بالفيديو والصور.. «الباسيج» يهدد الأمن القومي المصري.. طهران تسعى لإنشاء وحدات عسكرية في مصر.. المخطط يقوم على أساس التجنيد المذهبى .. أطماع «خامنئي» تتلاقى مع مساعي «أردوغان
في تصريح خطير بكل ما تحمله الكلمة من تهديد للأمن القومي المصري وربما الأخطر منذ تهديدات أفيجدور ليبرمان الإسرائيلى بضرب السد العالى، قال قائد قوات التعبئة المعروفة باسم «الباسيج» في إيران الجنرال محمد رضا نقدي: إن بلاده تعتزم إنشاء وحدات لقواته في الأردن ومصر، مضيفا: أن الهدف من إنشاء تلك الوحدات هو تطويق الكيان الصهيوني.
نقدي أكد أن إيران خاضت تلك التجربة بتشكيل هذه القوات من قبل في فلسطين ولبنان في إشارة إلى حزب الله وحركة حماس.
تابع نقدي حديثه بالقول: إن الهيمنة الإيرانية تزداد في المنطقة بالتزامن مع انحسار الهيمنة الأمريكية منذ قيام الثورة الإسلامية في 1979 في بلاد الفرس.
حديث القائد الإيراني يشير إلى أن إيران تدرك جيدا أن المنطقة تشهد تراجعا للنفوذ الأمريكي وأنها تستعد أن تلعب الدور الأمريكي، وتؤكد تصريحاته أيضا خطورة التحديات المستقبلية التي تنتظر مصر في المرحلة الراهنة.
وربما الأخطر في الحديث الإيراني حين ينقل المسئول العسكري الإيراني عن مؤسس الثورة الإسلامية آية الله الخميني خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات من القرن الماضي قوله: «ستؤدي هذه الحرب بين (إيران والعراق) إلى الانتصار، وفتح فلسطين»، مضيفًا: «سنقيم الصلاة في بيت المقدس بإمامة (آية الله خامنئي).
وتكمن خطورة التصريح السابق أنه يكشف عن مخطط فارسي قديم يعد لمصر في دهاليز طهران المظلمة التي ترغب في إعادة القاهرة إلى زمن الفاطميين حين ساد المذهب الشيعي في فترة ماضية من تاريخ مصر.
وظهرت حقيقة أخرى من خلال التصريحات الإيرانية إذ يشترك أردوغان وخامنئي في أطماعهما في مصر حين يرغب الأول في إعادة الخلافة العثمانية بينما يسعى الأخير إلى إعادة الخلافة الفاطمية
كما يكشف الخطاب الإيراني عن نية طهران للسيطرة على المنطقة ولكن تدرك في الوقت ذاته أنها تواجه عقبة في سبيل تحقيق هدفها، ألا وهى القاهرة التي أسقطت التتار من قبل ويؤكد الحديث الإيراني تخوفات بعض القوى السياسية والدينية في مصر بأن إيران تسعى إلى التسلل إلى المجتمع المصري لأن قوات «الباسيج» التي تعتزم إيران إنشاءها في مصر عبارة عن قوات شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين ذكور وإناث.
ويتطلب إنشاء قوات الباسيج وجود تابعين من المصريين لخامنئي في القاهرة لهذا ستخطط إيران لنشر أفكارها ومبادئها في مصر حتى تجذب متطوعين بالزي المدني يصعب معرفتهم ويكونوا قادرين على القيام بأي أعمال عسكرية لا تقل عما يقوم به حزب الله في لبنان.
وتتبع «الباسيج» الحرس الثوري الإيراني الذي يتبع بدوره سلطة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران.
وكان لتلك الميليشيا نشاط بارز أثناء الحرب «العراقية الإيرانية» في الثمانينيات، ويبلغ عددهم حاليا قرابة 90.000 متطوع ومتطوعة.
وجدير بالذكر أن "الباسيج" هى واحدة من أخلص الميليشيات المسلحة في نظام ولاية الفقيه، وتعتبر خط الدفاع الأول عن الثورة الإسلامية في طهران.
وأطلق على تلك القوات اسم الباسيج وهى كلمة فارسية تعني "التعبئة" لأنه يشير إلى تعبئة المتطوعين من أنصار ثورة الخميني، للدفاع عن الثورة في وقت السلم والحرب، وملاحقة المنشقين والمعارضين للنظام في جميع الأوقات.
ويصف الخبراء العسكريون الباسيج بأنها قوات صدامية، يتسلح أفرادها بالهراوات والسلاسل، وغالبا ما يحملون الحجارة، والسيوف، وغيرها من الأسلحة البدائية.
وتضم قوات الباسيج مئات الآلاف من العناصر، وتقول التقديرات القادمة من إيران: إنهم يتجاوزون الثلاثة ملايين إيراني من الرجال والنساء، غالبيتهم من المدنيين إضافة إلى عدد من الوحدات المسلحة بأسلحة متطورة للغاية وعناصرها جاهزة للقيام بالأعمال الإرهابية.
وبالرجوع إلى خطورة التصريح الإيراني فإن الأمن القومي المصري مهدد بدرجة غير مسبوقة تتطلب من الجانب المصري الحذر والاحتراس من أي محاولة للتطبيع مع طهران لأن الهدف بات معلوما وهو تجنيد عدد من المصريين تجنيدا مذهبيا يحقق لطهران السيطرة على المنطقة والولاء لنظام الملالى في طهران.