رئيس التحرير
عصام كامل

وزير ورئيس.. ونيران صديقة!


أطلق وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس، فى إدارتي بوش الابن وأوباما اﻹخواني، مذكراته الثلاثاء الماضي، بعنوان "الواجب العسكري: مذكرات وزير دفاع"، كشف فيها جيتس أسرار المغامرات الأمريكية خلال الفترة من 2006 حتى 2011، وقد خاض خلالها حربين فى أفغانستان والعراق، وقد استقبلت الصحف الكبري اعترافات أجرأ وزير دفاع فى أخطر حقبة بالنسبة للشرق اﻷوسط، وتأثير قرارات الغزو أو التدخل العسكري على صورة الدولة الأمريكية، استقبلتها بالنقد والعرض، بل والترحيب بمنهج المعترف فى كشف طبيعة الشخوص السياسية، والأمنية والعسكرية.. وقد فضح ضحالتها ووجه انتقادات لاذعة لأوباما ونائبه بايدن كما صب غضبه على الكونجرس الذي خفض مخصصات الحرب والبنتاجون بينما القوات تواجه الإرهاب.


قال جيتس: إنه وافق على رغبة أوباما فى الاستمرار كوزير دفاع.. و"كنت أجلس هناك.. أمامي رئيس جديد، بلا خبرة، عاقد العزم على تغيير المسار، وبالقدر ذاته يعتزم، من اليوم الأول فى مكتبه، الفوز بفترة حكم جديدة.. كان واضحا عدم ثقة الرئيس فى قائده الميداني فى أفغانستان دافيد بترايوس، كما فقد الثقة فى الـ30 ألف جندي الذين أرسلهم تعزيزا لحكم قرضاي، وكان يعتبر تلك الحرب قضية لا تخصه!". 

اعتبر جيتس غزو العراق كارثة تاريخية أدت إلى إضعاف الولايات المتحدة، وتراجع القدرة على مواجهة الإرهاب فى أفغانستان، بل ظلت تلك الحرب تلقى بظلالها مثل عقدة فيتنام، على كل مناقشة سياسية أو أمنية أو عسكرية فى أروقة جهات بحث وفحص واتخاذ القرار ترتيبا لتدخل أو غزو محتمل فى الشرق الأوسط، كان باراك أوباما يريد الخروج من أفغانستان لكن المجتمعين لم يكونوا من أنصار التهدئة، كانوا على حد قوله مجموعة لديها نهم لشن الحروب، كانوا من "النافخين فى النار" لتأجيج الأزمات، كما وصفهم بالضبط، تركوا آثارا حاسمة على قرارات الرئيسين بوش وأوباما، فى تصدير الحروب للعالم، وجعل صورة أمريكا الدولة المسلحة الجاهزة لمعالجة أي أزمة بقوة الغزو أو التدخل أو التحريض.

لم تعد المعالجة السياسية هي الخيار الأول.. اللجوء للسلاح أطاح بالسياسة، واستسهل الرؤساء الأمريكيون فى العقود الأخيرة سياسات القوة.. تلك المجموعة ضمت مستشاري الأمن القومي ومراكز البحوث والرئاسة..

قال جيتس أيضا: إن النخبة العقائدية فى الإدارة الأمريكية هي وراء غزو العراق والتدخل العسكري الحاسم فى ليبيا، وفى سوريا، وفى السودان لم يذكر مصر فى هذا المقطع، سيأتي وقت تتكشف فيه حقائق الصهيونية الصليبية الحاكمة والمتآمرة مع تيارات الإسلام السياسي، لتفتيتها، وإعادة تصويب فوهة البندقية إلى صدورها.

الكتاب لا يزال موضع جدل عنيف فى أمريكا، والبيت الأبيض يتابع.. فهل ندم الديمقراطي باراك على تعيين الجمهوري جيتس، ليكنس مخلفات سلفه الأرعن دونالد رامسفيلد وهزائمه.. وسخائمه فى العراق؟! قالوا.. متي تظهر المسروقات؟ حين يختلف اللصوص!
الجريدة الرسمية