. عندما نسأل : هل تؤمنون بالقرآن ؟ ستكون الإجابة من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام هي نعم.. والسؤال: هل تؤمنون أن القرآن حي ؟ ستكون الإجابة : نعم..كله وحي ..والسؤال : هل تؤمنون بالبخاري ؟ سيقولون : نعم.. نحترمه ونجله وكتابه في الحديث أدق كتاب بعد كتاب الله تعالى ..

ونسأل : أدق كتاب بعد كتاب الله..لكن هل هو وحي من السماء ؟ سيقولون : لا..إنه عمل بشري خالص يؤجر عليه البخاري ويشكر..فقد حافظ لنا على الحديث النبوي الشريف.. والسؤال : ماذا لو تعارض نص من القرآن مع حديث جاء في البخاري ؟ سيقولون : لا..لا..لا يتعارض هذا مع ذاك ..ونسأل : إذن أنتم ترفعون من شأن كتاب البخاري إلى مصاف القرآن؟

سيقولون: لا..لكنه من الصعب أن يتعارضا.. ونسأل: وعندما يقول القرآن : " فاعتزلوا النساء في المحيض " والاعتزال يفيد الاجتناب والابتعاد.. ثم يروي البخاري أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان إن أراد أن يباشر إحدى زوجاته كان يأمرها أن تتزر ليباشرها وهي حائض !!! فماذا ستفعل ؟

سيقولون : ابن كثير يقول لا تناقض.. والشوكاني تقريبا قال لا تناقض..والمعنى أن الممنوع فقط هو العلاقة الزوجية الكاملة والتي يمنعها الحيض وخلاف ذلك مباح !! ونسأل: هل تعرفون أنكم الآن تفضلون البخاري عن القرآن ؟ إنكم من أجل إثبات أن الكلام صحيح تظهرون أن الرسول لا يلتزم بتعاليم ربه؟ لأنكم توقعون الإسلام في مأزق..لأنكم تصرون على التوفيق الي حد التلفيق بين الحديث والقرآن.. حتى لو كان الحديث غير صحيح.. حتى لو جاء في البخاري..

لأنكم تعبدون البخاري من دون الله على خلاف ما أراد البخاري نفسه.. وتقولون الآن ببساطة إن الصراع بين الشهوة من جانب.. والصبر والصيام والعبادة من جانب آخر انتهى لصالح الشهوة !! وحاشا لله أن يكون ذلك..أليس كذلك ؟ سيقولون :لا..إنك فهمت خطئا..فالإمام الشوكاني نفسه في تفسيره يقول إن المعنى هو المجالسة والمخالطة أثناء الحيض !!!

وهنا نسأل: وهل المجالسة تحتاج إلى حديث ؟ وهل إن احتاجت إلى حديث فهل تحتاج إلى وضع الإزار ؟ وإلا فيما جاء الإزار أصلا ؟

يا سادة : ما خالف القرآن لم يقله يقينا محمد صلى الله عليه وسلم .. والبخاري بشر.. قام بعمل عظيم جدا ورائع جدا.. وله منا الشكر ومن الله الأجر.. ولكنه يظل بشرا.. يدس عليه وإليه وليس معصوما.. فالعصمة لله وحده وكتاب الله القرآن.. لا تعطوا خصوم الإسلام فرصة للهجوم عليه.. ثم تغضبون من تزايد أعداد الملحدين.. ونحن لا نقول القرآن وكفى.. بل القرآن وما توافق معه من السنة الشريفة المطهرة..

إن فعلنا ذلك .. أغلقنا ألف باب للتهجم والتبجح على الإسلام .. وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق تبقى الدعوة مفتوحة للحوار مع الملحدين.. الذين يحلوا حوارهم مع أهل الخرافة والجهل والتفسير السيئ للآيات والتفسير المنحرف للحديث الشريف... لكننا سنغلق أمامهم كل الأبواب.. وعلى أهل الإسلام إغلاقها بالفعل... اللهم بلغت!
الجريدة الرسمية