رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة عبد الناصر تلهمنا الصواب دائما


شاءت حكمة الله العلى القدير وعظمة تدبيره أن يكون يوم الذكرى السادسة والتسعين على ميلاد خالد الذكر جمال عبد الناصر هو يوم ضربة البداية لخريطة المستقبل في يوم الخامس عشر يناير 2014 وهو ذاته يوم ميلاد الزعيم ولا تغيب دلالة المعنى على أحد، إذ إن الموافقة على الدستور المصري بما يشبه الإجماع الذي يشكل ميلادا حقيقيا لمصر التي تجسد طموح أبنائها في حياة حرة وكريمة، وإذا كان الحديث يأخذنا إلى حياة الزعيم وتجسده حضورا رغم مرور 43 عاما و8 شهور على رحيله.


فذاكرة المصريين النبلاء لا يسقط منها أبدا أصحاب الفضل من الرجال البواسل والزعماء الأبرار وجمال عبد الناصر في المقدمة دائما أثر وتأثيرا وفيما رسخه من قيم وأرساه من تقاليد ثورية مازالت قادرة أن تلهم وتعلم الجماهير وتحفز إرادتها تلك الجماهير الحفية بالثورة المتعطشة لبناء مصر المبراة من كل أوجه القصور والسلبيات العاكسة لحياة جديدة نأملها جميعا وتتطلع إليها دائما نستكمل بها الإنجازات العظيمة لسنوات المجد.

وعبد الناصر سجله حافل بالإنجازات كما أنه الرجل الذي توحد فكره ومبادئه مع سلوكه إذا قال صدق وإذا وعد أوفى. 

فهو رغم رحيله في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر 1970 إلا أنه يزداد حضورا وتألقا ويصبح السؤال المنطقي لماذا؟ والإجابة سهلة ويسيرة لأنه ترجم طموحات شعبه في الحرية إلى واقع حي ورغم أن خصومه حاولوا جاهدين على استحياء إبان حياته وبفجور فاحش بعد رحيله حاولوا أن يسلبوا الرجل كل ميزة له وأن يشوهوا كل إنجاز حققه شككوا في مبادئه ولكن الأيام أثبتت صدق مبادئه وعظمة توجهاته فلقد تحدثوا طويلا أن السد العالي أضر بالأرض الزراعية ولا ضرورة له لتأتى سنوات شحيحة فيضانها ليكون السد العالي هو صمام الأمان الذي حمى مصر وتأتى سنوات بفيضانات عالية ومدمرة لولا السد العلى لغرق الزرع ومات الضرع وتهدمت القرى وهذا فضلا عن الطاقة الكهربائية التي يوفرها السد.

أما عن الحرية التي ادعوا عليه زورا وبهتانا أنه خنقها فلنقرأ ما كتبه المفكر الإسلامي الكبير خالد محمد خالد وأكده د. غالى شكري قائلا: كان خالد محمد خالد يؤمن بأن هناك شيئا خفيا يربطه بعبد الناصر وأنه لو آمن بالتناسخ سيعتقد أنه وعبد الناصر كانا صديقين متلازمين في زمن ما ولقد بدا احتكاكه بعبد الناصر بعد قيام الثورة مباشرة حيث صادرت الرقابة الطبعة الثالثة من كتاب (مواطنون لا رعايا).

ورغم تقرير الرقابة إلا أن عبد الناصر فور علمه بقرار الرقابة أصدر قراره بطبع الكتاب وتوزيعه وكانت الرقابة قد صادرته وهذا الموقف تكرر كثيرا مع المفكرين والكتاب والفنانين التي اعترضت الرقابة على أعمالهم ولعل موافقته على طبع كتاب سيد قطب (معالم على الطريق ) رغم اعتراض الرقابة عليه في طبعاته المختلفة إلا أن عبد الناصر كان يأمر بطبع الكتاب ولكن عندما تكرر طبع الكتاب في أربع طبعات متوالية في أقل من 6 شهور أمر عبد الناصر بالطبع ولكنه أضاف إلى تأشيرته هناك تنظيم وهذا ما كشفته أجهزة الأمن فلم يكن عبد الناصر ضد الحرية ولكنه كان ضد كل ما يهدد أمن مصر.

كان يبشر بالحرية من أجل بلاده وكل بلاد العالم ولقد حقق في ذلك إنجازا ملموسا وناضل لحياة كريمة وحرة لكل أبناء الشعب واستطاع أن يجعل العدل قاعدة يرتكز عليها وينطلق منها كل نشاط بشرى. ومن هنا كان حضوره الدائم في وجدان الشعب كقائد ومعلم وملهم كان أيقونة ثورتي مصر في 25 يناير 2011 وثورة 30 يونيو 2013.

وأيضا كانت مواقفه في مواجهة الإرهاب واقتلاع جذوره وشاقته حاضرة كذلك لأنه كان يحمى حق الحياة للبشر الأسوياء ويمنع الضرر عنهم وتظل رسالة عبد الناصر ودرسه البالغ الذي يلهمنا الصواب دائما وصية نلتزم بها ونترسم طريق الخلاص والنجاة.
الجريدة الرسمية