السيدات وكبار السن يتصدرون مشهد الاستفتاء والشباب "غياب".. فرج: تراجع إقبال الشباب بسبب ضعف تمثيلهم في "الخمسين"..عبدالحميد:الدستور غير مُرضٍ لكل فئات الشعب..الخطيب: شباب الثورة في حالة سكون
مع انتهاء اليوم الثاني والأخير للاستفتاء على مشروع الدستور، رصد مراقبون الشأن العام مجموعة من الظواهر التي شكلت ملامح يومي التصويت، وفي مقدمتها الإقبال الكثيف من كبار السن والحضور اللافت للسيدات، فضلًا عن ندرة عدد المشاركين من الشباب.
"فيتـو" استطلعت آراء عدد من ممثلي القوى السياسية ومنسقي الائتلافات الشبابية بشأن تلك الظواهر وتفسيرهم لها.
وأعرب أسامة فرج، منسق ائتلاف شباب الثورة، عن اعتقاده أن نسبة إقبال الشباب على الاستفتاء متراجعة، إذا ما قورنت بالسيدات وكبار السن، لافتًا إلى أن الشريحة عمرية من 19: 29 عامًا تقدر بنحو 28 مليون مواطن، بينما تبلغ الشريحة تحت 45 عامًا بين 52 و54 مليون شخص.
وأشار إلى أن الفئة العمرية الأولى من الشباب عزفت عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور، بسبب عدم تمثيلهم بشكل كبير في لجنة الخمسين، وتشكيل الوزارة الحالية، مضيفًا أن هناك جزءًا كبيرًا من الشباب كان ينادى بالبعد عن تيارات الإسلام السياسي وفي مقدمتها الإخوان والبعد أيضًا عن العسكر.
وأعرب فرج عن اعتقاده أن ترسيخ الدستور كان مقترنًا بأشخاص وليس بمواد بعينها، وهو ما يفسر إحجام الشباب عن المشاركة، وأنه ليس نهاية المطاف وليس آخر دستور سيتم وضعه، لافتًا إلى أن الدولة لا تزال في صراع كبير مع اقطابها المختلفة، وأيضًا هناك صراع المصالح بشأن السلطة.
وأضاف فرج أن من بين أسباب إحباط الشباب من المشاركة السياسية، أن هناك الكثير من المشاكل لم يتم حلها حتى الآن، مثل البطالة والإسكان والتعليم والزواج، لافتًا إلى أن من يعانون من تلك المشاكل تحت سن 45 عامًا، وفى خلال السنوات الثلاث الماضية لم يتم حل هذه المشكلات.
ومن ناحية أخرى قال خالد عبدالحميد عضو جبهة طريق الثورة، إن نصوص الدستور جاءت غير مُرضية لكل الأطراف وخاصة الشباب، بالإضافة إلى تكرار التجارب السابقة من الدساتير.
ولفت إلى أنه يجب الانتباه لإقرار الحقوق أولًا بغض النظر عن أولوية الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية -على حد قوله- خاصة أن الكيانات الثورية متحفظة عن المشاركة في الاستفتاء، وتابع: إن هذا الدستور يمثل "كبار السن"، لذلك كانوا هم أكبر من شاركوا في الاستفتاء.
وقال الدكتور هيثم الخطيب، عضو المجلس التنفيذي لاتحاد شباب الثورة، إن عزوف الشباب عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور يعتبر "مؤشرًا خطيرًا" يعبر عن حالة من اليأس والإحباط من الوعود المتكررة، فضلًا عن إدراجهم أو تفعيل دورهم في إطار الوعود الجوفاء.
وأضاف الخطيب أن هجوم فلول نظام مبارك على ثورة 25 يناير، خلق لدى الشباب شعورًا تجاه المرحلة المقبلة وهى إعادة النظام البائد، والذي قامت الثورة لإسقاطه، بالإضافة إلى الهجمة الشرسة علي وأنها مؤامرة كبرى.
وعدد الخطيب، الكثير من الأسباب الممثلة للرد على مكتسبات ثورة يناير، بالإضافة إلى إقرار قانون التظاهر، والتسريبات التي نشرت منسوبة لعدد من شباب الثورة، الأمر الذي وضعهم في حالة سكون أو ترقب لما سيحدث بعد ذلك.
وبشأن الدافع وراء الإقبال المتزايد من كبار السن والسيدات، أشار الخطيب إلى أن الفئتين تتلقيا ثقافتهما من برامج التليفزيون في القنوات الفضائية، والتي تعمل بدورها بأقل درجات المهنية والحيادية، واستطاعت بث مفهموم تعرض مصر للخطر، وأنه لا بد من محاربة جماعة الإخوان الإرهابية، واستدعاء جميع فئات الشعب المصرى في هذه المعركة من خلال صناديق الاستفتاء على الدستور.