رئيس التحرير
عصام كامل

إصرار الشعب.. واضح

فيتو

ما شهدته اللجان الانتخابية من إقبال جماهيرى حافل ومن كافة الفئات المجتمعية التي لها حق التصويت والمشاركة في يومى الاستفتاء على دستور مصر في مرحلتها الجديدة لا يؤكد سوى على أن الشعب المصرى لديه من الإصرار والعزيمة ما يؤهله للثبات على قراره الذي سبق اتخاذه حين خرجت الملايين مطالبة برحيل النظام الإخوانى وتابعيه في ثورة الثلاثين من يونيو.


كذلك التدليل على أن الممارسات الإرهابية التي تبنتها الجماعة كرد فعل على سحب البساط وتدمير الحلم لا يمكن لها أبدا أن ترهب شعبا ودولة بتاريخ وحجم مصر ففى الأخير لن يكون من نصيب هؤلاء ومؤيديهم سوى خسارة هي بالنسبة لهم مكافأة وعدل.

على الجانب الآخر فإن ما كان يعد رسالة واضحة لرأى عام عالمى تبنى سياسة التشكيك في ثورة المصريين واصفا إياها (بانقلاب عسكري ) على نظام شرعى منتخب فكان الرد وعلى أرض الواقع بأن موقف قواتنا المسلحة لم يكن سوى دعما وسندا انطلاقا من إيمان كامل بدور وطنى يدفعها دوما إلى تلبية الرغبات الشعبية الحرة.

كما أن هذا الدستور يأتى إنجازا لخطوة أولى بوضع حجر الأساس لبناء دولة المؤسسات القادرة على مواجهة تحديات كبرى وصعوبات جسام يواجهها الوطن ويعانى منها أبناؤه وهى بالقطع معلومة وعلى المستويات كافة، فداخليا نحن أمام اقتصاد منهك وصل إلى حافة الهاوية بالقطع يلازمه حياة معيشية صعبه ناتجة عن تدنى في الخدمات في جميع المجالات الكافلة لحياة كريمة.. إضافة إلى انفلات أمنى حادث جراء تصرفات أفرزها فكر عقيم للجماعة والموالين لها يقابلها فئة كانت على عشق للظهور مواصلة مهمتها وإشاعة الفوضى والبلبلة، والفعل والموقف مفقود.

أما خارجيا.. فهناك حدود يسكنها من يتربص لحظة غفلة أوسقوط بعضها رأينا منه المساندة بل والمشاركة في أحداث دامية شهدتها البلاد خلال هذه الفترة ثم ما كان من أجندات موضوعة ومعدة سلفا لا تهدف سوى إلى النيل من مقدرات الوطن والتي جاءت يونيو لتكشف النقاب عن ماهيتها الحقيقية وماهية القائمين عليها والتي بلا شك ستظل قائمة أملا في تحقيق الحلم واكتمال المشوار.

إضافة إلى تواجد وتمثيل إفريقى غائب ولابد من عودته إلى سابق عهده في ثوب الريادة.. كذلك ضرورة الحفاظ على حلم التعاون العربى المنشود وضمان استمراره.. بالتأكيد هذا الواقع بتفاصيله لا يحتاج منا سوى إكمال ما تم البدء فيه ونحن على ذلك قادرين بتوفيق من المولى سبحانه وتعالى أولا وثانيا بإرادة لا تصبو إلا إلى تقدم واستقرار منشود.
الجريدة الرسمية