ترشح السيسي يضع الإدارة الأمريكية في مأزق خوفًا من كشف المستور.. مسئول أمريكي يطالب الببلاوي بإثنائه عن الترشح.. ضغوط على قادة عرب لوقف السيناريو الوشيك.. أمريكا وإسرائيل تخشيان «ناصر» جديدً
وضعت نتيجة الاستفتاء غير المسبوقة على الدستور الجديد إدارة الرئيس الامريكى أوباما في مأزق كبير إذ فتحت هذه الخطوة الباب واسعا لترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى في انتخابات الرئاسة المصرية بعد أن "كشف المؤامرة الأمريكية لزعزعة الاستقرار في مصر، وحال دون أن تتحول مصر إلى سوريا أخرى، وقضى على مشروع الشرق الأوسط الجديد" حسبما أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الأسبق الجنرال هيو شيلتون.
وفي تطور لافت للنظر استبقت الإدارة الأمريكية نتيجة الاستفتاء على الدستور وأجرت اتصالات محمومة طوال يوم أمس مع قادة المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت تطالبهم بالتدخل على نحو عاجل لإثناء السيسي عن الترشح للرئاسة مهما كانت الضغوط الشعبية.
مؤكدة أنها تنظر للأمر بكثير من الريبة وتعيد النظر كثيرا في إمكانية اعتبار ما حدث مجرد «انقلاب ناعم» وفي نفس الإطار كانت اتصالات تمت بين مسؤولين أمريكان ورئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي تصب في نفس الاتجاه.
وطلب مسئول أمريكي كبير من الببلاوي توصيل رسالة -غير رسمية- مفادها أنه من الأفضل أن تسبق الانتخابات البرلمانية الانتخابات الرئاسية، لتطمئن الإدارة الأمريكية إلى مقومات الديمقراطية، وأنها لن تقبل برئيس عسكري يجمع سلطة التشريع والسلطة التنفيذية معًا.
وهدد المسئول الأمريكي الببلاوي من أنه يمكن أن يطاله الأذى إذا ما دعمت أمريكا بشكل أو بآخر الإجراءات التي يتخذها الإخوان، بشأن تحريك دعوى في الجنائية الدولية ضد القادة الحاليين في مصر بحسب صحيفة الموندو الإسبانية التي أكدت بشكل قاطع أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض بشكل قاطع ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسى رئيسًا للجمهورية.
وأن وزير الدفاع الأمريكى «تشاك هيجل» أجرى مؤخرًا عدة اتصالات بشخصيات مع جهات سيادية مصرية، وتحدث معها حول ضرورة إقناع «السيسى» بعدم خوض الانتخابات.. وأن «هيجل» أبلغ مسئولًا بارزا في القوات المسلحة المصرية، بأن واشنطن غير مطمئنة للمعلومات التي وصلت إليها عن اعتزام السيسى خوض سباق الرئاسة، وأنه على المؤسسة العسكرية أن تخرج من الصراع السياسي الدائر في مصر، ولا تدفع أو تدعم أي مرشح رئاسى.
وأن هناك ضغوطا أكبر مما يتصور أي شخص من الولايات المتحدة على الجانب المصري للحيلولة دون ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي، للانتخابات الرئاسية المقبلة.
الاتصالات الأمريكية جاءت بعد أن فشلت الإدارة الأمريكية ومفوضون من البنتاجون الأمريكي في التواصل مع الفريق السيسي وفي ظل عزوف وزير الدفاع الأمريكي عن التدخل في الأمر كونه يرى أن التدخل الأمريكي هذه المرة د يعود بالضرر بصورة لا يمكن إصلاحها على العلاقات المصرية الأمريكية، وقدر بأن أي تراجع للسيسي عن الترشح سيعده المصريون تأثرًا بالضغط الأمريكي، وبالتالي تصبح المصالح الأمريكية في مصر عرضة للخطر.
وما يثير الدهشة أن أمريكا التي تتشدق بالديمقراطية ترفض الاحتكام لقواعد الديمقراطية ذاتها.. ترفض حتى ترشح «السيسي» في انتخابات الرئاسة..!!!
ولم يعد سرًا أن الولايات المتحدة ترفض أن يكون الفريق أول عبدالفتاح السيسي رئيسًا لمصر، ورفضها يبقى سرًا تخشى أمريكا الاقتراب منه أو حتى كشفه، فأمريكا تخشى على مصلحة إسرائيل، وهى من أولويات الإدارة الأمريكية، فشغلهم الشاغل وهمهم الأكبر هو السهر على راحة إسرائيل وحمايتها وازدهارها وضمان تفوقها على كل دول الشرق الأوسط، وهى تخشى ميلاد جمال عبد الناصر من جديد في شخص السيسى، الذي أجهض ومعه المؤسسة العسكرية المصرية مخطط تقسيم الشرق الأوسط.
أمريكا أعدت وقررت تقسيم الشرق الأوسط إلى عدة دويلات وتحويله إلى منطقة معارك بين السنة والشيعة، والمخطط بدأته أمريكا منذ احتلال العراق عام 2003 عندما تخلصت من أحد أقوى الجيوش العربية، ولم يعد أمامها سوى الجيش المصري، وكل هذا من أجل الحفاظ والحرص على أمن إسرائيل.
فالمخطط الأمريكي كان يتضمن منح الفلسطينيين وطنًا بديلًا في سيناء لكي تضع إسرائيل يدها على كامل التراب الفلسطيني، وهو أمر كاد يحدث لولا ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان، الذي أسقط معه أحلام أمريكا في تحطيم الجيش وفي إقامة وطن بديل للفلسطينيين في سيناء.
ولهذا كانت ثورة 30 يونيو صفعة مصرية قوية على وجه الإدارة الأمريكية، وتسعى أمريكا حاليًا لرد الصفعة للجيش المصري الذي ساند ثورة الشعب في 30 يونيو.