عن العبرة والاعتبار.. فى ذكرى زعيم الثوار !
اليوم يعتذرون عن سخريتهم من المقولة الخالدة لزعيم خالد بأن "الشعب هو القائد والمعلم".. واليوم - ووزارة الانتاج الحربي تستعد لإنتاجها من جديد - يعتذرون عن سخريتهم من أول طائرة عربية "القاهرة 200".. واليوم يعتذرون - وقد تم الإفراج عن المعلومات وبعضها بالصوت والصورة - عن سخريتهم من صواريخ الفضاء المصرية القاهر والظافر.. واليوم يعتذرون - وقد أصبح المشردون أكثر مما تخيلوا - عن سخريتهم من القطاع العام العمود الفقري لأي دولة تستهدف التنمية الحقيقية.. واليوم يعتذرون - وقد تبدت ملامح المؤامرة جلية لا لبس فيها - من سخريتهم من الدعوة إلي الوحدة العربية باعتبارها الملاذ الآمن الوحيد لطموحات الشعب العربي..!!
واليوم يعتذرون - وقد تلاعب تجار الدين باحتياجات الفقراء - من سخريتهم من الحقيقة الخالدة للزعيم الخالد من أن حرية رغيف الخبز وضمان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للطبقات الفقيرة مع قسط وافر من التعليم والوعي والثقافة يجب أن يسبق الديمقراطية السياسية.. واليوم يعتذرون - وقد أثبتت أزمة مياه النيل فشلهم وعجزهم وقصر نظرهم - من سخريتهم من بضعة آلاف أو ملايين أنفقتها مصر هناك في أعالي النيل وما حولها أمنا وتأمينا لحياة أجيال وأجيال.. واليوم يعتذرون - وقد جاء الجفاف يضرب الأخضر والأخضر - من سخريتهم من السد العالي حتي زعموا - ذات أحقاد وأحقاد - أنه منع عن الكبار أنواعا وأنواعا من الأسماك النادرة..!!
واليوم يعتذرون - وقد أدركوا أن الأمن القومي لأي بلد يريد أن يكون كبيرا يمتد آلاف الأميال - من سخريتهم من دعم مصر لثورة اليمن الحبيب.. واليوم يعتذرون - وقد تسلل الإرهاب للأزهر الشريف - من سخريتهم من قانون تطوير الأزهر ودعمه بإضافة العلوم المدنية.. واليوم يعتذرون - وقد قاربت الحرب الإسلامية الطائفية تشتعل شرقا وغربا - من سخريتهم من دور أزهر الستينيات من جهوده الكبيرة للتقريب بين المذاهب..!!
واليوم يعتذرون - والبكاء لا يتوقف عن حال العلم والتعليم والعلماء - من سخريتهم من مجانية التعليم التي أفسدوها طوال أربعة عقود كاملة.. واليوم يعتذرون - وقد ظهرت الحقيقة وسقطت الأساطير المكذوبة الكاذبة - عن دعمهم وترحيبهم وابتهاجهم بمئات القصص والأفلام والكتب التي صنعوها خصيصا لتعكس أكاذيب جماعة إرهابية مجرمة.
بل حتي اليوم يعتذرون - وهم يشكون قلة الإنتاج ومستوي الإنتاج وتدهور الصناعة كلها - من سخريتهم لتدخل الدولة في الإنتاج السينمائي وقد أنتجت فيه أروع الأفلام الخالدة في ضمير وعقول متابعي الشاشة الفضية!!!
واليوم يعتذرون.. وسيعتذرون وسيعتذرون.. ولكن قد كان الثمن باهظا وكبيرا..
إلا أننا واليوم يوم مولدك وقد كانوا أسري لتلفيقات لا مثيل لها إلا القول: كم كنت كبيرا.. وكم كانوا صغارا.. كم كنت كبيرا.. وكم كانوا أغبياء!
ارتح في قبرك.. فالسماء ردت إليك كل الاعتبار.. وتبقي العبرة لمن يعتبر!