كيف تنمين الجرأة وتعالجين الاندفاع عند طفلك؟
أحيانا يفاجئك طفلك ببعض الأفعال الجريئة أمام الغرباء أو أن يرد ببعض الجمل الجريئة غير المتوقعة مما قد يشعرك بالخجل أو الاندهاش.
تشير الخبيرة النفسية سهام حسن إلى أن الجرأة عند الأطفال ليست سلوكا مشينا أو خاطئا، بل قد ينبئ ذلك بشخصية قوية قيادية، ولكن الأمر قد يحتاج بعض التهذيب والتحكم، ومعالجة الاندفاع أمام الغرباء.
وتوضح سهام أنه يمكن تشجيع الجرأة عند الأطفال، مع معالجة الاندفاع من خلال اتباع الأساليب التربوية التالية:
عندما يسأل ابنك أو يختلف معكِ أو مع شخص أكبر منه في الرأي شجعيه على ذلك، فنحن نريد أن نربي أبناء مستقلين في التفكير يتمسكون بمبادئهم، لكن لتعلميه أدب الاختلاف، حيث التحدث بالأسلوب المناسب وفي الوقت المناسب، وكوني قدوة له في ذلك.
هناك مناقشات أو موضوعات لا يصح أن يسمعها الأطفال أو يشاركوا فيها لأنها لا تناسب سنهم، مثلًا كأمور جنسية أو مشاكل زوجية، فاحرصي على عدم فتح مثل هذه الموضوعات أمام أبنائك.
إذا فوجئت أن ابنك أفشى سرًا أو قال شيئًا أمام الناس كنتِ لا تريدينهم أن يعرفوه، فتجنبي إحراجه وغيري الموضوع، ثم على انفراد أفهميه بهدوء لماذا كان لا يجب أن يقول ما قاله واتفقا على تعريف "السر".
بشكل عام إذا قال ابنك كلمة أو قام بتصرف غير مناسب، تجنبي إهانته وتوبيخه ووجهيه وناقشيه، وإذا اضطررتِ أن يكون ذلك أمام الآخرين فاجعلي كلامك على قدر ما يتطلب التعامل مع الموقف ثم لتكن بينكما مناقشة على انفراد.
أحسني الظن بابنك، فربما لا يعرف أن ما يفعله خطأ ودورك أن تفهميه وتوجهيه.
إذا كانت العلاقة بينك وبين ابنك قائمة على الاحترام والتفهم، فلن يتعمد مضايقتك وإحراجك أمام الناس ولن يعاندك طوال الوقت، وسيكون متفهمًا لكِ عندما تطلبين منه الكف عن فعل معين أو القيام لأن هذه جلسة كبار، هذا ليس معناه أنه سيفعل الصواب دائمًا، أو سيكون مطيعًا أو متفهمًا طوال الوقت ولكنني أتحدث عن السمات العامة للعلاقة.
الحب هو الأساس الصحيح والمتين لأي علاقة، قد يتعمد ابنك مضايقتك إذا كان لا يشعر منكِ بالاحترام، أو إذا كان لا يلقى في الأسرة ما يحتاجه من حب واهتمام فيلجأ إلى انتزاعهما بأي طريقة حتى لو كانت سلوكًا خاطئا.
ربما تشير جرأة ابنك إلى شخصية قيادية وملكات في الحوار، ودورك هو توظيف هذه المهارات بالشكل الصحيح من خلال تحميله مسئوليات تناسب سنه، والاشتراك له في أنشطة تلائم ميوله.