مسئول فلسطيني: كيري قدم 4 خيارات لحل قضية اللاجئين ليس من بينها حق العودة
أفاد مسئول فلسطيني بأن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قدم للقيادة الفلسطينية أربعة خيارات لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين ليس من بينها حق العودة، وذلك لتضمينها في اتفاق إطار يسعى للتوصل إليه قريبا.
وقال المسئول الفلسطيني - الذي طلب عدم نشر اسمه في تصريحات لصحيفة (الغد) الأردنية بثتها اليوم الثلاثاء – "إن رؤية كيري للحل تتمثل في تخيير اللاجئين بين الانتقال إلى كندا والعيش فيها، أو البقاء حيثما يتواجدون لاسيما في الأردن الذي يستضيف أكثر من 42 % من إجمالي ستة ملايين لاجيء مسجلين لدى وكالة الغوث الدولية (أونروا) باعتباره الحل الأفضل والأيسر بالنسبة لكيري".
وأشار المسئول إلى أن الخيار الثالث أمام اللاجيء – وفقا لكيري - هو العيش في الدولة الفلسطينية المستقبلية بينما يتمحور الخيار الرابع في تقديمه طلبا للإقامة في الكيان الإسرائيلي الذي يقوم بدوره بدراسة الطلب وفق معايير وضوابط محددة تضعها إسرائيل بنفسها في إطار إنساني فقط.
وأوضح المسئول الفلسطيني أن الخيارات الثلاثة باستثناء الخاصة منها بالدولة الفلسطينية، تشترط لإنجازها موافقة الجهة المعنية نفسها وهي في هذه الحالة (الأردن وكندا والسلطات الإسرائيلية).
وقال إن كيري نقل إلى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي اعتقاده بأن الحل الأمثل والأيسر يكمن في بقاء اللاجئين حيثما هم في الأردن إزاء ما يتمتعون به من وجهة نظره بالاستقرار والمعيشة الآمنة نظير إقناع المملكة الرسمي بذلك وتعويضها أيضا بينما سيتم إعطاء وضع اللاجئين في لبنان أولوية المعالجة باعتبارها المسألة الأكثر إلحاحا.
وشدد على أن تلك الخيارات لا تتضمن بأي حال من الأحوال حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأراضيهم، التي هجروا منها بفعل العدوان الصهيوني عامي 1948 و1967.
وأشار في هذا الإطار إلى موقف القيادة الفلسطينية من ضرورة حل قضية اللاجئين وفق القرار 194 والذي نصت عليه المبادرة العربية للسلام عند إعلانها في قمة بيروت 2002 بالتوصل إلى حل "متفق عليه" لقضية اللاجئين بموجب هذا القرار..لافتا إلى أن الجانب الإسرائيلي يرفض الاعتراف بأية مسئولية تاريخية وسياسية تجاه قضية اللاجئين ويصر على النظر إليها من منطلق إنساني بحت.
وقال "إن لم يتم إيراد أية أرقام محددة لعودة اللاجئين إلى فلسطين المحتلة العام 1948، ذلك لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض حق العودة من الأساس حتى لو كانت رمزية"..مضيفا "إن نتنياهو أكد خلال اجتماعه مع كيري مؤخرا على أن التعامل مع قضية اللاجئين سيتم من منطلق إنساني ضمن إطار لم شمل العائلات ووفق معايير يضعها الاحتلال بنفسه ولمدة زمنية تمتد حتى 15 سنة قادمة للتنفيذ مقابل الاستعداد للمساهمة في تمويل صندوق لتعويض اللاجئين وتوطينهم حيثما يتواجدون".
ونبه إلى أن نتنياهو جدد اشتراط الاعتراف بـ"يهودية الدولة" لإتمام أي اتفاق قادم إلا أن الموقف الفلسطيني ثابت من مسألة رفضه لذلك لما يحمله من محاذير إسقاط حق العودة وحرمان الفلسطينيين في فلسطين المحتلة العام 1948 من حقهم في وطنهم، وفتح المجال لتهجيرهم.
ويعد إطار كيري، بحسب المسئول الفلسطيني، "موقفا متراجعا لأسوأ ما ورد ضمن سياق (كامب ديفيد2) في إشارة لما تم طرحه من جانب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك وتم رفضه قطعيا من قبل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.