رئيس التحرير
عصام كامل

الجمعية الوطنية المصرية




لم ينجح الثوار فى ٢٥ يناير إلا باتحادهم وانصهارهم فى كيان ومفهوم وطنى واحد، ولم يفشلوا وتذهب ريحهم إلا عندما تفرقوا واختلفوا فى كيانات متعددة بعد أول إنجاز لثورتهم الوليدة، تلك الكيانات التى عمل العسكر ثم جماعة الإخوان على استمرار خلافاتها لضرب قدرتها على حشد الجماهير من أجل كسر شوكتها وتحييد تأثيرها على الشارع الوطنى، فالإخوان لم ينجحوا فى الاستحواذ على السلطة -وهم الأقلية- إلا بمفهوم الجماعة الواحدة، وبوحدة التخطيط واتخاذ القرار فى مواجهة قوى مختلفة متنازعة، إنهم جماعة منظمة على غرار التنظيم العسكرى الذى يتخذ من الانضباط والطاعة العمياء للقيادة أساسا للعمل، وهم يواجهون قوى وطنية كثيرة متحدة الهدف، لكنها مختلفة السبل متنازعة الرأى والزعامة والقيادة.

إن ما يواجه الحركة الوطنية المصرية من تحديات كبرى تتمثل فى اتساع هوة الخلافات بين بعضها البعض وتفرقها وتنافسها، وإذا كان الحشد فى ميادين مصر كما رأيناه الجمعة الماضية كبيراً وهائلاً فى ظل ذلك التفكك والانقسام فكيف يكون تأثيرهم الوطنى فيما لو تم اتحادهم فى جبهة وكيان واحد؟
إن توحد الثوار الوطنيين هو السبيل الوحيد لوقف مسلسل الأخونة والسيطرة على الدولة، فليكن اتحادهم رسالة واضحة بفشل محاولات ضربهم بعوامل الفرقة والاختلاف، ولتكن فكرة (الجمعية الوطنية المصرية) كياناً واحداً تتسع لكل التيارات الثورية والأحزاب الوطنية لمواجهة جمعية الإخوان وتكون البديل الوطنى الجاهز لاستلام القيادة والسلطة، فلا مواجهة لجمعية الإخوان إلا بجمعية وطنية، ولا ضرب لوحدتهم إلا باتحاد مثله، وإذا كانت جمعيتهم تقوم على جنود طائعين يغلفهم العمى المنهجى والانقياد الجماعى الذى يفتقد للإرادة الحرة وتفاعل العقل، فإن جمعيتنا تقوم على شباب مستنير يملك إرادته بيده ويطرح منهجيته ويشارك فى إدارتها ويعلى إرادته وقيمته ووجوده، أن الجمعية الوطنية المصرية يمكن أن تتسع لكل المصريين، وجمعيتهم لا تجمع أحداً غيرهم، الجمعية الوطنية المصرية تشكل مضمون الأمة ومفهومها الوطنى الخالص، وجمعيتهم لا وجود فيها لمفهوم مصر الوطنى، بل إنها مهانة مستباحة لهم لتنفيذ مشروعهم الفاشى الوهمى.
فلتكن دعوة (الجمعية الوطنية المصرية) أساساً لبرلمان الثوار الذى يفرز قيادتها من داخله، بعيداً عن الخلافات والكيانات.. والفضائيات.

 

الجريدة الرسمية