رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: التصويت على الدستور تأكيدٌ للإطاحة بـ«مرسي».. «الإخوان» تواصل العنف.. الاستفتاء اختيار بين الاستقرار والإرهاب.. «مبارك» يريد المشاركة بـ«نعم»..

الاستفتاء على الدستور
الاستفتاء على الدستور -صوره ارشيفيه

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، بالعديد من قضايا الشرق الأوسط التي كان من أبرزها الحدث التارخي لمصر، "الاستفتاء على الدستور" الذي سيحدد خارطة الطريق لمستقبل البلاد.

قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن التصويت على الدستور كان بمثابة حياة أو موت للمصريين، ويعد لحظة تاريخية في التاريخ المصري..
وأشارت الصحيفة إلى أن التصويت على الدستور يهدف إلى نيل الموافقة الشعبية على سلسلة التعديلات في مصر، وليس مجرد تصويت على محتوىات النص، وإنما التصديق على الإطاحة بمرسي، حيث تعد الوسيلة الوحيدة لإعادة النظام في البلد.

وأضافت الصحيفة أن الكثيرين من المصريين يرون أن التصويت على الدستور واجب وطني، لأنه ليس فقط تصويتا على الدستور وإنما على خارطة الطريق التي ستحدد مستقبل مصر.

ونوهت الصحيفة عن تأمين مراكز الاقتراع بـ160 ألف جندي، وإقبال الكثير من الناخبين على الاستفتاء على الدستور، مشيرة إلى أن هناك بعض الاشتباكات التي وقعت وأسفرت عن مقتل 11 شخصا ووقوع انفجار أمس أمام المحكمة في منطقة إمبابة ولم يسفر عن أي إصابات

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن المصريين يرون الاستفتاء على الدستور بأنه اختيار بين الاستقرار والإرهاب، خاصة بعد أن صنفت الحكومة تنظيم الإخوان كفصيل إرهابي.

وأضافت: إن المصريين بدأوا التصويت أمس الثلاثاء على الدستور الجديد المدعوم من الجيش، وسط تزايد حالة العنف ضد الدولة، مشيرة إلى أنهم مصرون على الانتقال إلى الديمقراطية الحقيقية والاستقرار.

ولفتت الصحيفة إلى أن وزارة الصحة أعلنت مقتل نحو 11 شخصا في أعمال العنف خلال اليوم الأول، من التصويت الذي يعد بمثابة استفتاء على موافقة المصريين على السياسات الجديدة المتبعة.

وأوضحت أن تمرير الدستور يرضخ للجدول الزمني الذي رسمه الجيش، للخروج من الفترة الانتقالية من خلال تحديد موعد للانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وسلطت صحيفة «دير شبيجل»، الألمانية الضوء على إقبال المواطنين المصريين للمشاركة في الاستفتاء على الدستور أول أيام التصويت أمس الثلاثاء، وقالت: «حتى الديكتاتور مبارك يريد المشاركة في الاستفتاء والتصويت بنعم».

واعتبرت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء، حول الاستفتاء على الدستور المصري، أن نتيجة الاستفتاء اختبار لشعبية الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي».

ونقلت الصحيفة تصريحات لمراقبين أجانب حول ما وصفوه بـ«المخالفات» المحيطة بعملية التصويت؛ وقالت إن حمدين صباحي المرشح الرئاسي في انتخابات 2012، فوجئ بحذف اسمه من كشوف الناخبين.

ونوهت إلى تصريحات وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، التي قال فيها إن «نجاح عملية التصويت على الدستور ليس حلا سياسيا للأزمة المصرية» وأن «الحل السياسي بالنسبة للمصريين يتمثل في استخدام جميع الإمكانيات السياسية من أجل اندماج جميع الأطياف السياسية دون إقصاء لأحد».

فيما ذكر الكاتب الإسرائيلى "تسيفى بارئيل" أن المصريين يجرون استفتاء على الديمقراطية، متسائلًا هل ستنجح حملات التشجيع والدعاية التي جرت في الأسابيع الماضية للحث على التصويت بحيث تصل نسبة المشاركة إلى نسبة مرتفعة تضاهى نسبة التصويت على دستور 2012.

ولفت "بارئيل" إلى أنه في حال ارتفاع نسبة المشاركة ونجاح عملية الاستفتاء، فإن هذا سيجعل الفريق أول "عبد الفتاح السيسى" يتباهى بالديمقراطية في مصر، ويستأنف الصراع ضد جماعة الإخوان.

وأردف "بارئيل" في تقرير بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن هناك فرقا بين الدستور الجديد ودستور عام 2012 الذي وضع من قبل جماعة الإخوان والذي انتهك الحياة السياسية وأدى إلى نزاع سياسي وإضرابات عنيفة في البلاد، مما أدى في نهاية المطاف إلى عزل الجماعة من الحكم.

وأضاف: أما بالنسبة للدستور الجديد في مصر الذي تم إعداده بواسطة لجنة الخمسين ويجرى التصويت عليه حاليًا فتمت صياغته دون مناوشات أو أي مشاكل تذكر، ولا اعتراضات من المحكمة الدستورية، حتى ممثلي الجبهة السلفية والتي مثلها أعضاء حزب النور في لجنة الخمسين.

ورصد "بارئيل" أبرز مايميز الدستور الجديد في مصر وهو الحفاظ على حقوق المواطنين، بالإضافة لعدم المساس بالمادة الثانية للدستور وأن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، هذا إلى جانب إعادة الأزهر لمكانته في الدستور الحالى كوسيلة للدفاع ضد الإخوان وزعيمهم الروحى الشيخ يوسف القرضاوى الذي يعد خصما عنيفا وناقدا لاذعا لمؤسسة الأزهر.

وزعم الكاتب الإسرائيلى أن الاستفتاء على الدستور والانتخابات التي ستجرى في وقت لاحق أمر لا يشكل ضمانة للاستقرار السياسي في البلاد، لأن حرب الإخوان لم تنته بعد، وبنفس القدر من الأهمية وربما أكثر هو القدرة على استعادة الاقتصاد والأمر ذاته بالنسبة للسياحة التي تعد مصدرا رئيسيا من مصادر الدخل وزيادة الاستثمار لتطوير البنية التحتية الصناعية وخلق فرص العمل، فالدستور وحده لايمكنه الوصول إلى كل هذا..

وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن الكثير من السوريين يفضلون التدخل الأجنبي وتوجيه ضربات عسكرية ضد نظام الأسد ومساعدة الثوار.
وأضافت: أنه لا يمكن للقوى الغربية إيقاف معاناة السوريين، ولا يمكن لأي عقل استيعاب القصص المروعة التي عاشها الشعب السوري على مدى ثلاث سنوات من الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من 130 ألف شخص.

واستعرضت الصحيفة بعض القصص المروعة التي يتعرض لها السوريون من القتل والتعذيب على يد قوات النظام السوري، التابعة لبشار الأسد داخل المساجد وتعذيبهم قبل قتلهم وتعرض النساء لعمليات اغتصاب مرعبة أمام أقاربهم.

وأشارت إلى معاناة اللاجئين ومدى احتياجهم لمساعدات إنسانية عاجلة من كساء وطعام ورعاية طبية، موضحة أن السوريين يرون أنه لا يمكن التوصل إلى تسوية للصراع الدائر دون تنحي الأسد، الأمر الذي يتطلب مساعدة ملحة بتسليح المعارضة لتغيير ميزان القوى.
الجريدة الرسمية