أمريكا تراجع مواقفها.. الكونجرس يناقش مشروع لاستنئاف المساعدات.. «لاشين»: «أوباما» أفسد العلاقة بمساندة «الإرهابية».. «علام»: الشعب المصري صاحب القرار.. و«
جاء إعلان الكونجرس الأمريكي، عن إعداد مقترح لاستئناف المساعدات إلى مصر، والتي تقرر تجميد بعضها عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، مثيرًا للجدل، واعتبره الخبراء محاولة من "واشنطن" لاستعادة علاقتها بمصر التي اتجهت للتعاون مع روسيا، وواصلت استكمال خارطة الطريق.
وظلت الإدارة الأمريكية على مدى الأشهر الأخيرة، في نقاش بشأن الإبقاء على المساعدات العسكرية لمصر أو حجبها، ومع تعاظم تداعيات حجب المساعدات عن مصر على العلاقات بين القاهرة وواشنطن، واتجاه مصر صوب تنويع علاقاتها الخارجية شرقًا، اتجه المشرع الأمريكي للبحث عن مخرج قانوني يسمح لصانعي القرار بإعادة استئناف المساعدات لمصر بشكل قانوني، باعتبار أنها تمثل مكونا رئيسيا في العلاقات بين الجانبين.
يؤكد الخبراء الإستراتيجيون أن مناقشة مشروع قانون باستئناف المساعدات العسكرية إلى مصر، هو محاولة من الجانب الأمريكي لإرضاء مصر، بعدما اتجهت إلى التعاون مع روسيا، وحرص الجانب الأمريكى على الحفاظ على العلاقة مع مصر بسبب حجمها الكبير في منطقة الشرق الأوسط.
قال اللواء حسام لاشين، الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن المشروع المقترح الذي قام به الكونجرس الأمريكى باستئناف المساعدات العسكرية إلى مصر والذي يمنح البيت الأبيض سلطة تخفيف القيود المفروضة على المساعدات، هو مراجعة تقوم بها واشنطن لقراراتها لعدم خسارة مصر التي تعتبر أكبر حليف لها في الشرق الأوسط، مضيفًا أن أمريكا تسعى، لإعادة العلاقات مع مصر بعدما تأزمت مع عزل الرئيس "مرسي " وخروج الإخوان من الحكم نهائيا.
وأوضح "لاشين" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن تصرفات الرئيس الأمريكى أوباما وتمويله لجماعة الإخوان "الإرهابية"، ودعمه المستمر لها، هو الذي صنع أزمة بين علاقات الدولتين، وراجعت الإدارة الأمريكية قرارها بتجميد المساعدات العسكرية إلى مصر، نتيجة لجوء مصر إلى دول أخرى مثل الصين وروسيا وعقد صفقات السلاح وإحلال الأسلحة الأمريكية بالروسية، كل ذلك ضغط على الكونجرس الأمريكى بالموافقة على عدم تقليص المساعدات، والحفاظ على أكبر حليف لها بالشرق الأوسط.
ومن ناحية أخرى قال اللواء فؤاد علام، الخبير الأمنى ومدير مباحث أمن الدولة السابق إنه لا قيمة لقرار أي دولة سواء الولايات المتحدة أو غيرها من الشرق أو الغرب، وأن صاحب القرار الوحيد هو الشعب المصرى، مؤكدًا أنه لا يهم مصر موقف أي دولة تجاة "ثورة 30 يونيو"، وأن ما يريده الشعب هو الذي نقف له ونحققه لأن "إرداتنا بأيدينا".
وأشار السفير محمد العرابى، وزير الخارجية المصرى الأسبق، إلى أن قرار الكونجرس الأمريكى بهذا المشروع المقترح يرجع إلى صمود الشعب المصرى، وصمود القرار السياسي في مصر، مضيفًا أنه يوجه رسالة للعالم مفادها أن مصر تخطت كل الحدود، وتعبر بخارطة الطريق والديمقراطية، ولفت إلى أن القائمين على هذا الأمر "تعقلوا"، وحرصا على وجودهم بمنطقة الشرق الأوسط وخوفا من استبدالهم بروسيا والصين، بعدما طالبت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بالتراجع عن قرار التجميد، لأنه كلفها خسارة مصر بعدما ذهبت إلى روسيا.
وتوقع العرابى عدم اتخاذ قرار سريع في هذا الشأن، خاصة وانهم سينتظرون نجاح الدستور المصري الجديد، وفترة الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومن سيقود البلاد، وقال:" إن الأمور ستتغير تمامًا من الجانب الأمريكي لحظة الإعلان عن الانتخابات".